عربية

تقرير يكشف خسائر قطاع الاتصالات وآخر يتخوف من تدهور أوضاع النازحين والحكومة تحذر من مساع إيران لطمس الهوية اليمنية

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/تقرير / محمد مرشد عقابي[/su_label]

أورد مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية خسائر قطاع الإتصالات في اليمن منذ اندلاع الحرب مقدراً ذلك بنحو 4.1 مليار دولار، وقال المركز في تقرير له ان قطاع الإتصالات الذي يعد أحد أهم المصادر الإيرادية والركائز التي يستقيم عليها عمود التنمية بعد قطاع النفط، تكبد خسائر كبيرة جراء عدم توفر الوقود وانقطاعات التيار الكهربائي والإنقسامات المؤسسية، مشيراً الى ان السياسات والمطالب المالية المختلفة من قبل مليشيا الحوثي إلى جانب مصادرة الأصول والابتزاز من قبل بعض الجماعات المسلحة كانت أسباباً إضافية لتدهور هذا القطاع الحيوي.

وطبقاً للتقرير فإن قطاع الإتصالات أسهم خلال الأعوام 2015م – 2018م بحوالي 7% من الناتج المحلّي الإجمالي الحقيقي ووفر العديد من فرص العمل المهمة المباشرة وغير المباشرة من خلال ارتباطه ببقية قطاعات الإقتصاد الوطني، وفقد القطاع عدداً من الفرص السانحة التي كان بالإمكان اقتناصها لولا اندلاع الصراع وأهمها استكمال المفاوضات والتوقيع على اتفاقيات الحصول على ترخيص تقنية الجيل الرابع (4G)، وما ترتب عنها من إحجام مستثمري قطاع الاتصالات عن الإستثمار في السوق اليمني.

وحث التقرير على تحييد قطاع الإتصالات عن الصراعات السياسية والعسكرية، إذ أصبحت شركات الإتصالات مطالبة بتسديد رسوم الترخيص والضرائب للحكومة المعترف بها دولياً من جهة ولمليشيا الحوثي التي تفرض إتاوات وجبايات غير قانونية على الشركات من جهة أخرى، مشدداً على ضرورة ترقية جميع المشغلين لشبكات الإتصال وإدخال خدمات جديدة كالإتصالات المرئية والخدمات المالية الرقمية والعمل على تخفيض تعرفة الإنترنت وكسر احتكار المؤسسة اليمنية للاتصالات لخدمة الإنترنت.

وأكد التقرير بان الإحتكار المطلق في سوق الإنترنت أدى إلى تواضع مستوى الخدمات المقدمة وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة وحول العالم، مضيفاً بان الاعتماد في تقديم خدمة إنترنت الحزمة العريضة “ADSL” على بنية تحتية ضعيفة وهشة أدى إلى الحد من السعات الدولية والسرعات العالية للخدمة في اليمن، بما في ذلك تمرير خدمة الحزمة العريضة عبر الأسلاك النحاسية التي أنشئت لغرض الإتصالات الهاتفية بدلاً من الألياف الضوئية التي تفوق الأسلاك النحاسية في سرعة نقل المعلومات والبيانات، لأفتاً الى ان صعوبة الوصول لإصلاح الكابلات الخاصة بالإنترنت أو أبراج الإتصالات والشبكات والإنقطاعات المتكررة في الكهرباء وأزمات المشتقات النفطية أدت هي الأخرى إلى انخفاض عدد محطات الإتصالات العاملة لشركات الهاتف النقال وهو ما أضعف التغطية في مناطق وأوقفها بالكامل في مناطق أخرى.

