آداب وفنون

بنت شيخ العربان ضمن قائمة جائزة الشيخ زايد للكتاب

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز / ثقافية [/su_label]

أعلنت “جائزة الشيخ زايد للكتاب”، الأحد، عن القوائم الطويلة لفرع “التنمية وبناء الدولة”، ضمن دورتها الـ15 لعام (2020-2021)، والتي ضمت كتاب الروائية والأكاديمية المصرية ميرال الطحاوي، “بنت شيخ العربان”، الصادر عن دار نشر “العين” بالقاهرة.
ويُعد الكتاب، دراسة في التاريخ الثقافي والتراث الشفاهي للعربان في مصر، ويأتي بعد سلسلة من الدراسات الأكاديمية قدمتها المؤلفة حول المجتمع البدوي في مصر وشمال إفريقيا.

منطقة غامضة

وفي كتاب “بنت شيخ العربان”، تتسلل الطحاوي إلى منطقة غامضة من تاريخ المجتمعات البدوية في مصر وشمال إفريقيا، باحثة في فن “غناوة العلم”، أحد أشكال الشعر الشفاهي المنتشر في المجتمع البدوي، على قماشة واسعة من التاريخ العائلي والعلاقة الشائكة بين العربان والفلاحين والدولة المركزية، لتزينها بلغة روائية.
وتندر الدراسات الإثنية التي تناولت ثقافة القبائل المنتقلة مع الفتوح الإسلامية من الشرق إلى الغرب، واستقرار بعضها في مصر وليبيا والشام والعراق.
ورغم انتشار تلك القبائل، إلّا أن الولوج إلى عالمها ومفرداتها الثقافية ظل قاصراً على رصد سطحي أجرته بعض الدراسات الاستشراقية للعناصر البصرية مثل الملابس، والمنتجات ذات الطابع الفني، وجمع بعض أبيات الشعر والمفردات البدوية، من دون ربط أو مقابلة هذه المفردات الثقافية بمعكوسها في ثقافة “فلاحي” مصر.

من العربان؟

وتعمل ميرال الطحاوي، أستاذة للأدب العربي بكلية اللغات العالمية والترجمة في “جامعة آريزونا” الأميركية، ومن أشهر رواياتها “الخباء”، و”الباذنجانة الزرقاء”، التي نالت عنها جائزة الدولة التشجيعية عام 2002، وحازت روايتها “بروكلين هايتس”، “جائزة نجيب محفوظ” التي تمنحها الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2011.
وتعرّف الطحاوي، “العربان”، بأنهم القبائل البدوية التي استوطنت مصر والشام وشمال إفريقيا مع الفتح الإسلامي، وظلت هذه القبائل تعيش على الأطراف، وتعتمد على الرعي، وتحتمي خلف درع النسب إلى قبائل الجزيرة، وتتفاخر بسمات المحاربين والفروسية.
وفي الوقت نفسه تمارس الكر والفر والنهب من آن لآخر على الأراضى الزراعية وقرى الوادي، ما تسبب في عداء دائم بينها وبين أهل الأرض الأصليين “الفلاحين”، والدولة من جهة أخرى.

مفهوم جديد

وتُقسّم الطحاوي، دراستها إلى ثلاثة أقسام أولها: “قطّاع الطرق النبلاء: سيرة من سكن مصر من العربان”. واتبعت الكاتبة منطق “بالضد تعرف الأشياء”، فارتكزت في بحثها ومحاولاتها للتعريف بمجتمع العربان، على العلاقة بينهم وبين الفلاحين المستقرين في الوادي منذ آلاف السنين.
وبخلاف معظم الدراسات الإثنية التي اهتمت بمجتمع العربان ورحلتهم في شمال إفريقيا، والتي انطلقت من باب القلق، ومحاولات فهم وترويض وإبداء النصح للحكام حول طريقة التعامل المثالية مع هذه القبائل المحاربة، قدمت ميرال رؤية من داخل مجتمع “العربان” الذي تنتمي إليه، وطرحت مفهوماً جديداً لفكرة الانتماء الذي تحصره الثقافة البدوية في القبيلة أينما حلت، وتحرص بسببه على نقاء الدم، فيما ينتمي الفلاحون إلى الأرض.
أما القسم الثاني من الكتاب، فتناولت خلاله صورة شيخ العرب في المخيّلة الشعبية المصرية، تلك الصورة التي تراوحت بين الجرأة والتهور، وبين الشجاعة واللصوصية، مروراً بالرواية المتداولة حول خيانة العربان للقضايا الوطنية، واحتفاظهم بالانتماء الوحيد نحو القبيلة بعيداً عن أي فكرة للقومية والدولة.

براءة سعود الطحاوي

وتوقفت ميرال عند الواقعة الشهيرة التي أُدين فيها جدها سعود الطحاوي خلال معركة التل الكبير، وكان سعود هو الدليل الذي اعتمد عليه الزعيم الراحل أحمد عرابي في توصيل الإمدادات إلى الجيش في منطقة التل الكبير التي تقع ضمن الأراضي التي تسيطر عليها قبيلة الطحاوي، وقد تأخرت هذه الإمدادات، وأدّت خسارة المعركة بشكل مباشر إلى الاحتلال البريطاني لمصر.
واستعانت ميرال بالسير الذاتية التي كتبها شركاء الزعيم أحمد عرابي في ثورته، والتي أكدت استحالة أن تكون وشاية واحدة هي السبب في خسارة معركة بهذا الحجم، وقدمت أسباباً أكثر معقولية للشقاق داخل الجيش نفسه، وحجم العجز في العتاد الذي يستحيل معه النصر ضد أكبر أسطول على وجه الأرض في ذلك الوقت، وهو الأسطول البريطاني.
ثم أفردت الأكاديمية المصرية، القسم الثالث للتعريف بفن “غنّاوة العلم”، وانطلقت في التأسيس لأطروحتها عبر تاريخها الشخصي كفتاة صغيرة، تسمع أهازيج الجدات من “غناوة العلم”، وهي عبارة عن أبيات من الشعر تدور حول الغزل العفيف والحب والهجر، وتمثل ركناً أصيلاً من احتفالات الزفاف والتجمعات البدوية.
كما أتاحت مساحة للتأكيد على فرضية أن هذا الفن ينتمي بالأساس إلى مجتمع النساء أكثر منه إلى مجتمع الرجال، واستندت في أطروحتها تلك إلى مجهولية مؤلف الأبيات، وتعفف فن الغناوة في مقابل شعر الغزل الصريح.

زر الذهاب إلى الأعلى