الجنوب العربي

برعاية المجلس الإنتقالي الجنوبي .. مركز مدار ينظم ورشة عمل خاصة عن تدفق النازحين الى مدينة عدن ، الأسباب ــ الآثاأر ــ الأبعاد ، ” ملخص النتائج والمخرجات “

[su_label type=”warning”]كريترنيوز/العاصمة عدن/ خاص[/su_label][su_spacer size=”10″]

برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي ، نظم مركز مدار للدراسات والبحوث الاجتماعية ورشة عمل خاصة عن تدفق النازحين الى مدينة عدن ، الأسباب ــ الآثاأر ــ الأبعاد ، يوم السبت الموافق 15 سبتمبر 2018م بقاعة قصر العرب بالمعلاء /عدن.

وحضر الورشة ما يقرب من 40 شخص من الباحثين والأكاديميين والنشطاء منـ منظمات المجتمع المدني والمهتمين بقضية النزوح.

حيث أفتتح الورشة الدكتور فضل الربيعي رئيس مركز مدار للدراسات والبحوث الاجتماعية، رحب بالحاضرين جميعاً وأثنى على تلبيتهم للدعوة بالحضور وتحملهم متاعب وعناء الحضور وحرصهم في المشاركة بهذه الورشة المكرسة لقضية تدفق النازحين إلى مدينة عدن وإشكالياتها بهدف الوقوف امام هذه الظاهرة وبحث السبل المناسبة لتخفيف من اثارها، ووضع التصورات المقترحة لإيجاد الحلول والمعالجات المناسبة لها، والذي نأمل ان تأخذ جل الاهتمام والتفاعل من قبل الجهات المعنية على المستويين الداخلي والخارج.
كما قدم رئيس المركز شكره للأخوة الذين أبدوا استعدادهم في كتابة المدخلات وفقا لموضوع الورشة ومحاورها والمعلنة مسبقا، والتي تركزت حول المؤشرات الآتية:
1)المحور الأول: إشكاليات وتداعيات النزوح إلى مدينة عدن والمناطق الجنوبية الأخرى.
2).المحور الثاني: الأثار المترتبة عن عملية تدفق النازحين إلى مدينة عدن.
3).المحور الثالث: الكشف عن دور الأعلام والمنظمات الدولية المعنية بشؤون النازحين تجاه مشكلة النزوح.
4)المحورالرابع: السياسات والتدابير الواجب اتخاذها لمواجهة تداعيات النزوح.
جرت هذه الورشة وفقاً للبرنامج المعد لها، حيث استمرت جلساتها 4 ساعات. في البداية ثم تم عرض فلم وثائقي ” من انتاج مركز مدار” أحتوى على عرض مصور بالصوت والصورة لحركة النازحين وتواجدهم في محافظة عدن والقادمين من محافظة الحديدة على وجه الخصوص. ثم قدم المشاركين عروضا لمداخلاتهم.
كانت المداخلة الأولى: للأستاذ د. فضل الربيعي ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن، وهي عباره عن ورقة مرجعية للورشة كانت قد وزعت على المتداخلين من سابق، تضمنت هذه المداخلة شرحاً موجزاً لقضية النزوح والهجرات المستمرة إلى مدينة عدن، استعرض فيها مسيرة تاريخ النزوح والهجرة إلى المدينة خلال المراحل التاريخية السابقة، مبينا الأسباب والدوافع التي جعلت من عدن موطن يقصده النازحون والمهاجرون في كل الظروف الطبيعية وظروف الحرب، إذ ادت حركة الهجرة والنزوح المتكرر إلى مدينة عدن إلى جملة من المشاكل البيئية، الاقتصادية، والديمغرافية والأمنية والعمرانية التي أخلت بالنسيج العمراني والحضري للمدينة، وزادت من تباعد التجانس الاجتماعي، وتفاقم مشكلات البطالة، والجريمة، والسكن والخدمات الاجتماعية بصفة عامة. وفي ختام مداخلته قدم عدد من المقترحات العملية الواجب اتخاذها لمواجهة تداعيات النزوح.
