مقالات وآراء

تهانينا.. لقد انتصرتم على شعبكم!

محمد عبدالرحمن
كاتب جنوبي
إلى من تفنن بالمديح والتصفيق والتلميع لقادتنا وبناة نهضتنا، إلى من قاتل في الدفاع عن الذين استضافوا البطولات العالمية في أرضنا الحضرمية .. يامن تتاجرون بحب حضرموت والولاء لها وتبيعوا لنا الوهم..

نحتاج قليلا من ذلك الحماس للوقوف والتضامن مع أبنائكم طلاب الثانوية العامة، الذين قضوا أيامهم ولياليهم يذاكرون في الظلام الدامس على ضوء الشموع، ويؤدونها صباحا وهم يتصببون عرقا من دون كهرباء وكأن الزمان عاد بنا إلى القرون الوسطى.

اليوم فقط وفقط اليوم، ومن دون حياء أو حرص أو حضور قليلا من مشاعر الإنسانية أو الأخلاق أو النخوة، ما أن باشر أبناؤنا وطلابنا أداء إمتحانهم دون أن تمر على ذلك خمس دقائق فقط من الوقت،  تنطفئ عليهم الكهرباء ودرجة الحرارة  داخل تلك القاعات في أوج شدتها، فإذا بأبنائنا وبناتنا تُسكب قطرات عرقهم سكبا على أوراق إجاباتهم التي فيها حصيلة جهدهم وتعبهم وملامح مستقبلهم، في منظر مؤلم يُرثى لحالهم ومشهد يعبر عن معاناة وشقاء فلذات أكبادنا وكل أطياف المجتمع جراء سياسات فاشلة تنتهجها إدارات وقيادات وحكومات بلدهم الفاشلة، مشهدٌ ينذر بمصير قاتم ومستقبل مجهول يحدق بالجميع ما لم يشاء الله غير ذلك ويتدخل الشرفاء.

خابت وخسئت قياداتٌ تتحمس وتُقاتل من أجل تُراهات لاتسمن ولا تغني من جوع كلفتنا الملايين التي نحن في أمس حاجتها لتوفير أساسيات حياتنا، بل يظن أولئك الحمقى أنهم بذلك حققوا الانتصارات، يظهرون منتشين مستكبرين وبغرور يتبجحون ويتراقصون  فوق الحلبة على مآسي وآلام شعبهم المكافح، يظهرون كأنهم ثيران تصارع فوق الحلبة .. نعم هم يصارعون كالوحوش بل نالوا شرف النصر والفوز، ولكن فوزهم وغلبتهم كانت على حساب شعبهم المسكين وضد حياتهم الكريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى