تقارير وحوارات

تقرير: تحالف بايدن والهند ضد الصين “لن يأتي بلا مقابل”

كريتر نيوز / متابعات

حذرت مجلة “بوليتيكو”، أن التحالف بين واشنطن ونيودلهي، ربما يمثل “مسألة إشكالية” لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لأنها ربما تضطر إلى “غض الطرف” عما وصفته المجلة بـ”تراجع نيودلهي” في سجل حقوق الإنسان والديمقراطية، وهو نهج اعتبره البعض “تكراراً لأخطاء أسلافه”.
وقالت المجلة الأميركية، في تقرير نشرته، الخميس، إن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي وصفته بأنه “الصديق المفضل” للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سيلتقي بايدن الجمعة، مع قادة أستراليا واليابان، حيث تشكل الدول الأربع “التحالف الرباعي” (كواد)، وهي مجموعة يحاول بايدن الارتقاء بها في إطار جهد أوسع لمواجهة نفوذ بكين.
وأوضحت أن جميع أعضاء التحالف الرباعي هم من “الديمقراطيات”، لكن تصنيف الهند تراجع مؤخراً من كونها دولة “حرة” إلى “حرة جزئياً”، وذلك من قبل منظمة “فريدوم هاوس”، التي انتقدت حكومة مودي بسبب العديد من الانتهاكات بما في ذلك “مضايقة الصحافيين والهجمات على غير الهندوس”.

استعداد “لغض الطرف”

وأشارت “بوليتيكو”إلى أن مسؤولي إدارة بايدن “لم يقللوا انتقاداتهم العلنية لمودي إلى الحد الأدنى فحسب، بل إنهم شاركوا أيضاً في التواصل مع حلفائه المعروفين بآرائهم المتطرفة”.
هذه السلوكيات لم تفلح بحسب الصحيفة، في طمأنة مراقبين بشأن مستقبل العلاقات بين واشنطن ونيودلهي، يخشون أنها قد تعد مؤشراً على استعداد أكبر لإدارة بايدن “لغض الطرف عن انتهاكات حكومة مودي” على الرغم من النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة على البلاد.
ولفتت المجلة إلى أن المتحدثين باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لم يقدموا تعليقات على هذه النقطة، كما لم ترد السفارة الهندية على طلبها للتعليق. 
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، لم تذكر المجلة اسمه، إن رفع مستوى التحالف الرباعي، بما في ذلك الهند، سيظل يمثل أولوية للإدارة، إذ يتعلق الأمر بجمع الحلفاء والشركاء معاً في تحالف مرن ومناسب للغرض”.

انتقادات “وراء الكواليس”

في المقابل، يقول مسؤولو إدارة بايدن، إنهم “لا يتجاهلون مشكلات الهند، ولكنهم يرون أنه عندما يتعلق الأمر بدولة مهمة وحيوية من الناحية الجغرافية والاستراتيجية، يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، خصوصاً عندما يكون الهدف متمثل في إبعاد الصين الصاعدة، فإنهم يفضلون توجيه انتقاداتهم وراء الكواليس”، حسب “بوليتيكو”.
وعن استراتيجية إدارة بايدن العامة بشأن حقوق الإنسان، يقول أحد كبار المسؤولين الأميركيين، الذي لم تكشف المجلة عن هويته، إن “التحذير العلني هو المسار المناسب في ظل ظروف معينة، ولكن في ظروف أخرى، يكون التحذير وراء الكواليس هو الأفضل”.
وأبرزت المجلة مخاوف بعض المسؤولين الأميركيين الآخرين من نهج التحذير وراء الكواليس هذا، إذ يقول هؤلاء إن هناك القليل من الأدلة فقط على أن المناخ العام لحقوق الإنسان والديمقراطية في الهند قد بات آخذاً في التحسن.

“تكرار لأخطاء أسلافه”

ونقلت المجلة عن مسؤول أميركي آخر، طلب عدم ذكر اسمه، قوله: “نحن نكرر أخطاء (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما، وترمب المتمثلة في التقرب من الهند ومودي دون مطالبة الأخير بإنهاء ميله نحو الاستبداد والبدء في حماية حقوق الإنسان والحريات الدينية”.
وأضاف: “لقد أعرب ممثلي إدارة بايدن سراً عن مخاوفهم المتعلقة بحقوق الإنسان لنظرائهم الهنود، ولكن لا يبدو أن مودي أو حزبه يغيرون من سلوكياتهم بسبب تلك المحادثات، وما يعقد حسابات الولايات المتحدة هو أن مودي لا يزال يتمتع بشعبية في نيودلهي، ولذلك هناك الكثير من القلق داخل إدارة بايدن بشأن ما يجب فعله”.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يرون أن بايدن “يتبع نفس نهج أسلافه” في التعامل مع الهند، لكنه وفريقه كانوا واضحين في وقت مبكر، أنهم ينظرون إلى نيودلهي على اعتبار أنها “شريك لا يمكن الاستغناء عنه”، بحسب المجلة.

“حصن” ضد الصين

ولفتت المجلة إلى أن مودي كان من بين القادة الأوائل الذين التقى بهم الرئيس الأمريكي الجديد، كما كانت بلاده إحدى محطات أول رحلة خارجية يقوم بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وقالت “بوليتيكو” إنه على الرغم من أن “مسألة بناء حصن” ضد الصين، تعد مصدر قلق كبير لفريق بايدن، فإن هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تدفعه لصداقة نيودلهي، بما في ذلك رغبة الإدارة في قيادة الهند لأزمات تغير المناخ والأوبئة.
وتابعت: “كما يؤثر انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على البلاد على علاقة أميركا بالهند، اللاعب الرئيسي في منطقة جنوب آسيا والتي دائماً ما تشعر بالقلق بشأن تصرفات عدوها اللدود في أفغانستان: باكستان”.
وفي نهاية تقريرها، خلصت “بوليتيكو” إلى أن كل هذا يشير إلى أنه من غير المرجح أن تتراجع إدارة بايدن عن صداقتها مع نيودلهي في أي وقت قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى