مقالات وآراء

هذا ما نخافه عليك يا لملس!

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
منصور الصبيحي
كاتب جنوبي

سياسة الإحراق متبعةً، ومبتدعةً ومنذو تحرير عدن ولا زالت قائمةً وإلى يومنا هذا، نستشعرها تسير على ذات النهج، وبنفس الوتيرة منها تمارس في السر، ومنها في العلن تجاه قيادت جنوبيه ظلت على الدوام جيناتها يحتوي مستوى عالي، ومرتفع من المضادات لمرض التسلط والديكتاتورية والفساد.

فذلك الهدف لم يقتصر إشتماليته على لون واحد ولكن أصبح متعدد الألوان، والأشكال تعكف على إبتداعه أُطرٌُ قديمة لها في عالم المكرِ والخداعِ والسياسةِ صولات، وجولات، فمن حين هزمت ولم تقبل بالهزيمة والركون جانباً نحت تعمل على تدوير وإنتاج نفسها، تأمل العودة إلى المشهد من جديد مستغلة كل فرصة مواتية لها، ومن صميم وسائلها التي تعدها بالنسبة لها ذات اهمبة هي إحراق وتشويه ذوتِ السمعة المقبولة لدى حولها من الناس.

ففي البداية تضاهرت وتضافرت انها مع تلك القيادات تقف إلى جانبهم معطيهم من الأهمية الكثير، والكثير حتى وضعت من تقصدهم وتستهدفهم على المحك، أكان بإرادتهم او بغير إرادتهم، ليلقوا انفسهم بعدها في مواقع لا يحسدون عليها، محاولين التحرّك يميناً ــ يساراً ــ يبذلون قصار ما في جهدهٍم ولكن لا فائدة ولا من يشد أزرهم او يقوي ساعدهم على الضهور بمضهر لأئق أمام الجميع، فقد تخلت عنهم تلك الأطراف في بداية الطريق، وفوق كل هذا وذاك لم ينتهي بها المطاف عند هذا بل ذهبت ابعد من ذلك، لتصنع أمامهم وفي طريقهم شتى المطبّات والعراقيل ــ تجيّر كل صغيرة كبيرة بغرض إفشالهم وإخراجهم خارج السياق مثبّطون العزائم محبطون.

فما وضعَ فيه محافظ عدن (لملس )من مكانٍ لا يختلف عن ما وضعَ فيه أسلافهُ الأوئل من المسؤلين الجنوبين من ذوي الكفاءة والنزاهة، فلا نستغرب أن يأتي يوما تكال في حق هذا الرجل الإتهامات المباشرة وغير المباشرة من الرشوة إلى المحسوبية وغيرها من موبقات الفساد، لينزع كل هذا عنه في الأخير حصانة اكتسبها كوسام تووجه به الإعلام من اول لحضة لصعوده، لحد أن كثير من ابناء عدن الطيبين ذهب مفرطاً في تفاؤله يُطريه ويثني عليه، وكأن الرجل يمتلك عصاً سحريةً بإمكانه انتشال عدن وأهلها من وسط الركام في ضربة واحدة ــ ضربة ينفلق بها جبل شمسان وبعده تنبجس شِعابه المتواضعة بالخير الوفير.

وكأنه لا يعلم هولاء المتفاؤلون بأكثر من المعقول أن ما يواجه لملس هو نفس الواقع المزري الذي واجه العديد من المخلقيّن والمخلصين في حبهم لعدن وما حول عدن بمشاكل تذكيها نفس الوجوه التي غير راضية لنا الاستقرار والنماء فبعملها هذا لا تقصد محاصرة عدن وحدها فحسب، ولكن محاصرة الجنوب كله من البر إلى البحر . وهذا ما نخافه عليك يالملس.

زر الذهاب إلى الأعلى