اما المداخلة الثانية التي تناولت موضوعات الورشة الرئيسية والمبينة في الأسباب، والأثار، والأبعاد، للبرفسور د. حسن محمود الحديثي أستاذ التنمية والتخطيط المكاني في جامعة عدن. استعرض فيها تفاصيل بينت الثلاثة العناصر المحددة في عنوان الورشة ، برؤية عملية أكاديمية ، حيث لامست مداخلته آساب تدفق النازحين إلى مدينة عدن والمتعلقة بظروف استمرار الحرب بالمناطق والمحافظات التي يسيطر عليها الحوثي منذ أكثر من ثلاث سنوات، فضلاً عن موقع المدينة ( عدن) القريب من مناطق الصراع والحرب في المناطق (الشمالية الغربية) وصلة هؤلاء النازحين بمن سبقوهم من تلك المناطق إلى مدينة عدن في أوقات سابقة، مبينا مخاطر استمرار تدفق النازحين بهذه الطريقة الغير منظمة وبأعداد كبيرة ولاسيما من الفئات الفقيرة والمهمشة في ظل غياب ملحوظ للتعامل الدقيق من قبل المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، الأمر الذي سيخلق عدداً من العادات السلبية على واقع الخزين الإسكاني للمدينة وخدماتها التي لم تكن في الأصل قادرة على تلبية متطلبات سكانها الاصليين.
موضحاَ أن استمرار النزوح يزيد من حجم السكان الطبيعي، ويؤثر على طبيعة النمو الحضري للمدينة الذي تتصدها العشوائية وغياب التخطيط، ذلك النزوح سوف يفاقم من ظاهرة زيادة العشوائية والضغط على الخدمات والطرقات، والبطالة، وتأثيره السلبي على المساحات الزراعية والتلوث البيئي في ظل تخلف مستويات التنمية في المدينة والمناطق المجاورة لها، ولعل اخطرها تدمير معالم المدينة وتحويلها الى ريف متخلف مكتظ بالسكان في ظل غياب الانتماء الاجتماعي للنازحين لمجتمع المدينة، وهذا قد يدفع بعض الافراد إلى ارتكاب بعض الجرائم في الظروف الأمنية الحالية، مشيراً في هذا المداخلة إلى ضرورة استدراك المخاطر المستقبلية التي ستنتج عن هذه الظاهرة ، وهو الأمر الذي يستوجب الوقوف أمامها بجدية لوضع معالجات لها.
في محور أخر، قدم ، د. محمد بن هاوي أستاذ التاريخ القديم بجامعة عدن، مداخلته استعرض فيها إشكالية وتداخلات عملية النزوح إلى مدينة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية لاسيما محافظة حضرموت، أوضح فيها جملة من السلبيات الناتجة عن هذه الظاهرة، كما تبدوا مؤشراتها واضحة في الواقع اليوم ، مبينا مسار توسع وانتشار ظاهرة النزوح في محافظ عدن ومحافظة حضرموت، كما بيّن المخاطر التي سوف تؤدي إلى ارتفاع مستوى الكثافة السكانية وتفاقم مشكلة الخدمات من مياه وكهرباء، وصحة وتعليم… الخ ، في ظل غياب مشاريع تنموية وثقافية، وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار والتجانس الاجتماعي في مناطق النزوح، لاسيما في ظل غياب دور مؤسسات السلطات الادارية والأمنية.
في جانب آخر قدمت د. أسماء ريمي أستاذ التاريخ المشارك في جامعة عدن مداخلتها التي ركزة على الآثار المترتبة على عملية النزوح مثل الاثار الأمنية والاقتصادية، خصوصاً وان اغلب النازحين ينتمون إلى الفئات المهمشين التي قد تستغل لأغراض لا تساعد على الاستقرار الأمني والاقتصادي للمدينة، ولفتت الانتباه لضرورة الإسراع بمعالجة هذه الظاهرة من خلال حصر النازحين ووضعهم في معسكرات خاصة بعيده عن المدينة.
