دولية

حاملة طائرات أمريكية في بحر الصين وسط توتر بسبب تايوان

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/متابعات[/su_label]

قال الجيش الأمريكي، الأحد، إن مجموعة حاملة الطائرات تيودور روزفلت دخلت بحر الصين الجنوبي لتعزيز “حرية البحار”، تزامناً مع تحذير تايوان من توغل كبير لطائرات الجيش الصيني في أجوائها.
وذكرت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي في بيان أن المجموعة الهجومية دخلت بحر الصين الجنوبي السبت، وهو اليوم نفسه الذي أعلنت تايوان فيه عن توغل كبير لقاذفات قنابل ومقاتلات صينية في منطقة تابعة لها بجوار جزر براتاس.
وأضاف البيان أن المجموعة دخلت الممر المائي، الذي تطالب الصين بالسيادة على جزء كبير منه، لإجراء عمليات روتينية “لضمان حرية البحار وبناء شراكات تعزز الأمن البحري”.

توغل عسركي

وكانت وزارة الدفاع التايوانية أعلنت أن ثماني طائرات من قاذفات القنابل وأربع مقاتلات صينية توغلت السبت في الركن الجنوبي الغربي من منطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة وأن القوات الجوية في تايوان أرسلت صواريخ “لمراقبة” التوغل.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، نفذت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، طلعات جوية شبه يومية فوق المياه الفاصلة بين الجزء الجنوبي من تايوان وجزر براتاس التي تسيطر عليها تايوان في بحر الصيني الجنوبي. لكن الأمر كان يقتصر على طائرة أو طائرتين للاستطلاع.

ومن غير المعتاد أن تشارك 8 طائرات قتالية صينية في مثل هذه المهمة. وقالت تايوان إن سرب الطائرات الصينية ضمّ قاذفات قنابل من طراز إتش-6 كيه القادرة على حمل رؤوس نووية وأربع مقاتلات من طراز “جيه-16”.
وأظهرت خريطة نشرتها وزارة الدفاع التايوانية أن سرب الطائرات الصينية، الذي ضم أيضاً طائرة من طراز “واي-8” المضادة للغواصات، حلّق فوق المنطقة نفسها من المياه التي أجرت فيها الصين معظم مهماتها الأخيرة بالقرب من جزر براتاس، لكنه ظل رغم ذلك بعيداً جداً عن البر الرئيسي لتايوان.

قلق أميركي

وتثير التطورات بين الصين وتيوان، التي تدعمها واشنطن، قلق الإدارة الأميركية الجديدة، التي دعت الحكومة الصينية إلى فتح الحوار مع ممثلي تايوان المنتخبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، السبت، إن الولايات المتحدة ستقف مع الأصدقاء والحلفاء لتعزيز الازدهار المشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما يشمل “تعميق العلاقات مع تايوان الديمقراطية”.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تتابع بقلق “محاولات الصين المستمرة لترهيب جيرانها بما في ذلك تايوان”، لافتاً إلى أن واشنطن ستواصل دعم الحل السلمي للقضايا عبر مضيق تايوان، بما يتفق مع رغبات ومصالح الشعب هناك.
وكان وانغ تينغ يو، الرئيس المشارك للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان التايواني، أكد لمجلة “فورين بوليسي” أن جيش تايوان لن يفاجأ إذا استعدت الصين لشن هجوم.
وطلب المسؤولون في تايبيه الدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، خصوصاً بعد وصول جو بايدن إلى المكتب البيضاوي.

ولفت وانغ تينغ يو للمجلة إلى أن الكل يتساءل إن كانت تايوان ستكون مستعدة لحماية الوطن، ماذا سيفعل العالم، وبخاصة الولايات المتحدة؟”، موضحاً أن الرسالة التي يجب أن يبعث بها بايدن إلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بسيطة: “لا تحاول ذلك”.
وكان لويد أوستن، الذي تم تأكيده وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة، أخبر المشرعين في مجلس الشيوخ أثناء جلسة أنه سيتأكد من أن بلاده تفي بالتزاماتها لمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها.

عكس الاتجاه

ويأتي دعم إدارة الرئيس بايدن لتايوان عكس آمال الصين في إصلاح العلاقات بين بكين وواشنطن، بعد أن تضررت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وقال أنتوني بلينكن مرشح بايدن لمنصب وزير الخارجية خلال جلسة التصديق على توليه الحقيبة في مجلس الشيوخ الثلاثاء إنه “لا يوجد شك” في أن الصين تمثل التحدي الأخطر أمام واشنطن مقارنة بأي بلد آخر.
وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قال أياماً قليلة قبل تنصيب بايدن إنه يأمل ويعتقد أن السياسة الأميركية تجاه بلاده، يمكن أن تعود في النهاية إلى “الموضوعية والعقلانية”.

وأضاف وانغ يي، في تصريحات لمجموعة من قادة الأعمال الأميركيين، أنه يتعين على كلتا الدولتين احترام تاريخ الأخرى ومصالحها الأساسية “والأنظمة والمسارات التي اختارتها شعوبنا”، عند التعامل مع الخلافات والنزاعات.
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أن الأمر يرجع للولايات المتحدة “لاتخاذ القرارات الصحيحة” في ما يتعلق بمستقبل العلاقات.

توقيت حرج

وتولى بايدن السلطة في وقت تشهد العلاقات الأميركية الصينية تراجعاً حاداً، وفي أعقاب فترة انتقالية أخذت فيها الإدارة السابقة خطوات واسعة لتوثيق علاقة واشنطن مع تايبيه.
ورفع وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، القيود المفروضة على الاتصالات الرسمية بين أميركا وتايوان، وكان من المقرر أن يتبع ذلك إرسال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايتها، كيلي كرافت، إلى المنطقة، قبل أن يتم إلغاء الرحلة في اللحظة الأخيرة.
ووافق ترمب خلال الشهور الأخيرة من ولايته على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى تايبيه، وأعلن بومبيو أن معاملة الإيغور في شينجيانغ الصينية تمثل إبادة جماعية، فيما يمثل توبيخين علنيين للصين.
وأثار ذلك غضب بكين، ووصفت وسائل الإعلام التابعة للدولة، تصرفات إدارة ترمب بأنها نتيجة لـ “جنون أخير .. سيجلب عليهم الفناء”.

زر الذهاب إلى الأعلى