عربية

مليشيا #الحوثي تواصل مسيرة التوحش والإرهاب ضد المدنيين والأبرياء

[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/تقرير / أبو فارس الحوشبي[/su_label]

أكدت كل الدراسات حول الجريمة في المجتمعات أن أي جريمة داخل المجتمع هي انعكاس للسلطة القائمة وأدائها ليس القمعي فحسب بل إدارتها للشأن العام وطبيعة هذه السلطة ومنشأها.

وشكلت الجريمة التي حدثت مؤخراً في عاصمة العربية اليمنية صنعاء وهزت الارجاء بأكملها والتي تمثلت في واقعة تعذيب الشاب “عبد الله الأغبري” حتى الموت من قبل عدد من المجرمين الذين يعمل معهم الأغبري انعكاساً لثقافة العنف وغشامة القوة والتوحش والإرهاب التي ليست سوى عقيدة للمليشيا الحوثية كونها سلطة الإنقلاب الحاكمة لهذا البلد العربي.

وجاءت هذه السلطة على أشلاء جثث واستخدمت كل أساليب القمع والتعذيب والتنكيل والتوحش في إعدام المعارضين ولا زالت تمثل نموذجاً يتجاوز بكثير إرهاب تنظيمات داعش والقاعدة وغيرها من تنظيمات الإرهاب العالمية.

وكثيرة هي حالات الإعدام بالتعذيب التي نفذتها مليشيا الحوثي الإجرامية ولا زالت تواصل هذا النهج الإجرامي بحق المختطفين مع فارق أنه لا أحد يوثق وقائع التعذيب الوحشي المميت للمختطفين في سجون هذه المليشيا السلالية وإن كانت أجساد الضحايا تظهر كما مرعباً من التنكيل حتى الموت.

ووفقاً لتقارير طبية تعرض “الأغبري” للتعذيب حتى الموت طيلة ست ساعات وسجن كما تفيد المعلومات خمسة أيام، في حين تعرض “أنور الركن” للتعذيب والسجن في معتقلات المليشيا الحوثية بالحوبان في تعز 13 شهراً وقبل أن يموت بيومين فقط سلمته المليشيا لأسرته ليفارق الحياة بعد 48 ساعة من إخراجه من السجن وكان بحالة مزرية من شدة التعذيب والتنكيل.

أما “عبد الله طاهر الشرعبي” هو الآخر خرج من سجون المليشيا الحوثية في تعز قبل أشهر جثة هامدة وآثار التعذيب الوحشي ظاهرة على جسده حيث تعرض للضرب المبرح بآلة حادة والصعق بالكهرباء والخنق ونزع أظافر يديه وقدميه حسب تقرير طبي عن حالته ورغم عدم وجود فيديو يوثق تعذيبه غير أن آثار التعذيب كانت كافية ليعرف العالم وحشية هذه المليشيا التي تدعي أنها سلطة.

وفي عمران توفي “منصور القهالي” بعد إطلاق سراحه بثلاثة أيام من سجون مليشيا الحوثي وجاءت وفاته بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له من قبلها، ومن أبناء حجور محافظة حجة قتلت المليشيا “زيد ناصر النمشة” بعد تعذيبه عدة أيام وظهرت آثار تعذيب وحشي على جسده.

هذه نماذج من عمليات الإعدام بالتعذيب حتى الموت التي تمارسها مليشيا الحوثي بحق المختطفين بسجونها في حين تقدم نفسها كسلطة قانون وعدل في قضية الشاب “عبد الله الأغبري” وتستثمر القضية من أجل تلميع وجهها القبيح والمظلم.

سلطة انقلاب وصلت على أكوام من الجثث وتمارس القتل يومياً بشتى صنوف التعذيب وترتكب كل الجرائم التي لم تشهد العربية اليمنية لها مثيلاً وما يحصل اليوم من جرائم في هذا المجتمع هي تجسيد الفرد لسلوك العصابة الكبيرة التي تمثلها سلطة المليشيا الكهنوتية.

قتل الأغبري على أيدي عصابة دموية إجرامية متوحشة وكذلك قتل الركن والشرعبي والنمشة والقهالي على أيدي عصابات موغلة في الإجرام والوحشية والفارق أن عصابات الحوثيين يحميها قادة المليشيا وزعيمها عبد الملك الحوثي في حين العصابة التي قتلت الأغبري ستتخذها عصابات الحوثي وسيلة لإظهار أنها تمثل دولة، لا يمكن للعصابات أن تكون دولة ولا لزعماء العصابات أن يكونوا رجال دولة.

واختطفت المليشيا قبل يومين الأكاديمي “الشرجبي” من أمام بوابة جامعة صنعاء وهو ذاهب لاختبار طلابه وبدون مرتب بعد أن نهبت المليشيا مرتبه ومعه كل موظفي الدولة، ومن اختطف الشرجبي هو من شرع وسن قوانين الغاب والوحشية للعصابة التي اختطفت الأغبري وعذبته حتى الموت.

وتلقت قبل عامين أسرة المعتقل “محمود العماد” بلاغاً من مليشيا الحوثي يفيد بأن ابنها انتحر داخل الأمن السياسي حيث تعتقله المليشيا منذ شهر لأن جواسيس العصابة الحوثية شاهدوه بعد صلاه الجمعة لم يؤد الصرخة الحوثية وتلك في شريعة العصابات جريمة يستحق عليها الشخص أن يعدم بعد تعذيبه شهراً كاملاً وتبلغ أسرته أنه انتحر.

وفعلت العصابة التي قتلت الشاب “الأغبري” حين أسعفته قبل أن يلفظ آخر أنفاسه ويفارق الحياة، وادعت أنه انتحر في الحمام وهو ذات التبرير الذي ساقته عصابة الحوثي في سجن الأمن السياسي لأسرة “العماد”، منهج الجريمة واحد ولم تختلف سوى العناصر المنفذة والمكان، لذا حين تغتصب السلطة من قبل عصابات ومليشيات إرهابية متوحشة ترتكب كل الجرائم من أجل أن تحافظ على هذه السلطة وقبل ذلك الوصول إليها فإن كل نوازع الشر والإجرام والتوحش تصبح سلوكاً مكتسباً من السلطة الحاكمة وإدارتها وطريقة سحقها لخصومها.

وأسست المليشيا لثقافة عنف دخيلة على مجتمع الجمهورية العربية اليمنية، وفتحت آفاقاً واسعة للمجرمين لمحاكاة جرائم من يحكمونهم وتكرار سلوك سلطتهم الوحشية وافعالهم المشينة والمتوحشة لأن من يقنص طفلة في تعز ويقصف سجناً للنساء ومن يطلق قذيفة على خيمة بائسة لأسرة مشردة في الدريهمي أو يستهدف عرساً في حيس او يفجر منزلاً دون مراعاة من بداخله لايمكن إلا أن يزرع قطعان من المجرمين والمتوحشين والعصابات في مجتمع كان إلى وقت قريب يهتز رعباً ورفضاً لجريمة قتل بالخطأ فكيف بجرائم تجاوزت إرهاب داعش والقاعدة، ليفرخ عنف وقسوة هذه المليشيات مجرمين يرقصون على وقع الدف الحوثي دون رحمة بالآخرين او ذرة ضمير وإنسانية او وازع أخلاقي وديني.

زر الذهاب إلى الأعلى