منوعات

بوفاة الملياردير أديلسون.. ترمب يفقد أبرز داعميه

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز / متابعات [/su_label]

تعرض الحزب الجمهوري في الولايات الأميركية، بالإضافة إلى الرئيس دونالد ترمب، إلى ضربة موجعة برحيل أكبر المانحين للحزب، الملياردير شيلدون أديلسون، الذي يعتبر أيضاً داعماً رئيسياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق تقرير لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وفاة أديلسون، قطب الكازينوهات والعقارات، الثلاثاء عن 87 عاماً، تحرم ترمب من “أحد أبرز مانحيه، ومن داعم سياسي منذ فترة طويلة”.
وقال ترمب، في بيان: “عاش شيلدون الحلم الأميركي الحقيقي، جلبت له براعته وعبقريته وإبداعه ثروة هائلة”، وأشاد بـ”شخصيته وكرمه الخيري”، معتبراً أن “العالم خسر رجلاً عظيماً، سنفتقده”.

أنفق 180 مليون لدعم ترمب في 2020

ولم يُشِر التقرير إلى “دور حاسم” أدّاه أديلسون في مسيرته خلال السنوات الماضية، موضحاً أن الأخير، وهو مؤسس مجموعة “Las Vegas Sands” المالكة لمجمّع “The Venetian” في ولاية نيفادا، أنفق في عام 2020 مبلغاً قياسياً مقداره 180 مليون دولار، لدعم إعادة انتخاب ترمب، والحزب الجمهوري. وفي عام 2016، أنفق 25 مليون دولار لمساندة حملة ترمب، و5 ملايين دولار لحفل تنصيبه.
وكان أديلسون من أسرة مؤيّدة للديمقراطيين، لكنه تميّز بمعارضته الشديدة للرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، بعدما انتقده لامتناعه عن دفع ضرائب كافية، بفضل استثماراته في الخارج.

وُلد أديلسون في بوسطن، لأبوين يهوديين فقيرين، وشيّد إمبراطورية من 200 دولار اقترضها من عمّه، حين كان عمره 12 عاماً، لنيل امتياز لتوزيع الصحف. وفي الثلاثينات من عمره، بات يملك ثروة مقدارها 5 ملايين دولار.
وعكس الأخوين تشارلز وديفيد كوك، المموّلين البارزين للمحافظين أيضاً، لم يكن أديلسون مهتماً ببعض ملفات الحزب الجمهوري، مثل الإجهاض أو الهجرة، لكنه استغلّ قناعاته، وثروته المقدّرة بين 35 و40 مليار دولار، لممارسة نفوذ في الشرق الأوسط، إذ مكّنته تبرّعاته الضخمة لمعسكر ترمب من “تحقيق أبرز نصر في حياته، وهو إقناع الرئيس بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، في عام 2018″.

صديق لإسرائيل ونتنياهو

كذلك خسر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حليفاً قوياً، بوفاة أديلسون. وأشاد بـ”صديق رائع، لي شخصياً، وبطل لا يُصدّق للشعب اليهودي، والدولة اليهودية، والتحالف بين إسرائيل وأميركا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو “استفاد كثيراً من خدمات الملياردير” الأميركي، الذي عرض عليه في عام 2007 صحيفة يومية مجانية، هي “إسرائيل هايوم” (إسرائيل اليوم)، التي باتت واحدة من الأكثر انتشاراً في الدولة العبرية، للقيام بحملته الانتخابية آنذاك، كذلك أعار أديلسون طائرته الخاصة، لنقل الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد، إلى إسرائيل، في أواخر ديسمبر، حيث استقبله نتنياهو على مدرج المطار.
وذكرت الصحيفة أن أديلسون ونتنياهو “كانا ينظران في الاتجاه ذاته”، إذ عارض الملياردير الأميركي بشدة حلّ الدولتين، الذي رأى فيه “نقطة انطلاق نحو تدمير الشعب اليهودي”، ودعا إلى ضمّ صريح للأراضي المحتلة، معتبراً أن الفلسطينيين “شعب غير موجود”.
وفي عام 2017، قطع علاقته مع “لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية” (إيباك)، أبرز لوبي موالٍ للدولة العبرية في الولايات المتحدة، بعدما دافعت عن خطة لمساعدة الفلسطينيين.

اتصال هاتفي متوتر

وفي أغسطس، أفاد موقع “بوليتيكو” باتصال هاتفي متوتر بين ترمب وأديلسون، حاول خلاله الرئيس الأميركي أن يفهم لماذا لم يدعمه رجل الأعمال أكثر، علماً بأن الولايات المتحدة كانت تشهد آنذاك اضطرابات واسعة، إثر وفاة الأميركي من أصل إفريقي، جورج فلويد، على يد شرطي أبيض، فضلاً عن عن تداعيات فيروس كورونا.
وقال شاهد على الاتصال: “بدا واضحاً أن الرئيس كان يجهل حجم المساعدة التي قدّمها له أديلسون، الذي ساهم بعشرات الملايين من الدولارات لحملة ترمب خلال سنوات، واختار أديلسون عدم العودة إلى ترمب”.
ولفتت “لو فيغارو” إلى نقطة خلاف أخرى بين الرجلين، هي الحرب التجارية التي شنّها ترمب على بكين، مشيرة إلى أن ذلك دفع مراقبين إلى القول إن أعمال الملياردير، لن تكون في وضع أسوأ خلال عهد بايدن.
وتابعت أن أديلسون كان يراقب سوق الكازينوهات المربح في ماكاو، وهي منطقة إدارية خاصة في الصين، حيث ستُجدّد تراخيص الكازينوهات في عام 2022، وخشي أديلسون أن تعطّل سياسات ترمب مشروعاته بالجزيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى