دولية

واشنطن تتعهد “بالعمل الدؤوب” لحل الأزمة مع باريس 

كريتر نيوز / متابعات

تعهدت الولايات المتحدة، الخميس، بالانتقال من الأقوال إلى “الأفعال” للتغلب على الأزمة مع فرنسا، ولكنها أقرت في الوقت ذاته، على غرار باريس، بأن الأمر سيستغرق “وقتاً”. 
ونشبت الأزمة بين باريس وواشنطن في 15 سبتمبر، إثر إلغاء أستراليا صفقة مع فرنسا لشراء غواصات بقيمة 66 مليار دولار، من أجل الحصول على غواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية. 
وأتت الصفقة البديلة في إطار تحالف دفاعي جديد بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن، ويشمل توسيع نطاق تقنية الغواصات الأميركية العاملة بالدفع النووي لتشمل أستراليا، إضافة إلى تقنيات الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والقدرات البحرية تحت الماء، ويحمل في طياته تحدياً للصين. 
والخميس، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده تدرك أن المصالحة مع فرنسا “ستستغرق وقتاً وتتطلب عملاً دؤوباً” من جانب واشنطن. 
وقال بلينكن في مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “نحن ندرك أن هذا سيتطلب وقتاً وعملاً دؤوباً، ولن يُترجَم ببياناتٍ فحسب، بل أيضاً بأفعال”. 
وتعهد بلينكن بالعمل على إعادة بناء الثقة مع فرنسا، الحليف الأقدم لأميركا، مشيراً إلى المصالح المشتركة بما في ذلك الحملة الفرنسية ضد تنظيم “داعش”. 
وتحدث الوزير الأميركي مطولاً عن أهمية فرنسا، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي أعلنت فيها واشنطن التحالف مع أستراليا وبريطانيا. 

“البقاء على اتصال وثيق”

وصباح الخميس، عقد وزير الخارجية الأميركي لقاء مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في مقر البعثة الفرنسية بمبنى الأمم المتحدة في نيويورك، استمر قرابة ساعة. وخلاله، أبلغ لودريان بلينكن بأن الخروج من الأزمة يتطلب “وقتاً وأفعالاً”، بحسب بيان لوزارة الخارجية الفرنسية. 
وأضاف البيان أن لودريان “وافق على البقاء على اتصال وثيق مع أنتوني بلينكن” من أجل “استعادة الثقة” بين الطرفين، بدون مزيد من التفاصيل.
وجرى الاجتماع خلف أبواب موصدة وأحيط بأقصى قدر من التكتم، بعيداً من الميكروفونات والكاميرات، ورفضت البعثة الفرنسية التعليق للصحافة على ما دار خلاله. 

“محادثة جيدة”

وكان الوزيران أجريا “محادثة جيدة”، مساء الأربعاء، على هامش اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، عُقد في قاعة مجلس الأمن لبحث الوضع في أفغانستان بعد سيطرة حركة “طالبان” على البلاد. 
والأربعاء، جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن في ختامها الرئيسان “التزامات” لإعادة إرساء الثقة بين بلديهما بعد أزمة الغواصات الأسترالية. 
وفي هذه المكالمة الهاتفية التي طال انتظارها، حاول الرئيسان إيجاد حل لأخطر أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وفرنسا منذ الرفض الفرنسي لحرب العراق عام 2003. 
وقال البيت الأبيض وقصر الإليزيه، في بيان مشترك، إن إجراء “مشاورات مفتوحة بين الحلفاء بشأن القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة إلى فرنسا والشركاء الأوروبيين، كان من شأنه تفادي هذا الوضع”. 
وأضاف البيان أن “الرئيس بايدن أعرب عن التزامه الدائم بهذا الصدد”، مشيراً إلى أن الرئيسين “قررا إطلاق عملية تشاور معمّق تهدف إلى تأمين الظروف التي تضمن الثقة واقتراح تدابير ملموسة لتحقيق الأهداف المشتركة”.
وبعد هذا التفاهم، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي قرر إعادة سفيره إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. 

زر الذهاب إلى الأعلى