مقالات وآراء

بين صراعات الماضي ومستقبل الجنوب..التصالح والتسامح هو الطريق الوحيد للتقارب الجنوبي الجنوبي

كتب /عبدالرقيب السنيدي

ان التصالح والتسامح هو اللبنه الاساسية للحراك الجنوبي، وهو مبداء عظيم يحمل الكثير من معاني التلاحم والتماسك والتازر والترابط الاخوي ولن يتحقق ذلك الهدف النبيل الا ببلوغ العوامل المؤثرة والتي تعد الهدف الاساسي والسامي لنجاح ذلك المبداء العظيم قولا وعملا .

المرحله التي يعيشها الجنوب اليوم مرحلة مفصيليه وتاريجيه من نضالاتة التحررية على مختلف الصعد والتي تعد من أصعب المراحل منذ انطلاق الحراك الجنوبي، فيجب علينا استثمار الكفاءات والخبرات والطاقات بما يساهم في اعادة صياغه مبادى التصالح والتسامح عمليا ، والعمل على غسل افكار المؤروث الماضي البغيض الذي مازال يراهن علية المحتل في الانقسام الجنوبي وشق الصف وبث العنصريه والتشرذم وافكار الانانية وحب الذات، والتي ظلت على مدى سنوات من الزمن سببا في صراعات الماضي والاقتتال .

الواقع الذي فرضته الحرب “الحوثيه العفاشية” على الجنوب فرض معطيات ومستجدات جديدة ظهرت من خلال تعدد مسميات الاحتلال المختلفه وظهور اجندة تعمل على خلخله الاوضاع وبث التفرقه والاغتيالات …تلك المعطيات وغيرها اصبحت حاجه ملحمه امامنا لوجود عقليات ناضجه تفهم الواقع وتدرك مايخطط له المحتل وماتتطلبه المرحلة وذلك عن طريق التخلي عن الاستئثار والاقصاء واقرار مبداء الشراكة الوطنية والدعوة الى واقع جديد يضم كل القوى الجنوبيه كمكسب وطني يعزز ارتباط الفرد بالمجتمع ككل بما يضمن اداء الحقوقات والواجبات لخلق وطننا ملتحما مترابطا ومسؤلية سياسية في حوار جنوبي جنوبي مع كل القوى الجنوبيه يحتم على الجميع احترامه والالتزام بمضامينه واخلاقياتة ، وما يترتب علية من حفظ الحريات والحقوق والكرامة والمعاملات بما يتناسب مع الاختلافات لينتج وطن متماسك متكامل قائما على مبداء المساؤاة وترسيخ مبادئ الاعتراف بالاخرين واحترامهم .

لقد كان مبداء التصالح والتسامح مبداء سامي في انطلاق ثورتنا المباركه وسيظل الوسيله الوحيدة لأعادة روح التلاحم والتازر الاخوي بما يستدعي الى المشاركة من الجميع واحقيته ضرورة انتهاج التسامح كخلق مع التمسك به واستمرارة ، ولكي يتحقق ذلك العمل المجتمعي يتطلب ميثاقا يكفل تنفيذة الجميع دون انتقاص لحق او مراوغة وميل لفئة بما تسموا الية اهداف ثورتنا ومصلحه ابناء شعبنا في العيش الكريم على الارض بكامل حقوقها .

لقد تحققت انتصارات كبيرة على مستوى الساحة الجنوبية التي كانت بفضل الارادة الفولاذية الصلبه التي رفضت عنجهية نظام القبلي وكان لانطلاق المقاومة الجنوبية الاثر الاكبر في تغويض الجيوش المدججه بالعتاد والسلاح وهزيمتها ولاسيما الرفض القاطع لاعادة مسلسل تدويل الاحتلال الطائفي المتخلف لارض الجنوب .

لم نكن بمستوى الانتصار الكبير الذي سطرة شهدائنا الابرار على طول وعرض ميادين الشرف والنضال اذ لم نكن على مبداء التصالح الحقيقي بما يتوافق مع التنازل لبعضنا البعض وترك العيش في وهم السلطويه والاعتلاء والتفاخر والتكابر والابتعاد عن مستوى ارادة الوطن وحرية ابنائه، فنحن بحاجة ماسة الى الأخلاص والوفاء لهذا الوطن وارضة الطاهرة بما تقتضيه المصلحه العليا لمكتسباته العظيمة على ركائز المساواة وترسيخ مبداء الاعتراف باخطاء الماضي ومعالجتها، وما تعرض له شعب الجنوب من ويلات الدمار والقتل والاستبداد والانقسام خير دليل يكفينا لمراجعه اوراقنا للتوحد والثبات في هذة المرحله، فهل نحن مستعدون للاختبار الحقيقي للنجاح في هذة المرحلة وجعل مصلحه الجنوب فوق كل المصالح والاعتبارات واستكمال الطريق الذي سلكه الشهداء حتى نيل الحرية والاستقلال .

لن تستطيع تلك القوى وما تخطط له من الانقسامات والتشرذم من الزج بابناء الجنوب في دوامه الصراع الداخلي والنيل من تماسك ابنائة ..وهنا نقولها لكل المتربصين والمرجفين والمتأمرين ان التضحيات الجسام والدماء الذي سفكت كانت الا لاستعادة الجنوب ودولته على كامل ترابها الطاهر على ماقبل حدود عام 1990م .

لن يتحقق الحلم والهدف الجنوبي الا بالارادة والتضحية والعمل المخلص والتصالح والتسامح الذي كان وسيظل المبداء الأساسي لثورتنا المباركة التي من خلاله طمسنا اخطاء الماضي ونبذنا التفرقة وحولنا دمويه اليوم الاسود الى يوم تاريخي الجنوبي….تسامحنا تصالحنا بارادة شعبنا واستطعنا بكل فخر واعتزاز على مواجهه قوى الهيمنة والأم المعاناة التي عاشها شعبنا اسنوات من القتل والدمار . .

ان الهدف الذي ضحينا من اجله لن يتحقق الا بالارادة والعزيمة القوية والالتفاف الشعبي حول الوطن والحفاظ على انتصاراته ومكتسباتة وليس بالتأمر والانقسام والتربص لاخطاء بعضنا البعض التي من شانها تخدم اجندة قوى الاحتلال اليمني ومايصبوا الية من اهداف عدائيةلزعزعه الجنوب واطيافه المختلفه .

لن نرضى بالانسكار والهزيمة والتراجع ابدا مهما حالوا المتأمرين من كسب ذلك ، ولانجاح لنا الا بتوحدنا على كلمة سوى ولن ولم يتحقق ذلك الا بوحدة والهدف والاتجاة الذي بدونه نحقق كل امالنا وتطلعاتنا .

ماذا ننتظر اليوم لقد اضعنا فرص كثيرة باتت اقرب ان يتحقق هدفنا فلن يجلب العالم ولا دول التحالف ولا الاقليم دولتنا على طبق من ذهب ان لم نفرض قوتنا على ارضنا فحريات الشعوب لا تهب ولكنها تنتزع انتزاعا .

سننتصر ويهزمون من يراهنون على انقسامنا وتشرذمنا ولن يفلحوا ..فنحن اليوم بحاجه الى مزيدا من اليقضه والثبات والتأني والوقوف في وجوة المتأمرين وبكل الشرفاء والمخلصين نستطيع النجأة والسير سويا بسفينة الجنوب الى بر الامان .

زر الذهاب إلى الأعلى