الجنوب العربي

بيان صادر عن الرابطة الإعلامية الجنوبية سما بمناسبة حلول العيد الـ 53 للاستقلال الوطني

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/العاصمة عدن/خاص[/su_label]

تتقدم الرابطة الإعلامية الجنوبية سما بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى شعبنا الجنوبي العظيم في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسون للاستقلال الوطني، وبهذه المناسبة العظيمة التي لم يتبقى منها غير الذكرى، نستخلص منها العبر والدروس
وروح الفداء والتضحية، للاستفادة من تاريخ الآباء والأجداد ليحمل الأحفاد مشعل الكرامة والحرية في النضال من أجل إنجاز الاستقلال الثاني.

في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٧م توج الجنوبيين نضالهم في الحصول على الاستقلال الناجز، بعد أن سطر الجنوبيين ملاحم بطولية ارغمت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل من أرض الأحرار وعشاق الحرية.

انطلقت الثورة الاكتوبرية من على قمم جبال ردفان الشماء، ومن عدن انطلقت العمليات الفدائية لتعلن للعالم أجمع عن ميلاد شعب عظيم يتطلع إلى الحرية وبناء دولة عربية مستقلة في جنوب شبة الجزيرة العربية.

وبهذه المناسبة العظيمة نقف إجلال واكبار أمام التضحيات الجسيمة التي صنعت فجر الحرية، ونتذكر بكل وفاء وعرفان شهداء الثورة الاماجد الذي بدمائهم الزكية ارتوت شجرة الحرية.

في الثلاثون من نوفمبر تم الإعلان عن ميلاد دولة الجنوب، دولة جنوبية عربية مستقلة ولكن للأسف الشديد بسبب الشعارات الثورية البعيدة عن الواقع، حملت الدولة نعشها مع بداية ميلادها، بتغيير اسم الدولة الذي ورد في وثيقة الاستقلال دون استفتاء شعبي، وبهذا تمت يمننة الجنوب وطمس هوية الجنوب العربي.

استطاعت الدولة الوليدة تقديم نموذج ناجح في توحيد ثلاثة وعشرون سلطنة ومشيخة تحت راية دولة واحدة من المهرة إلى باب المندب، ورغم شحة الإمكانيات استطاعت الدولة تقديم الخدمات الصحية والتعليمية المجانية ودعم المواد الغذائية الأساسية، وبناء جيش جنوبي كانت له مكانته بين جيوش المنطقة.

كل تلك المنجزات وكل تطلعات شعب الجنوب التواق إلى بناء دولة عصرية حديثة تستطيع استثمار الطاقات المادية والبشرية تعثرت بسبب الصراعات الداخلية، والانقلابات العسكرية، والحروب مع الجمهورية العربية اليمنية التي كان سببها الشعارات العروبية، وباسم الوحدة اليمنية تم اجتثاث دولة الجنوب وطمس الهوية وفي حرب عام ١٩٩٤م تم اجتياح واحتلال أراضي دولة الجنوب عسكريا.

ثلاثة عقود من الفقر والمرض والتجهيل الممنهج، ثلاثة عقود من الحروب وزراعة الإرهاب وتغيير العادات والتقاليد المدنية، نقلت كل أمراض وعاهات نظام الإمامة المذهبي المتخلف إلى عدن التاريخ والثقافة، ثلاثة عقود قتلت كل مظاهر الحياة ودمرت كل المعالم الأثرية والتاريخية.

راهن نظام الاحتلال على قوة الحديد والنار للسيطرة على أرض وثروات الجنوب، الا ان الصمود الأسطوري لشعب الجنوب زلزل الأرض تحت أقدام الطغاة في المعارك العسكرية غير المتكافئة، وثورة حراك الجنوب السلمية التي واجهة نيران الآلة العسكرية بصدور عارية.

في عام ٢٠١٥م واجة شعب الجنوب الغزو الثاني، وباسناد قوى التحالف العربي تمكن الجنوبيين من تحرير الأرض الجنوبية، ودك أوكار معاقل عناصر التطرف والإرهاب في جميع المحافظات التي كانت ستعلن ولايات إسلامية.

اليوم يحق لنا أن نقف بكل شموخ لنعتز ونفتخر بثورة الآباء والأجداد، وتضحيات الأحفاد الذي استلهموا روح البطولة والفداء لحمل مشعل الحرية، واصبح الجنوب قاب قوسين أو ادنئ من إعلان الاستقلال الثاني.

نحتفل اليوم في ذكرى الاستقلال، وشعبنا قد شارف على إنجاز معركة التحرير، ونقل القضية إلى المحافل الإقليمية والدولية وأثبت في ميادين المعارك صدق ونبل ووفاء شعب الجنوب مع دول التحالف العربي، وأثبت بما لا يدع مجال للشك أن عدن صمام الأمن القومي العربي.
اليوم يحق للشعب الجنوب أن يطالب المجتمع الدولي ومن لنا عليهم حق الجوار، في الاعتراف باستعادة مقعد دولة الجنوب العربي في مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، كون مطلب شعب الجنوب حقاً شرعياً مكفولاً بالقوانين والمواثيق الدولية، ومسنوداً ومدعوماً بقوة جماهير الشعب الجنوبي، وقوة وصلابة قواته الجنوبية المسلحة التي تقف بكل شموخ وعزة وإباء للذود عن تراب هذا الوطن الغالي وتحقق الانتصارات

يا ابناء الجنوب العربي الأحرار:
اننا في هذه المناسبة العظيمة نؤكد بأن التوافق والتقارب ووحدة الصف الجنوبي، وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح هي المفردات والأدوات والأليات التي بها نستطيع الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود المتجسد في التحرير والاستقلال.

أننا نؤكد على ضرورة إيجاد ثقافة الحوار بين كافة أبناء الجنوب، وكافة مكوناته وقواهم المؤمنة بالتحرير والاستقلال، والوقوف الكامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل رسمي وشرعي للقضية الجنوبية ولشعب الجنوب في كافة المحافل، ونجدد موقفنا الثابت مع قواتنا المسلحة الجنوبية، التي تقف على خطوط النار وتذود عن حدود دولة الجنوب.

أن خيار الاستقلال الناجز هو خيار شعبنا الجنوبي الذي عبر عن رفضه الكامل والواضح لكل محاولات الالتفاف على قضيته وحقه في حريته واستقلاله، وهنا نذكر الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي بأن نظام صنعاء قد انتهك كل الشرائع الدولية، وحقوق الإنسان، ومواثيق الامم المتحدة حين اقدم في 7 يولو عام 1994م باحتلال الجنوب عسكرياً ونهب المدن الجنوبية وفي مقدمتها العاصمة عدن.

بهذه المناسبة نود تذكير المجتمع الدولي بعدم التزام نظام صنعاء بكافة الأعراف والقوانين الدولية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي التي نصت على عدم فرض الوحدة بالقوة، وتجاوزت مخاطر النظام القبلي الإرهابي المتخلف الحدود، حيث تزاوجت سلطة الدولة والقبيلة لتنتج بيئة حاضنة للإرهاب الشيعي والسني أغلق السكينة العامة واسقط الدولة، وهدد المصالح الإقليمية والدولية في أهم الممرات المائية.

المجد والخلود للشهداء.
الشفاء والسلامة للجرحة.
الحرية للأسرى.

رئيس الرابطة الإعلامية الجنوبية سما
أ. عبدالله البطاطي

زر الذهاب إلى الأعلى