قضيةٌ مُعلّقةٌ – قصة قصيرة
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]بقلم / أنوار فتحي[/su_label]
-على جميعِ الحاضرين الدخول وترك كل شئً في الخارجِ عدا الإنسانية إصطحبوها معكم .
في محكمةِ “حكاياتٍ قديمةٍ” في مدينةِ مهجورة بتاريخ ١٩٣٧/٦/٧ ….
_لا أستطع التفوهه بعبارةٍ سليمةٍ فأفكُ أسر حيواناً أو أكون من الظالمين ،ولا أستطع إطمئنان قلب أنني معهُ فأقترف كذبةً لعدم حضوري أثناء الحادثة …
_صمتٌ مخيف وهدوء لطيف وزوايا مليئةٌ بالغبارِ وقنينة ماءٍ بداخلها مايقارب كوب من الماءِ وعكاز خشبي واشياء مقلفذة لا تدرك ،والقضية أهم وعليّ الدخول للحكم .
لم يكن هناك شهود كنت أنا الشاهدة الوحيدة والقاضية في آنٍ وأحد حتى الدلائل لم تعد متوفرة لأن هذه الحكاية قد طُمست ولا أستطع إخفائها كي لا يُصيب أولادي وأحفادي ما أصابني .
:نعم تحدثي أسمعك ياليلى
:سيديتي القاضية أنا حفيدة ليلى ؛ليلى لم تعد على قيدِ الحياة .
“تبسّمْت وتذكرت غرورها وهي ترتدي رداءِها الأحمر حتى أنني تمنيت أن أقتني مثله .
:حسناً تحدثي يا رَفيقة.
على لسان حفيدة ليلى :
“كانت جدتنا تخبرنا حكايتها معه وكيف كان يعتدي عليها ويريد إلتهامها وكيف له أن يتحول إلى إنسان إنه ليس ببشرِ ،سيديتي القاضية أنتِ تعلمين بهذه الحكاية جيداً دعيه هو يتكلم .
:حسناً تحدث يا ذئب
أنا حفيدُ الذئب ،إن جدي قد قُتل من قِبل الحطّاب.
:اتأسف ياذئب نسيتُ ذلك ،تحدث أسمعك .
على لسان حفيد الذئب:
:كان جدي ذئب لطيف طيب ولا يأكل اللحوم لذا قرر أن يكون نباتي
وكانت في الغابة فتاة شريرة تسكن بمنزل قريب من جدتها تُدعى ليلى
وكانت ليلى كل يوم تخرجُ للغابةِ وتقتلع الزهور وتذمرُ الحشائش التي كان جدي يأكلها .
وكان جدي يحاول يثنيها عن ذلك دون جدوى!
فكانت ليلى تعاند وتقطع الحشائش فقرر جدي الذئب أن يزور جدة ليلى في بيتها ويخبرها بأفعال ليلى .
وعندما طرق الباب فتحت لجدي لكنهت للأسف كانت شريرة ايضاً!
فاحضرت الجدة العصا وهجمت على جدي المسكين دون أن يتعرض لها فدافع عن نفسه ودفعها بعيداً عنه فسقطت الجدة وارتطم رأسها بالسرير ثم ماتت!
فتأثر جدي كثيراً وأخذ يفكر بليلى كيف ستعيش دون جدتها؟
فقام ولبس ملابس الجدة ونام في سريرها ،لكن ليلى لاحظت التغيير في شكل جدتها فخرجت تصرخ وخرجت تنشر الإشاعات بأن جدي الذئب أكل جدتها إلى يومنا هذا …
“تعجبتُ لكل هذا !
لماذا لم تخبرني أمي ما رويَ عن لسانِ الذئب ؟
ساعاتٌ طويلةٌ أخذت أفكر كيف لهذه الحكاية أن تُصاغ لنا بطريقة أخرى ؟
في الماضي لم يخبروننا ان جدة ليلى ماتت!
وكيف للذئاب أن تتخذ الحشائش طعاماً لها!
وكيف للحطّاب أن يقتل حيواناً دون أن يسمع من كِلاهما؟
: حسناً يا أعزائي تأخر الوقت كثيراً ولكن سأحكم بينكم فيما يرضي الطرفين لكي تعودوا لمنازلكم وأذهب لمنزلي…
_ليلى لم يكن عليها قطف الأزهار لأن الأزهار لها حياة تعيشها.
كما أنها كان بإمكانها أن تَعطي الذئب بعض من الفطائر ليسد جوعه هذا إن كان الذئب نباتي ويأكل الازهار ،
أما عن الحطّاب كأن بإمكانه أن يفصل النزاع بينهما ويتخذ صواباً في فصل الفئات عن بعضها ويترك الذئاب تعيش في مسكن يصنعه لهم ويبتعدوا عن البشر تماماً.
“أتى بعدها إبن الحطّاب متأسفاً عن عمل والده وقبل بأن يصنع مسكناً للذئاب بعيداً عن الروح البشرية ”
أما عن الذئب لا أستطع أن اقول شيئا سوى أن تغفر لحفيدة ليلى وللحطاب وأن تنشروا بين العالم أن الذئب لا يستطيع مرافقة الإنسان كليلى لأن الذئاب تستطيع أن تخفي مكرها وتظهره في حين أخر.
_طيلة هذه السنين والخبر هذا لم يتغير ولمّا أدركت موقفكما أنتابتني رغبه شديدة لسماعها منكم وأطفى نار قلبي لإنه بالتأكيد كأم مثلي لا يمكنني رَويَ رواية مثل هذه لأطفالي .لا أستطع زرع كره الحيوانات في قلوب فلذات كبدي ولكنني أريد أن أحذرهم تارة وأفسح لهم المجال لحب الحيوانات تارة اخرى …
اعزائي يحكم حُكمي الرئيف بحالكم أن تصبحوا أصدقاء وتغفرا لبعضكما وتبعدا عن بعضكم وأذهب الان وأروي لأطفالي حكايتكم وأن كيف لمخلوقات الله أن تتعايش مع البشر بكل حُب وحذر ويذهب حزني الشديد لأمركما
“اقفلت باب المحكمة وكان للباب صوتاً موسيقياً جميلاً يطوي صفحات كاذبة أرتويت لنا ويشتكي من الطفوله التي تداولت في وقتنا الحالي،نظرت للباب ورأيته مبتسماً كوني حكمت بالحُب والصُلح لقضية مُعلقة كادت أوراقها أن تصبح بيضاء …”
أيها الناس لاتطلقوا احكامكم قبل أن تسمعوا من الطرفين …