آداب وفنون

غصات يومية ‘٢’

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/كلمات/وفاء الحيقي[/su_label]

من الجميل أن كلمة(أصدقاء) لم تعد
تهزنا، بل ومحوناها من قاموس حياتنا!
لم نعد نكترث لحال الأصدقاء، لا كيف يسير الليل معهم، ولا كيف يصبحون، لم نعد نهتم ما إن ناموا على وجع؛ مادمنا لسنا مُسببيه،
أصبحنا نرى دموعهم كأي شيء اعتيادي!
لم نعد ننادي أحد ب(صديق) فقد استبدلنها ب:
زميل الحياة
زميل عمل
زميل المدرسة
وعابر!
لا نُريد أن نؤذي أحدًا ولا أحد يؤذينا،
لا نُخَيب ولا نُخِيب، لا نَنسى ولا نُنسا، لا نَبكي ولا نُبْكِي؛ خلعنا قلوبنا أخيرًا، وغسلناها من كل زائر….

كُنا نبحث عن صديق، والآن ماعدنا نبحث سوى عن أنفسنا فقط!
أصبحنا نُصادِق أنفسنا، وأشياءنا التي لا تهم أحدًا سوانا، أصبحنا أقرب لأنفسنا؛ لنخيط الجراح التي سببوها بلطف، ونتلوا عليها آيات محكمات حتى تشفى، نُريد أن تعود عافية قلوبنا وحينها لنا مِنا عَهدًا ألا نُفرط بها مجددًا!

إننا نستغفر الله كل ليلة لأننا أضعنا قلبنا يومًا، وجعلناه ملكًا لآخر، وهو ملك نفسه، لقد أسكنا فيه آخرين وهو سكناه وحده؛ ولقد أتانا الجزاء على طبقٍ من وجع!

يا الله كم كُنا نستلذُ بهذه الكلمة(صديق) كم كُنا نتغنى بها، ونعزفها وكأنها موسيقى هادئة، ودواء شافٍ يوضع على الجرح فيبرأ!

كم منحناها من حياة، ومن نبض، حتى بقينا بربع نبض، وربع حياة، ليتنا حافظنا على الأنصاف لهان الجرح، لكننا بالغنا بألمنا كما بالغنا في الحبّ!

أصبحنا رفقاء أنفسنا، إن اتكأنا، أتكأنا على أنفسنا، وإن بلغ الحزن ذروته، أزحناه بتراتيل القرآن، وقراءة كتاب، وغيبوبة مؤقتة عن الحياة!

تجاهلنا كثيرًا، وغضضنا الطرف عن تصرفات كانت تؤذينا بشدة، أحببنا، لكننا كنا يدًا واحدة، لا ثاني لها كي تصفق!
وعين واحدة، لا ترى إلا جزءًا من كُل، لم يُبادلنا أحد ذات الشعور والحبّ؛ فاكتفينا بنا نصارع الحياة دون أحد، ونتخطى عثراتها بخُطًا بائسة!
وهكذا حالنا كل يوم، نُغلق كل منافذ العبور إلينا ؛كي لا نسحق مرةً أخرى، كي لا يموت مابقي في قلوبنا من حياة، كي لا ينطفىء ذاك الفتيل الواهن في أعماقنا فتنتهي أحلامنا…وإلى الأبد…وليبقى الجميلُ جميل!

زر الذهاب إلى الأعلى