مقالات وآراء

رحلة علي بابا اليدومي

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
ماجد الطاهري
كاتب جنوبي

يرى بعض المراقبون والمحلليين السياسيين وكذالك(المخزنيين)طبعاً وأنا واحدٌ منهم ولا فخر ، أن مغادرة اليدومي الأمين العام لجماعة حزب الإصلاح اليمني أراضي السعودية مولياً قبلته شطر إسطنبول تركيا،ثم عُقب وصوله مباشرةً يطلق من خلال حساباته في مواقع السوشال ميديا رسائل وتغريدات نارية لم تكُ مألوفةً عنه مُذ خمس سنوات أقامها في ديار الضيافة بفنادق الرياض،بحيث وصِفت تلك التصريحات ببداية المجاهرة بالدعوة علانيةً إيذاناً بمرحلة جديدة يتم فيها إعادة النظر في كثيرٍ من التحالفات والشراكة في الأهداف التي قامت على مواجهة التمدد الأيراني في المنطقة وعبر أدواته مليشيات الحوثي الطائفية.. فيتبادر إلى الذهن أن المشهد السياسي والعسكري القادم في مناطق سيطرة قوات الشرعية سيأؤول إلى التصدع والإنقسام والخلاف في منظومة قوئ جبهاتها الداخلية ، وأنّها لا محالة أي (الشرعية)ستلفض أنفاسها الأخيرة بعد أن أصابها شلل شبه تام جعلها مُقعدةً وأدخلها في شكل موت سريري لنصف عقدٍ مضى من الزمان…

الأهم فيما ذُكِرَ آنفاً هو تساؤل يحتاج فعلاً للتأمل والبحث عن إجابة؟ وفحوى التساؤل حول (اليدومي) حين غادر أراضي المملكة بعد أن مكث فيها مع الكثير من القادة والساسة اليمنيين المحتجزيين داخل أراضيها تحت شعار تنفيذ اتفاقيات أو إجراءات أمنية أو من باب الحرص على سلامتهم من الخطر، فهم بمثابة الممنوعين من السفر طيلة أعوام… فهل ياتُرى أنه غادر بفرض قوةٍ وسلطةٍ خفيه!!تلك القوة لم تمنح دولة المملكة المضيفة خيار الموافقة من عدمه على طلب الترحيل!! أم أن دولة المملكة نفسها هي من أوعزت لليدومي بالمغادرة الى تركيا لتنفيذ سياستها الغير واضحة ومواقفها الضبابية تجاه قضية شعب الجنوب،والمُعضلة اليمنية بشكل عام، وهي بذلك أي دولة المملكة وبسماحها لليدومي بالمغادرة والخروج من القفص والتحليق بعيداً عن أجوائها فهي تُلفت انظار الشارع اليه بقصد إيجاد المبرر القادم لفشل إتفاقية الرياض التي لم يُراد لها أن تنجح ،ومن ثم تحميل اطراف الصراع الداخلي ما سينتج عنه مستقبلاً من حروب وإقتتال عسكري، واغتيالات ارهابية، وتدهور معيشي أسوى بكثير مما كان عليه في السابق، وبالمجمل يعني إستمرار الحرب إلى ما لا نهاية….

ليس أمامنا إلّا أن ننتظر لنرى ما تحمله لنا الأيام القادمة من مفاجئات في مشهد الصراع اليمني ثلاثي الأبعاد:
بُعدٌ طائفي وتمثله جماعات الحوثي وبُعدٌ حزبي وتمثله الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية وبُعدٌ حقوقي شرعي وتمثله قضية شعب الجنوب المطالب بإستعادة دولته الجنوبية المحتلة…
إضافةً إلى أبعادٍ أخرى خارجية إقليمية ودولية …

زر الذهاب إلى الأعلى