مقالات وآراء

ترشيد العقول في ذكرى 11 أيلول

كتب/
ماجد الطاهري
كاتب جنوبي

يمثل تأريخ 11 ايلول سبتمبر 2001م نقطة تحول جذرية في تغيير مسار التسابق أو التنافس الغربي على النفوذ في دول الشرق الأوسط و المشرق الإسلامي ..

وفي إطار سعيها (الولايات المتحدة الأمريكية) الى ان تُصبح الدولة المهيمنة على العالم بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية شرقاً بمساعدة بعض دول الحلفاء في القارة الأوروبية العجوز ،والمجاهدين العرب ،

حدث تزاحم وسباق دبلوماسي محموم بين امريكاء وحلفائها في بناء علاقات سياسية وشراكة تجارية واستثمارية مع دول المنطقة العربية والإسلامية في شبه صورة تقاسم للمصالح الإستعمارية المغلفة بمقتضيات الضرورة الزمانية والمكانية لمواجهة ( الإرهاب المزعوم )

وهكذا اعددت واشنطن طريقة جديدةً ومختصرةً تمكنها من الصدارة والهيمنة المطلقة على العالم دون أن ينازعها احد ، فكانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر على مبنى التجارة العالمي في العاصمة واشنطن عام 2001م بمثابة شرارة الإنطلاق لتنفيذ المشروع الإمريكي شرقاً…

قبل تسعة عشرة سنةً من اليوم أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بداية حربها المقدّسة على ( الإرهاب ) ووعدت شعبها والعالم بإستأصاله من جذوره !!!!
فشنت حرباً مدمرةً على افغانستان والعراق ، ثم تعقبت المسلمين لتقتلهم بتهمة الارهاب في عموم البلدان العربية ..

واليوم وبعد مضي 19 عام من هذه الحرب لم يُستأصل فيها إلا ارواح الإبرياء من العرب والمسلمين ، و لم تدمر فيها إلا مقدرات الأوطان العربية والإسلامية ، أمّا الإرهاب الذي يبحثون عنه فقد صنعوا منه أصناماً جديدة و أشكالاً متعددة وابتكروا له مسميات شتّاء و مختلفة ك ( داعش – الاخوان – النصرة – بوكو حرام – دولة العراق والشام – دولة الخلافة الاسلامية – انصار الشريعة – تنظيم جزيرة العرب -) وغيرها الكثير من المسميات التي جعل منها الغرب و امريكاء سيوفاً مسلطةً على رقاب العرب والمسلمين أنفسهم ، ولم يُضيروا أمريكاء بشيء بل قدموا لها الغطاء لسفك مزيدٍ من الدماء ، ومن ينجوا من المسلمين من سكاكينهم تعقبته الطائرات بدون طيار لتقتل المزيد من الإبرياء بذريعة ملاحقة الدواعش والإرهاب ..

إنها أكذوبة العصر ، و إستعمار جديد و خبيث وماكر ، يتخذ شكل مغايراً عن نهج و سلوك دول الإستعمار القديم ، و مازال يبتكر كل الحيل اللا اخلاقية لتبقية مهيمناً على العالم ولو كان ثمن ذالك انهار من دماء العرب والمسلمين …

هذه هي القصة بإختصار ..

زر الذهاب إلى الأعلى