مقالات وآراء

القضية الجنوبية والتفتيت الممنهج

الباحث / هشام الرباكي
كانت الثورة السلمية (الحراك الجنوبي)التي انطلقت منذ سنوات ماضية تنادي باستعادة الدولة التي اندمجت وتلاشت في الجمهورية العربية اليمنية. حيث كانت الوحدة مجرد شعار للشطرين تبنته ثورة اكتوبر وسبتمبر في ادبياتها التحررية واصبح بعد العام 94 احتلالا للجنوب تغلفه الشعارات البراقة. وفي حقيقته نهب وظلم وفساد وقتل ودمار كان المستفيد من هذه الوحدة مجموعة عناصر كونت لها ثروة طائلة وعاش الشعب اليمني في مرحلة السقوط نحو الفقر والجهل والمرض والفساد .
كانت الثورة السلمية تمشي في خطا منتظمة وبدأت تتبلور القضية الجنوبية باعتبارها هدف تحرري تكفله المواثيق الدولية وحق مشروع للشعب الجنوبي في تقرير مصيره . كان هناك حراك راح ضحيته العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين .
كان لثورة 11فبراير دور في تاخر المسيرة الحراكية واصبحت في مرحلة الانتظار ولكن كان هذا الانتظار طويلا ساهم في ترتيب صفوف دعاة الوحدة . وتدخل دول التحالف كان يخدم هذا الاتجاه لاعتبارات اقليمية( قبل ان يكتشف حقيقة القوات اليمنية في استنزاف دول التحالف ماديا وعسكريا ) . مما ادى الى تشتت القوة الجنوبية بين الانخراط في صفوف المقاومة الشرعية ضد الحوثي وصالح بهدف استعادة الدولة اليمنية وليس لاستعادة الدولة الجنوبية . لذا كانوا يقاتلون خارج نطاق الجنوب في المخا وتعز وصعدة ومارب . وكان المفترض ان يقاتل ابناء الشمال من اجل تحرير مناطقهم من المتمردين . هذه المعادلة الصعبة ادت الى تفكيك الحراك الجنوبي كحامل سياسي للقضية الجنوبية الي شريك في التحرير الذي يقوده التحالف العربي بهدف الحفاظ على الوحدة اليمنية التي ماتت في اذهان الشعب الجنوبي وادركت ذلك مؤخرا قوى التحالف العربي وكذا المجتمع الدولي وخصوصا بعد تشكيل المجلس الانتقالي كقوة فاعلة في الجنوب وتحمل صفة الشرعية باستفتاءوتفويض الشعب في الرابع من مايو 2017.
ولكن محاولات التفتيت الممنهج للقضية الجنوبية لم تتوقف من خلال الحملة الاعلامية الواسعة ضد الانتقالي وقيادته الحكيمة برئاسة المناضل عيدروس الزبيري .وكان آخر تلك المحاولات تشكيل ائتلاف في القاهرة من مجموعة من المرتزقة المحسوبين على الجنوب في محاولة للالتفاف على القضية الجنوبية والعودة بالجنوب الى احضان الشمال تحت مسميات وطنية براقة ولكن الفشل الذريع حليفه وانكشفت للشعب الجنوبي تلك الوجوه القبيحة والنفسيات المريضة التي ثبتت بطريقة غير مباشرة زعامة المجلس الانتقالي للشعب الجنوبي الذي سوف يقوده للنصر في القريب العاجل واستعادة الدولة الجنوبية الحرة . .

زر الذهاب إلى الأعلى