وبحسب التقرير فإنه وعلى الرغم من النمو المذكور في عدد مستخدمي الهاتف النقال خلال الفترة ما بين 2014م – 2019م إلا ان عدد مستخدمي الهاتف النقال قد شهد انخفاضاً كبيراً ايضاً خلال الفترة ما بين 2015م – 2017م، وتتحكم مليشيات الحوثي بخدمة الإنترنت بسيطرتها على شركة “تيليمن” المزود الوحيد للخدمة في اليمن وتحصل جميع شركات الهاتف النقال في اليمن على الخدمة من الشركة الحكومية بالإضافة الى وقوع مراكز تلك الشركات في العاصمة “صنعاء” الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

في الجهة المقابلة، عبر مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف اليمنية عن قلقه الشديد إزاء تدهور الوضع الإنساني وتفاقم الأزمة والمعاناة التي يمر بها النازحين من ابناء المحافظة في مناطق شرق الجوف ومحافظة مارب بسبب غياب الدور الإغاثي من قبل المنظمات والهيئات الدولية والمحلية العاملة في اليمن، وناشد المكتب في بيان له كل المنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في اليمن وكل الجهات المعنية الى سرعة التدخل وتقديم العون والمساعدة للنازحين والأسر القادمة من محافظة الجوف الى المناطق الشرقية وبعض الأحياء في محافظة مارب.

وحمل البيان، منظمات وهيئات المجتمع الدولي ممثلة بمنظمة الغذاء العالمي والأمم المتحدة والمجلس الأوروبي وجميع الجهات المعنية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني في اليمن المسؤولية الكاملة إزاء تداعيات وتفاقم الوضع الإنساني للأسر من النازحين والمتضررين من الحرب والكوارث الطبيعية من أبناء محافظة الجوف، معلناً عن تضامنه المطلق ومساندته ووقوفه الى جانب مطالب النازحين ومناصرته لجميع قضاياهم الانسانية.

ونفذ في وقت سابق عدد من نازحي الجوف في مأرب وقفة احتجاجيه للتنديد بغياب المنظمات الإغاثية وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي عن تقديم أي معونات لهم منذ تسعة أشهر لنزوحهم، ورفع النازحون في الوقفة الإحتجاجية لأفتات تندد بالإهمال من قبل المنظمات الإغاثية الدولية وما يقوم به برنامج الأغذية العالمي من تعمد في استبعادهم من المساعدات الإغاثية طيلة تسعة أشهر، ويعيش نازحو الجوف وعدد من المدن والمناطق اليمنية أوضاعاً مأساوية في مخيمات النزوح في ظل غياب شبه كلي للمنظمات وبرنامج الأغذية العالمي.

الى ذلك، حذرت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني من التبعات الخطيرة لممارسات مليشيا الحوثي في العاصمة المختطفة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها من ما أسماه محاولات ممنهجة لتزييف الوعي الوطني وطمس الهوية اليمنية وتعميم الشعارات والطقوس والمعتقدات الإيرانية وتمجيد رموز الإرهاب الإيراني وتحويل تلك المناطق الى ثكنات ومستعمرات فارسية لنشر الثقافة الإرهابية الدخيلة، موضحاً بان مليشيا الحوثي استبدلت النشيد الوطني للعربية اليمنية بنشيد الثورة الخمينية لتدشين فعالياتها الطائفية في صنعاء وغيرها من المناطق المختطفة في دلالة لمستوى الإنقياد والتبعية العمياء الكاملة لنظام الولي الفقيه في إيران.

وطالب الإرياني، كافة العربية بإدراك التداعيات والتبعات الخطيرة لإستلاب هوية اليمن وانتزاعها عن محيطها الجغرافي وتأخير حسم معركة أستعادة الدولة على الأمن القومي العربي والدولي والوقوف الجاد مع الشعب اليمني الذي يخوض معركة تاريخية في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني في المنطقة العربية، داعياً في هذا الصدد المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لمغادرة مربع الصمت وعدم الإكتفاء بموقف المتفرج التنديد الشفوي والقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف العدوان الإيراني الصلف والسافر على اليمن والذي خلف مأساة إنسانية هي الأكبر في التاريخ على حد وصفه.

زر الذهاب إلى الأعلى