اما في المحور الإعلامي، فقد استعرض الصحفيين ياسر اليافعي واديب السيد ملخصاتهم التي بينوا فيها مدى استغلال أزمة النازحين من قبل بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسب سياسية، بعيدة عن تناولهم جوهر وموضوع مشكلة النازحين ومعاناتهم الحقيقية.
المناقشات التي تم تداولها في الورشة:
بعد عرض المداخلات من قبل المتحدثين الرئيسيين في الورشة قدم عدد من الحاضرون ملاحظاتهم المتعلقة بمحاور الورشة وعنوانها الرئيس، وتعقيباتهم على ما جاءت به الملخصات الورقية والعرض من قبل المشاركين، إذ تبادل الحاضرون الأفكار والتحليلات التي من شانها اغنت واثرت موضوع الورشة من خلال توصيف الظاهرة، واشكالياتها وعواقبها.
واجمالا فقد خرجة الورشة بعدد من الاستخلاصات التي بينت أهم عوامل النزوح وآثارها وملابساتها، ووضع بعض التصورات والمقترحات التي من شانها تساعد على تنظيم حركة تدفق النزوح والحد من المعاناة التي يتعرض لها النازحون والمدن المستضيفة لهم ، وهي كتالي:
أن استمرار النزوح يزيد من حجم السكان الطبيعي، ويؤثر على طبيعية والنمو الحضري للمدينة الذي تتصدها العشوائية وغياب التخطيط، ذلك النزوح سوف يفاقم من ظاهرة زيادة العشوائية والضغط على الخدمات والطرقات، والبطالة، وتأثيره السلبي على المساحات الزراعية والتلوث البيئي في ظل تخلف مستويات التنمية في المدينة.
ان غياب الانتماء الاجتماعي للنازحين لمجتمع المدينة، قد يدفع بعض الافراد من النازحين إلى ارتكاب بعض الجرائم في الظروف الأمنية الحالية ، كل ذلك يضع المجتمع والجهات المعنية والسلطات الرسمية امام ضرورة استدراك المخاطر المستقبلية التي ستنتج عن هذه الظاهرة الأمر الذي يستوجب الوقوف أمامها بجدية ووضع حدا لها، بما فيها التخفيف من معاناة النازحين انفسهم .
كشفت نتائج المناقشات عن أسباب وعوامل النزوح إلى مدينة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى حيث اتضح بان هناك تداخل بين عدد من الأسباب الدافعة لعملية النزوح كالسبب الرئيسي والظاهر للنزوح هو استمرار الصراعات والحروب إذ مثلت الحرب الأخيرة الدائرة باليمن اهم هذه الأسباب التي دفعت بالنازحين صوب مدينة عدن والمدن الجنوبية الأخرى.
مثلت مدينة عدن موقع جاذب لعملية النزوح إليها لأسباب مختلفة منها موقعها القريب إلى المناطق التي تدور فيها الجرب، من ناحية ومن ناحية اخرة يلحظ ان البعض قد استغل هذه الظروف، وتحولوا من حالة نازحين إلى حالة هجرة مستقرة واللحاق بمن سبقهم من المهاجرين من أبناء مناطقهم في زمن سابق وهم من يقدم لهم المساعدات في ذلك.
كشفت حالة النزوح هذه استقلال الوضع الراهن في اليمن المتمثل بعدم حسم قضايا الصراع الرئيسية، وأهمها قضية الجنوب حيث تحاول بعض القوى السياسية ان تستغل هذا الوضع والدفع بأعداد كبيرة من سكان من مناطق النازحين إلى مدينة عدن وبقية المدن الجنوبية الأخرى تحت ذريعة النزوح بسبب الحرب بهدف خلق أوضاع تزيد من ارباك هذه المحافظات وتجعلها غير مستقرة، تتفق مع اجندات هذه القوى التي تقف ضد القضية الجنوبية، واللعب على الرقة الديمغرافية مستقبلا.
ان تدفق النازحين بهذه الصورة إلى مدينة عدن دون شك ستترك اثار سلبية متعددة الجوانب منها العمرانية التخطيطية والبيئية والاقتصادية والأمنية وأهمها ذلك الأثر المتعلق بالسكن العشوائي الملحوظ في احياء متعددة مي مناطق التركيب الداخلي للمدينة، وقد تصبح كثيرا من المساحات عرضة لتطاول البناء العشوائي وهذا سيفاقم من مشكلة النسيج الحضري للمدينة ويتجاوز إلى المناطق الغير مخصصة للسكن وتفقد المدينة طابعها الحضري والجمالي.
