دولية

تطبيق إلكتروني “متعثّر” ساعد حملة ترمب بمراقبة الناخبين

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز / متابعات [/su_label]

أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن تطبيق “فانوير” Phunware على الهاتف الخلوي، دعم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما مكّن موظفي الحملة من مراقبة تحرّكات الملايين من مؤيّديه، ودخول شبكاتهم الاجتماعية.
وأشارت إلى إمكان استخدام التفاصيل الرقمية التي جمعها التطبيق، في استخدامات أخرى متعددة، بينها جمع تبرعات لمشروعات سياسية مستقبلية لترمب، أو تحفيز قاعدته، أو حتى تشكيل جمهور لإمبراطورية إعلامية جديدة، قد يؤسّسها الرئيس أو معسكره.
وتم تنزيل التطبيق 2.8 مليون مرة، أي أكثر من أي تطبيق آخر في حملة رئاسية أميركية، ويتيح ذلك لفريق ترمب التواصل مباشرة مع المستخدمين، والاطلاع على لائحة اتصالاتهم بأكملها، إذا سمحوا بذلك.
وتفيد سياسة الخصوصية التي يعتمدها التطبيق، بأنه يستطيع تتبّع سلوك مستخدميه، على منصته وفي العالم الواقعي، وإرسال إشعارات إخبارية، وجمع تبرعات، وبيع سلع تحمل شعار “لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”، ومزامنته مع عمليات لرسائل نصية جماعية.
لكن التطبيق يعاني ضائقة مالية، وتلقى دعماً أساسياً من الإدارة وحملة ترمب. وأفادت “أسوشيتد برس” بأن شركة “فانوير”، التي تتخذ أوستن، عاصمة ولاية تكساس، مقراً لها، وافقت أخيراً على دفع 4.5 مليون دولار لشركة “أوبر” لسيارات الأجرة، في إطار تسوية بشأن مزاعم بدعاية احتيالية، كما جازفت هذا العام بشطبها من بورصة “ناسداك”، علماً بأن التداول بأسهمها يتم في مقابل زهيد.

شريان حياة مالي

وأشارت الوكالة إلى أن مراقبين للحملة وموظفين سابقين فيها، يتساءلون كيف أن شركة ناشئة تواجه صعوبات مالية، وتُعرف أكثر بإعداد تطبيقات لمستشفيات ولمنجم في مانهاتن، باتت عنصراً نافذاً في محاولة ترمب لإعادة انتخابه، ما سهّل لها بيانات مستمرة وجهوداً لجمع تبرعات، شكّلت شريان الحياة المالي للشركة.
ونقلت الوكالة عن أداف نوتي، وهو محام سابق للجنة الانتخابات الفيدرالية، يعمل الآن مع “المركز القانوني للحملة”، غير المتحيّز سياسياً، قوله إن نشاط التطبيق تباطأ أخيراً، مستدركاً أن البيانات الكثيفة التي جمعها عن مؤيّدي ترمب، قد تُستخدم في أغراض كثيرة مستقبلاً، علماً بأنها يمكن أن تشمل كل شيء، من لائحة اتصالاتهم إلى عناوين بروتوكول الإنترنت وأماكن وجودهم.
وأضاف أن الكونغرس ولجنة الانتخابات الفيدرالية لم يصيغا قواعد تحكم كيفية استخدام الحملات الانتخابية، للبيانات الشخصية للأشخاص، أو لمَن يمكن أن تبيع لوائحها. وتابع: “يمكنك بالتأكيد شراء البيانات، ويمكن للحملة أن تبيعك إياها، السؤال الأصعب هو المبلغ الذي عليك أن تدفعه في مقابل ذلك”.

الشركة تنفي التدخل في الانتخابات

وأفادت “أسوشيتد برس” بأن “فانوير” رفضت الردّ على أسئلة بشأن تطبيقها، ووضعها المالي، وثقافتها الداخلية وعلاقتها بحملة ترمب. ونقلت عن رئيس مجلس إدارة الشركة، ألان كنيتوفسكي، قوله في رسالة إلكترونية: “ليس لفانوير أي دور إطلاقاً في العمليات الدستورية المرتبطة بالانتخابات الأميركية على أي مستوى… كذلك لا دور لها في المحتوى الذي أُنشئ، أو الذي يستخدمه عملاؤنا والخاص ببرمجياتنا للأجهزة الخليوية أو منصتنا السحابية لتلك الأجهزة”.

صعوبات مالية

وذكرت “أسوشيتد برس” أن “فانوير” استغنت عن موظفين وعملاء ومستثمرين، بعد أن واجت صعوبات مالية. ونقلت عن كارل روف، المستشار السابق للرئيس جورج بوش الابن، قوله إنه جمع بين موظفي الشركة وبراد بارسكيل، المدير الرقمي لحملة ترمب في عام 2016. واستدرك أن بارسكيل لم يبلغه بالتعاقد مع “فانوير”. لكن كنيتوفسكي شدد على أن التواصل مع الحملة تم عبره “مباشرة”.

رغبة قديمة في التودد

وفي مطلع عام 2019، قال زملاء سابقون لكنيتوفسكي إنه تحدث عن رغبته في التودّد إلى حملة ترمب. وفي أغسطس الماضي، أعلن كنيتوفسكي العمل مع شركة American Made Media Consultants، والتي وصفها بأنها “معروفة أيضاً باسم حملة ترامب-(مايك) بنس 2020 وحملة إبقوا أميركا عظيمة”.
وكشفت الشركة تفاصيل عن عملها على تطبيق حملة ترمب، والذي تضمّن أدوات تعتمد على الموقع الجغرافي، وميزات أخرى لمساعدة الحملة على جمع مستخدمين جدد. كذلك هناك نظام ولاء، يمكن من خلاله للمؤيّدين جمع نقاط لإنفاقها على شراء قبعات موقعة، كُتب عليها “جعل أميركا عظيمة مجدداً”، أو التقاط صورة مع الرئيس الجمهوري.

قرض لمكافحة “كورونا”

وفي أبريل الماضي، حصلت “فانوير” على قرض بقيمة 2.9 مليون دولار من صندوق إغاثة أنشأه الكونغرس، لمساعدة الشركات الصغيرة في ظلّ “كورونا”. لكن راندال كراودر، مدير العمليات في الشركة، نفى أي محسوبية سياسية في الأمر.
وتفيد سجلات للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بأن شركة American Made Media Consultants استحوذت، بحلول يوليو الماضي، على ثلث إجمالي مبيعات “فانوير”، إذ دفعت لها أكثر من 1.6 مليون دولار في النصف الأول من عام 2020.
وأشارت شركة Apptopia لبيانات الإنترنت، إلى أن تطبيق “فانوير” تم تنزيله 2.8 مليون مرة، بحلول منتصف نوفمبر. وقدّر إليران سابير، الرئيس التنفيذي لشركة Apptopia، أن ذلك قد يمنح حملة ترمب مئات الملايين من أرقام الهواتف، من مستخدمي التطبيق ولوائح اتصالاتهم. لكن باحثاً في “جامعة كارنيغي ميلون” رجّح أن يبلغ العدد نحو 27 مليوناً، نتيجة أرقام الهواتف المكرّرة، وفق “أسوشيتد برس”.
واستنتجت الوكالة أن American Made Media Consultants هي أبرز زبون لـ “فانوير”، ودفعت لها 2.4 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، ما يعادل نحو ثلث عائدات الشركة.

زر الذهاب إلى الأعلى