مقالات وآراء

المشعطر فارس المكبارة !! (٣)

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب /
ناصر التميمي
كاتب جنوبي

ومما يذكر عن الشاعر المشعطر انه كان عاشقاً ومولعاً بالرشبة أو المذاعة ،والتي كانت صديقته الوحيدة تلتي لاتفارقه أينما رحل وحل به المقام فإنه يصطحبها معه وللرشبة حكاية طويلة مع شاعرنا حصلت له بينما كان في احد الأيام في عزاء لأسرة آل بالكيمان في عام ١٩٦٥م تقريباً في منطقة الحيلة وحسب المعلومات التي حصلنا عليها فإنه تم تكسير رشبته عمداً في غيابه هذا حسب رأي البعض والبعض الآخر يقول بأن الرشبة لم يتم تكسيرها عمداً بل تم تكسيرها بعد ان تعرضت لضربة مؤلمة من أحد الضيوف الحاضرين بوجود المشعطر لم يكن متعمداً تناثرة على إثرها كل قطعة في مكان .

عندها قال الشاعر قصيدته المشهورة (بالرشبة) والتي يقول في مطلعها :_

((يالله يارب الكرم يامفرج الكربة ***

عزمنا الصبر عالأمر الذي قد كان

عزمنا الصبر عاما صادتها ضربة ***

راحت علي ذي تعز الضيف والشيان

يامنزل الغيث منك البرق والسحبة ***

عسى تغفر لحرة طاهرة الأبدان

الإسم حرمة ولكن عندها رتبة***

ماتجلس الا وسط وتعد فلان وفلان ***

راثي لها يوم راحت في بلد غربة***

وخلت عيالها من بعدها يتمان

واحد في الوادي وواحد في الهربة ***

ولعاد تنبأ لأحمد النيبز ولامهيدان ))

وفي هذه الأبيات من صدر القصيدة دعا فيها ربه بأن يفرج عنه كربته مما حصل له بعد أن فقد محبوبته وصديقته الغالية عليه وفيها تحدث عن حجم الخسارة التي تعرض لها جراء ماجرى لرشبته ،بالإضافة الى انه شبهها بأنها حرمة لكنها لديها رتبة كبيرة الكل يحترمها ويقدرها ويضع لها شأن ووصفها بأنها لاتجلس الا في موقع الوسط في السمرات والجلسات ،للعلم انه في ذلك الزمن الجميل كما يحدثنا شاعرنا بأن الرشبة كانت تحظى بإحترام وتقديد فكانت تستخدمها شخصيات كبيرة في المجتمع ،ومما يتضح من هذه الأبيات ان المشعطر غضب غضباً شديداً لما أصاب صديقته (الرشبة ) التي رافقته سنوات طويلة وانه لن يتعوض بمثلها قط .

ويتضح بأن شاعرنا في هذه المرثاة الطويلة التي تحتوي على خمسين بيتاً قد وصفها وصفاً دقيقاً ، وفي قوله راثي لها يوم راحت في بلد الغربة ،وهنا يشير بأن الحادثة حصلت في منطقة بعيدة عن بيته كما قيل لنا وان ماتت وتركت عيالها يتمان وهنا يقصد بأنه قد أصبح وعشاقها يتمان اي انهم تفرقوا بعد موتها وأصبح البعض منهم في الوادي والبعض الاخر في الهربة هي ارض زراعية تحتوي على عدد من المزارع في ميفع تقع بالقرب من وادي حجر للشاعر فيها ذكريات جميلة عاشها مع أحبابه وأصدقائه .

((صاحوا عليها من الجيران والغربة ***

من يوم ماتت وهم في حزنها للآن

لا أنا علم بالمرض بارسله حضبة ***

باصيح في العاصمة عندي حول شبان ***

من هو جاء معي نفع والا بزهبه زهبة ***

من شأن عزها مابغيت عزها يهتان

تنهم كما الهيج ذي هو يخرج الغشبة ***

وان بغت تخرج حملوها على الأمتان ***

معها الولد يعجبه الجمر يلعبه ***

يعجبه جمر السمر يوم عنده البرهان ))

وفي الجزء الثاني من المرثاة يشير الى ان الحزن قد خيم على الجيران نتيجة فقدان الرشبة التي تعرضت للكسر من قبل أصدقائه وأشار كذلك الى انه لو كان يعلم بأنها مريضة بايرسلها حضبة وهنا شبهها بأنها لو كانت إمرأة مريضة سوف يرسلها (حضبة) وهي رقصة تراثيها مشهورة بوادي حجر كان يتم إسعاف المريض بها من منطقة الى منطقة اخرى في ذلك الوقت مع ترديد الأشعار و الأراجيز وانه سوف يصيح في العاصمة ان احد جاء والا بايزهبهم بالاجرة من أجل يعز رشبته ولايريد عزها يهتان ،هذا يدل على ان شاعرنا كان مغرم بها حتى بعد ان تم تكسيرها وان معزتها عنده قد بلغت مرتبة كبيرة جداً .

كلام جميل قاله شاعرنا الفذ يسلم بن احمد المشعطر، ومن خلال القصيدة اتضحت لنا كل الحكاية التي حصلت له ولرشبته التي تعرضت للتكسير المتعمد .

وللشاعر المشعطر كثير من القصائد التي تميز بها عن غيرة من الشعراء الشعبيين الذين عاصروه والتي تعرف بالقصائد العمودية أنا في هذا الحلقة سأتناول قصيدة (الرشبة ) وهي من أجمل ما قاله الشاعر يسلم بن أحمد باحجيل المكنى( بالمشعطر ) وحسب ماروي لي من بعض المعمرين الذين التقيتهم بأن .

زر الذهاب إلى الأعلى