دولية

بعد اتفاق مع “فايزر”.. تحذيرات من استغلال إسرائيل لبيانات متلقي لقاح #كورونا

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز /متابعات[/su_label]

أفادت وكالة “فرانس برس”، الاثنين، بأن إسرائيل وشركة “فايزر”، وقعتا اتفاقاً، يقضي بحصول الدولة العبرية على مخزون كبير من جرعات لقاح كورونا، مقابل تزويد شركة الأدوية الأميركية العملاقة ببيانات سريعة حول تأثير المنتج.
وحصل أكثر من مليوني شخص في إسرائيل، على الجرعة الأولى من لقاح كورونا، منذ بدء حملة التطعيم ضد الفيروس في 19 ديسمبر، إذ تُوصف هذه الوتيرة بأنها الأسرع في العالم، في وقت ما زالت فيه دول أكثر ثراء تُعاني في الحصول على إمدادات اللقاح.
وأعرب بعض المعارضين عن مخاوف أخلاقية حيال استخدام بيانات الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح، وأثاروا الخطر على الخصوصية الطبية، فيما وصفه أحد الخبراء بأنه “إحدى أكثر الدراسات شمولاً عن البشر” في التاريخ الحديث.
وتحتفظ إسرائيل بحسب خبراء، بواحدة من أكثر قواعد البيانات الطبية تطوراً في العالم، ولم تخفِ حقيقة أنها وافقت على مشاركة ثروة البيانات التي لديها مع الشركة الأميركية الألمانية للأدوية “فايزر/بايونتك” خلال حملة التطعيم.

وأصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية نسخة منقحة من شروط الاتفاق مع الشركة الأميركية، بعد تزايد التساؤلات التي طرحها نشطاء في مجال الخصوصية، حول مستوى مشاركة البيانات مع فايزر”.
وبحسب الاتفاقية، فإن وزارة الصحة الإسرائيلية “تعتمد على تلقي جرعات المنتج.. ومعدل تسليمه من قبل الشركة، للسماح بالحفاظ على معدل تطعيم كافٍ لتحقيق مناعة جماعية، وبيانات كافية في أسرع وقت ممكن”.
ويشير الاتفاق إلى “إقرار الطرفين بأن جدوى المشروع ونجاحه يعتمدان على معدل ونطاق التطعيمات في إسرائيل”، ولا يذكر شروطاً محددة لتجارة اللقاح للحصول على معلومات طبية، لكنه يوضح أن شركة “فايزر” تدرك أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بمخزون كبير من أجل إصدار بيانات عالية الجودة حول اللقاح بسرعة.
وتحدد الصفقة، المشروع المشترك، بأنه محاولة “لقياس وتحليل البيانات الوبائية الناشئة عن طرح المنتج (اللقاح)”.

بيانات 9 ملايين شخص

وأفادت العديد من وسائل الإعلام بأن إسرائيل دفعت لشركة “فايزر” سعراً أعلى بكثير من سعر السوق لضمان تزويدها الكامل” للقاحات، ورفضت وزارة الصحة التعليق على تلك التقارير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في 7 يناير الجاري، إن إسرائيل وافقت على “مشاركة البيانات الإحصائية مع شركة فايزر والعالم بأسره، من أجل المساعدة في تطوير استراتيجيات القضاء على فيروس كورونا”.
وبحسب نتنياهو فإن الاتفاق سيجعل إسرائيل “أول دولة في العالم تخرج من أزمة فيروس كورونا”.

وحمل الاتفاق اسم “اتفاقية التعاون في الأدلة الوبائية في العالم الحقيقي”، لكنه لا يحدد شروط البيانات المتعلقة بترتيب الجرعات.
ويتم جمع البيانات الصحية في إسرائيل جزئياً من خلال 4 منظمات تسمى” صناديق المرضى”، للحفاظ على الصحة، وهي مجموعات غير ربحية تُغطي مجتمعة 9 ملايين شخص في البلاد.
وتحتفظ المنظمات بمعلومات دقيقة عن المرضى، ونُسب إليها الفضل في إنشاء قوائم التطعيم بسرعة حسب الأولوية، وهو عامل يقول الخبراء إنه مكّن إسرائيل من التطعيم بهذه السرعة.
وتحتفظ الحكومة الإسرائيلية أيضاً بقاعدة بيانات مركزية للرعاية الصحية، تُعرف باسم “الذعرة” أو “الكركزان”، على اسم طائر مهاجر، وتزيد على بيانات صناديق المرضى معلومات من المستشفيات العامة ومصادر أخرى.

أكبر تجربة على البشر

وتقول مستشارة خصوصية البيانات في معهد إسرائيل للديمقراطية تهيلا شفارتز-ألتشولر، وفق ما نقلت “فرانس برس”، قبل نشر نص الاتفاقية، إن نظام البيانات الطبية الرقمي في إسرائيل “مصدر فريد للغاية”.
وبحسب المستشارة، فإن المسؤولين منحوا الموافقة الطارئة على لقاح “فايزر” بشكل مبرر بالنظر إلى خطورة الوباء، لكن الشركة تسعى بشكل كبير للحصول على بيانات أكثر شمولية حول منتجها.
وتضيف “يمكن لإسرائيل أن تعرض على شركة “فايزر” بيانات عن مليوني شخص في غضون شهر أو 6 أسابيع”.
وترى ألتشولر، أنه كان من المهم وجود حوار عام أكثر شمولاً حول مشاركة البيانات، مُحذرة من أن طرح إسرائيل لقاح “فايزر” يرقى إلى أن يوصف بأنه “أكبر تجربة على البشر في القرن الحادي والعشرين”.

زر الذهاب إلى الأعلى