آداب وفنون

رجلٌ في الظـــل

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/كلمات /وحي خيال
[/su_label]

لاأعلمُ كيف أنك أستطعت بسحرك الأنيق أن تحتل قلبي،
وتستوطن شعوري،
وتبقي أنت المحتل الوحيد لمملكة قلبي.

عندما التقينا لأول مرة كان الكركي منغمساً بجدولٍ صغير، والأغصان من حولنا تتمايل مع معزوفات الرياح، تشدو بحفيفها المنمق،
لم أجد شيئاً يأسرني سوى تلك التي خطفت ناظريَ إليها،
بريق العينين، والعشق المنبعث منهما،
تحملان عبقاً مختلفاً، وغيماً ماطراً.

نظرةٌ آسرة….
تمنيتُ لو أقطفُ من جمال الطبيعة بعثرات أتمتم بها ،ولغةً أسرد بها ما خلفتهُ عيناك بعمقي.

أزهر الربيع ،وتلاشى الصقيع ،وأمطرت السحب مشاتلاً من فيض،
ترابطت مشاعري معك كترابط جسور الجبال
ببعضها.

نظرةٌ خاطفة، ولحظةٌ أمتلأت بالشغف، وكنت أنت وحدك سيد الموقف.

أعلمُ أني لاسلطة لي على قلبي ،
فالقلوب تهوى ونحن ننقاد لهاويتها،
أعترف أنك أثملت روحي عشقا، وبتُ لا أرى إلا ظلك الذي كان مستتراً خلف السنديان يرقبني من بعيد.

قد أكونُ أحببتُك فعلاً، لكن طرقنا متعرجة، وغصننا مائل، وطقوسي تحجب عني رؤيتك مرة أخرى.

لو أنكَ أتيتَ بتلك الحقبة التي كنتُ لاأزالُ فيها سلطانةً أتربعُ على عرش ذاتي،
وشمسي تشرق من شرفات أعماقي كما تشرق زهرةٌ بعد الذبول، لكان الأمـر مختلفاً يأخذ نهجاً آخر.

قلبي المتردد يحب أن يلتمس مواضع نبضك، لكن جذورة متشبثة بماضٍ أسدل ستارته على حياتي المتناقضة
في أعماقي، أملٌ ممزوج بألوان حبك يقودني إليك، وينسج من قصص العاشقين وشاحاً يدثر لقائنا،
ربما نتغلب يوماً على سخط الأيام، وتتلاشى
جروحنا النازفة، ونبقى على بساط الحب نغني مواويل اللقاء.

لكنني رغم ذلك لا أستطيع أن أحبك أكثر،
فقط كن لي رجلاً في الظل
أتنفسه ،كلما أردت الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى