مقالات وآراء

“الميسري” ومحافظة أبين

صالح أبوعوذل
كاتب جنوبي بارز

تابعت تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الداخلية أحمد الميسري ومدير شرطة لحج العميد صالح السيد، مؤخرا للكشف عن الخلية الإرهابية الحوثية، ولفت انتباهي اشادة الأول بالأخير في فرض الأمن وتطبيع الحياة ومحاربة مشاريع الإرهاب والموت التي تواصل صنعاء ومأرب تصديرها صوب بلادنا.
أشاد الميسري برجل لحج الشجاع صالح السيد، عقب النجاحات الأمنية التي حققها الرجل منذ قيادته لشرطة وحزام لحج الأمني.
لا شك ان هناك تنسيق وعمل مشترك بين أحمد الميسري وشلال علي شائع وصالح السيد، هذا التنسيق أتى بثماره على الأرض، على الرغم من محاولة البعض، ضرب هذا التنسيق وتبين ذلك من خلال مواقف البعض الذين لا يريدون لعدن الاستقرار.
التنسيق الأمني يجب ان يكون على أعلى مستوى لما فيه مصلحة عدن العاصمة وبقية مدن الجنوب، مهما كانت الخلافات السياسية، ولا اعتقد ان جنوبيا واحدا يعترض على أي عمل يخدم استقرار العاصمة او أي حارة في الجنوب.
لا أحد ضد أحد لأسباب مناطقية كما يروج لها البعض بل الخلاف ولب الخلاف يكمن حول موقف البعض من الجنوب وقضيته.
شخصيا.. كنت ولا زلت أتمنى ان يكون الميسري رجلا قويا، لا يرضخ للابتزاز الذي تمارسه بعض القوى اليمنية المحسوبة على مأرب.
حين تعرض وزير الداخلية الميسري للهجوم الإعلامي والسياسي الممول من مأرب، أعلنا رفضنا لذلك، على الرغم من خلافنا مع الميسري، أدراكا منا انه مهما كان خلافنا مع أي جنوبي لكن لا يمكن ان نطرحه او نرضى عليه.. قد نختلف معه وننتقده لكن هو في الأول والأخير جنوبي “منا وفينا”.. ومهما ضل الطريق سوف يعود.
مواقف البعض تجعلك تقرأ ما يخطط للجنوب وعدن، والهجوم على الميسري والترويج عن وجود خلافات مع الأجهزة الأمنية، كان الهدف منه ضرب التنسيق الأمني الموجود بينه وبين شائع والسيد، وقد جاء عقب لقاءات مكثفة بينهم، الهدف منها الدفاع عن عدن.
روج البعض من المحسوبين على الأطراف الإقليمية المناهضة لعدن، ان الميسري قد تقدم برسالة الى الرئيس هادي يطالب فيها بتمكينه من احداث إصلاحات في عدن، والإصلاحات التي تحدث عنها البعض تكمن في اقالة شلال شائع وصالح السيد، وحين فشلت تلك المساعي عادوا للحديث عن مزاعم السجون السرية في عدن.
حاولت مأرب وعبر ادواتها الإعلامية في عدن ضرب التنسيق الأمني، من خلال الحديث عن وجود فوضى، في حين أن الواقع على الأرض يؤكد حالة الأمن والاستقرار في عدن في تصاعد نحو الأفضل، رغم وجود بعض الاختلالات المتمثلة في اعمال النهب والسلب للأراضي، لكن من الناحية الأمنية هناك نجاحات لا ينكرها الا جاحد.
وكذلك لحج التي نجح بطلها صالح السيد في جعلها محافظة أمنة، على الرغم من انها كانت أكثر المدن الجنوبية التي شهدت انفلاتا أمنيا خلال السنوات الماضية وخاصة ما قبل الحرب العدوانية الأخيرة على الجنوب.
نجح السيد برجال شرطة لحج وقوات الحزام الأمني في تأمين المحافظة ومحاربة العناصر المتطرفة، وهو نجاح كان له الأثر الإيجابي على عدن العاصمة، ولم يتبق الا ان تكثيف الجهود في أبين.
أبين التي عانت الأمرين خلال ربع قرن، تحتاج اليوم الى رجل أمني قوي يقاتل من أجل أمن واستقرار العاصمة زنجبار ومدن الريف الأبيني.
في أبين يجاهد البطل عبداللطيف السيد في فرض الأمن والاستقرار في المحافظة الجنوبية الثالثة، وسط غياب لمدير الشرطة الذي لم نلمس له أي جهود أمنية في المحافظة، مع احترامي الشديد له.
وعلى اعتبار ان الميسري ينتمي لأبين فأني اطالبه بصفتي احد أبناء المحافظة الثالثة ان يعين عبداللطيف السيد مديرا لشرطة أبين، فهو الرجل الذي يقارع قوى الشر منذ العام 2011م، وهو أكثر رجال أبين اخلاصا للمحافظة – من وجهة نظري-.
عبداللطيف السيد الذي لم التق به قط ولا تجمعني به أي معرفة شخصية، خسر الكثير من رجاله ومن أهله واقربائه خلال مقارعته لقوى الشر، وهو من وجهة نظري يفضل ان يكون مديرا لشرطة أبين، ولا أعتقد ان هناك من قد يختلف معي في ذلك.
فهل ينتصر الميسري لأبين ويعين فيها من هو جدير بتحمل المسؤولية الأمنية، خاصة وأن أبين هي البوابة الشمالية لعدن، وأمنها من أمن العاصمة عدن.
والله الموفق.

زر الذهاب إلى الأعلى