تجلت هذه الظاهرة بوضوح في تعدي هؤلاء النازحين على المناطق المخصصة للمياه والحقول المائية في بير ناصر وهي الحقول التي تغدي مدينة عدن بمياه الشرب، وعليه فان استقرار السكان في هذه المنطقة له مخاطر بيئية كبيرة في ثلوث مياه المدينة.
لقد ظهرت بوضوح مؤشرات تأثير النازحين في عدن والمتمثلة في ازدحام الشوارع بالمارة وانتشار الدراجات النارية، وزيادة المتسولين في المدينة، والضوضاء، فضلا عن انتشار الحيوانات (الحمير) التي جلبوها النازحين إلى المدينة والذين يستخدمونها في كل نقل متطلباتهم واحتياجاتهم داخل المدينة، وما لذلك من اثار سلبية على النمط الحضري في المدينة.
يتضح من ان النزوح سوف يؤثر سلبا على اقتصاد المدينة، الذي يعد اقتصادها في واقع الحالي غير متوازي مع حجم السكان الحالي إذ يعاني اقتصاد المدينة من تختلف كبير وغير قادر على تلبية متطلبات حجم السكان الحالي، كم ان واقع البنية التحتية الحضرية لمدينة عدن في واقع حجمها اليوم لا يفي بمتطلبات السكان من تجهيز الماء، الطاقة الكهربائية ووسائل النقل الحضري.
ان تزداد حالات الاختلالات البنيوية في المجتمع خصوصاً بأن الحكومة تعيش في حالة تخبط وعدم الاستقرار السياسي، وان ارتفاع مستوى التبعية السياسي التي تعد أحدي العوامل المتسببة للنزوح إلى المحافظات الجنوبية وخاصة عدن، هذا الامر قد يزيد من عملية عدم استقرار الأمن فيها.
التوصيات والمقترحات” الصادرة عن الورشة:
أجمع المشاركين في الورشة على أهمية ان تتحمل الأحزاب والمنظمات الدولية والسلطات الحكومية مسئولية ومساعدة النازحين وضبط قدرتهم في المناطق او المدن التي نزحوا إليها وأهمها مدينة عدن، ولتحقيق هذا الغرض يستوجب (ضرورة) حصر النازحين عبر استمارات وبيانات واضحة.
ان الطرقة المثلى للتعامل مع ظاهرة (النازحين) تتطلب تحديد أماكن ومخيمات بعيدة عن مركز المدينة، وبهذا الصدد توصي الورشة الجهات المسئولة ذات الصلة بقضية النازحين تقديم الدعم اللازم للنازحين وقيام المعسكرات خاصة بهم، ونطالب كلٍ من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للام المتحدة ومركز الملك سلمان القيام بواجباتهم تجاه ذلك.
يتعرض النازحون لازمات نفسية واشكاليات كبيرة نتيجة الحرب وتزداد معاناتهم، لذلك فأن الورشة توصي الجهات المعنية وفي مقدمتها الحكومة والمنظمات المانحة بضرورة تنظيم وأعداد برامج توعية للنازحين في المخيمات المخصصة لهم للتغلب على هذه الأزمة والمعاناة التي تعرضوا لها نتيجة الحرب والنزوح.
تجهيز واعداد البرامج والوسائل اللازمة لمساعدة هؤلاء النازحين على عودتهم إلى موطنهم الأصلي بعد توقف الحرب.
ضرورة إجراء دراسات معمقة عن النازحين إلى مدينة عدن، ومناطق انتشارهم، وذلك لمعرفة خصائصهم الديمغرافية، وميولهم ومقاصدهم، ومساعدتهم على حل المشاكل التي يعانون منها، وتجنب الآثار السلبية التي قد تنتج عن حركة النزوح.

صاد عن ورشة:
تدفق النازحين إلى مدينة عدن (الأسباب – الآثار- الأبعاد).
15 سبتمبر 2018م

زر الذهاب إلى الأعلى