مقالات وآراء

سيبقى مطلبنا وطن

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
عادل العبيدي
كاتب جنوبي

مهما أوجعتمونا وعذبتمونا بالتلاعب بحقوقنا وحرماننا منها إلا إنكم لن تستطيعوا أن تلغوا من عقولنا وأفكارنا ومشاعرنا شيء اسمه وطن وسيبقى مطلبنا وطن .
هذا مايحدث حاليا في الرياض بين ماتسمى الشرعية المسيطر عليها الإخوان وبين الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيا من الجنوبيين تفويضا نضاليا من أجل استعادة دولتهم ، وبما أن كل طرف قد وضع ووضح حقيقة سياسته على طاولة اتفاق الرياض امام المجتمعين الإقليمي والدولي فأن هذا الطرح قد جعل الطرفان يتفاوضان تفاوض شرس ، كل طرف يريد أن يتمشى تنفيذ اتفاق الرياض حسب أهداف سياسته ليظفر بأعتراف المجتمعين الإقليمي والدولي اللذان سيكونان سند لشرعية المنتصر منهما في تفاوضه .
الواقع المعاش والملاحظ في الجنوب وهذا قد فطنته كافة فئات الشعب الجنوبي أن الحكومة اليمنية تحاول إظهار أن جميع القضايا المعقدة في الجنوب هي قضايا حقوقية وخدمية ومن السهل حلها في إطار الدولة الواحدة ولامانع عندهم من أن تشكل الحكومة الجديدة من خليط من الشماليين والجنوبيين هكذا عفويا ، المهم عندهم أن لاتظهر بمظهر المناصفة بين الشمال والجنوب حتى يتمكنوا من إعادة سيطرتهم واحتلالهم للجنوب مرة أخرى وباعتماد إقليمي ودولي . الانتقالي الجنوبي هو الآخر لم يفصح بالمعنى الصريح في تفاوضه أنه يسعى إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة ، لكنه يظهر ذلك عن طريق إصراره أن تكون الحكومة الجديدة المشكلة بينه وبين الحكومة اليمنية هي حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب ، وكذلك إصراره أن يكون هو من يدير إدارة المحافظات الجنوبية وإصلاح الأوضاع الخدمية فيها .
هذا الصراع المحتدم بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في الرياض يحاول أن ينقل ظلاله إلى الجنوب من خلال استمرار ماتسمى الشرعية تعطيل كل شيء في الجنوب وجعل شرها يصل إلى كل شخص وإلى كل أسرة ، وما تعسفها المتعمد من منع وضياع وانتقاص وحرمان الذي يلحق بالعسكريين والمعلميين ومختلف فئات الشعب الجنوبي ليخرج كل منهما للمطالبة بحقوقه وخدماته إلا لكي يبدون وكأنهم يطالبون بمطالب حقوقية وخدمية فقط .
من جانبنا نحن وبمختلف شرائحنا الجنوبية يجب أن ندعم دعوة المحافظ لملس فيما يحدثه من تغييرات إدارية لإصلاح حال عدن وخدماتها والوقوف بقوة إلى جانبه ، وأن لانخاف من تأويلات الحكومة اليمنية في خروجنا للمطالبة بحقوقنا ، المهم أن يكون ذلك وفق خطوات تنسيقية مع قادة الانتقالي ليتوحد المطلب بين مختلف فئات الشارع الجنوبي المطالبة بحقوقها وخدماتها مع الوفد المفاوض في الرياض ومع إصلاحات المحافظ لملس المكمن فيهما أن مطلبنا الأساسي هو وطن وأنهم مهما أوجعونا بحقوقنا وخدماتنا سيبقى مطلبنا وطن جنوبي مستقل .

زر الذهاب إلى الأعلى