مقالات وآراء

وصاية لترميم وجه الشرعية

صالح علي الدويل
سياسي جنوبي بارز

قرار عقد دورة مجلس النواب اليمني المنتهية صلاحياته في عدن قرار سعودي بحت لترميم وجه شرعية مهترئة محليا ودوليا ، فشلت حرب اربع سنوات من دعم عسكري ومالي وسياسي في ترميمه ، فشلوا في هزيمة الحوثي او في الحد الادنى كسر تبجحه ، ومن السذاجة الاعتقاد ان تهزمه جلسة موميات في عدن ، الاصرار يؤكد قناعة التحالف بفشل المرجعيات فكان قرارا غير موفق بان إحياء الموميات سترمم سياسيا ما فشلت فيه الحرب والمليارات وكل الدعم السياسي .

اما قضية الجنوب فالكل يدرك تعقيدها واولهم الذين يصرون على إحياء مجلس الموات ، ويعلمون انها محمية بارادة رجالها وتضحياتها ، وكان من المفترض ان تتعامل ادوات المملكة مع مشروع استقلال الجنوب من هذا المنظور وان تعي ان ايران عندما طلبت من القائمين على مبادرة المؤتمر الجنوبي الجامع تجميدها في ” الفريز ” لتنفيذ اجندتها في المنطقة قوبل طلبها بالرفض ثم بمقاومة كسرت مشروعها جنوبا ، ولولا مقاومة هذا الدال الجنوبي المطالب بالاستقلال لغاص التحالف في رمال الجنوب وجباله مثلما غاص في رمال وجبال اليمن.

مثلما كانت حرب التحالف لمصالحه الأمنية والاستراتيجية ، فان مقاومة الجنوبيين للحوثي فرضتها مصالح الجنوب ، والشرعية كانت عنوانا أعطى شرعية للحرب ، لكنها فشلت شمالا ولن تحقق اليمننة بقوة التحالف وتضحيات الاستقلال جنوبا !!، فالمرجعيات ومخرجات الحوار لم تعد تقنع حتى الذين حاربوا والذين طلبوا التدخل. فجاء خيار بعث مجلس موميات مجلس خائب لترميم وجه الاهتراء في الشرعية ، لفرض اليمننة جنوبا .

سيتم عقد جلسة موميات المجلس في عدن ، لانه قرار سعودي بحث ، ووفقا للحسابات السياسية ليس لمصلحة قوى التحرير والاستقلال مواجهته !! ، لانه خلاصة حسابات احباط سعودي في مواجهة الحوثي او هكذا اوصلتها أدواتها التنفيذية ، فلجات الادوات الفاشلة للاستعانة بموميات فقدت الحياة لا تصلح إلا للعرض لن تضيف الا تشوها للوجه المهتريء !! .

ليس في مقدور اية قوة جنوبية مواجهة القرار السعودي الان ، وضرر انعقاده مهما كان ، لن يكون أكثر من بقية أضرار مشاريع اليمننة وفي مقدمتها الشرعية ذاتها احزابا وفسادا التي فشلت جميعا في وأد مشروع التحرير والاستقلال ، سيبدا صوت اجتماع الموميات مرتفعا في الجنوب عبر تجنيد إعلامي، وسيضمحل كما اضمحل غيره.

ان جبال اليمن والحرب في تضاريسها ستفرض على الادوات التنفيذية للتحالف وبالذات المملكة ان تعيد قراءة المشهد واين مواطن القوة والضعف فيه ، تقرا الواقع في الجنوب بالذات كما هو ، مالم فان الجنوب سيظل الجنوب ، وامام التحالف حرب أطول من حرب الثمان السنوات العراقية / الإيرانية التي ستاكل الأخضر واليابس وستجد نفسها امام التعامل مع الحقائق كما هي شاءت ام ابت .

لن يغير اجتماع مجلس الموميات من الأمر شيئا ، فهذا المجلس كان من أسباب الازمات التي اوصلت البلاد للحرب ، مجلس على استعداد ليس لتصفير العداد ؛ بل ؛ لخلعه لأي سيد متسيد يريد منه قرارا بذلك ، ورغم ذلك ما غير ولن يغير من الحقائق شيئا فوجوده كعدمه.

نحن بلد تحت وصاية التحالف، والوصاية تقتضي مندوبا ساميا يتولى القوامة على البلد ويديرها اما انها محتلة او ان التحالف جاء لدعمها حتى تستقر وتكون حلولها وفقا للحقائق على الارض، ففي الحالين الحرب واحدة ومن يدعي غير ذلك إنما يريد الاستغفال والاستقواء بتدخل التحالف لدعم فشله ، مندوب سامي مثل اي مندوب سامي في تاريخ الدول التي تفشل فيتدخل العالم اما لاحتلالها او لتقنين قواها لمنع آثار تناحرها عليه ، فلن تتغير المعادلة ب ” اسد في عدن ، وثعلب في ريمبو “.

مما يبدو لن تكون جهود ال جابر في عدن احسن حالا من جهود زميله طراد الحارثي منذ أربعة عقود في صنعاء ، تلك الجهود والترتيبات التي في ضحى يوم آلت ملكا لايران !! وتدفع المملكة الغالي والنفيس علها على الاقل تحد من الآثار الكارثية عليها.

الخلل ليس في رأس قرار دول التحالف ؛ بل ؛ في أدوات تنفيذ القرار يقول محمد حسنين هيكل في كتابه ” حرب الخليج اوهام القوة والنصر ” :
ان الملك فيصل والرئيس ناصر رحمهما الله اتفقا على وضع ترتيبات لإنهاء حرب اليمن في لقاء لهما في آخر عام ٦٤ م وان الملك فيصل بعد عودته الرياض لم يتحمس لذلك ، ويستطرد هيكل ان الملك صادق لكن المؤكد أن الدائرة المحيطة به ليست ذات كفاءة او انها مخترقة!!

سيظل مشروع استقلال الجنوب العربي عصي حتى لو اجتمع مجلس الموميات في عدن ، فقد جرب عفاش قبلها خليجي ٢٠ للمغالطة إقليميا ودوليا وفشل ، وقد جرب ايضا ” تجميع مجلس المافيش لتصفير العداد ، وكانت النتيجة مافيش ” ، لانهم ببساطة لم يكونوا شيئا إلا ” حاضر افندم” !!

٢٥ / يناير /٢٠١٩م

زر الذهاب إلى الأعلى