مقالات وآراء

رمضانيات.. الكذب على الله ورسوله

كتب: طلال محمد عبدالملك

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا ونبينا محمد عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم وبعد: إن من أكبر الكبائر الكذب على الله تعالى في دينه وانشاء أحكام لم يأت الله بها من سلطان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .

وذلك أيها الإخوة لعظمة الضرر الذي يعود على عوام المسلمين، وأردنا أن نتكلم في هذا المقال القصير عن مسألة بسببها نشأت الكثير من هذه الأخطاء والكثير من الأحكام الطائشة ألا وهي مسألة #تطور_اللفظ _بالدلالة ، وهي مسألة معروفة فقهيا ولكن نبسطها للقارى قدر ما يسر الله ليفهمها العوام ولتعم الفائدة.

ومثال ذلك قول الله تعالى: وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ. فمنى كلمة سيارة في هذا الزمن هي العربة ذات المحرك والأربعة اطارات، ولكن في الزمن الأول وكما جاء في القرءان الكريم من سورة يوسف كان معنى السيارة هي القافلة من الجمال يرافقها المسافرون ورحالهم وجعل الفقهاء لمن في القافلة عددا معينا ، فهذا أبسط مثل عن تطور اللفظ بالدلالة، فلا يمكن لعاقل اطلاق حكم ومعنى سيارة في الزمن الأول وكما جاء في القرءان في واقعنا اليوم بلفظ بحجه تشابه الألفاظ لينشىء حكما منه فهكذا يكون الجهل المركب ، كذا تفصيل التصوير، وكثير من الآيات التي يفسرها العوام من هوى أنفسهم بهذه المنهجية الباطلة والبعيدة عن الصواب.

فمثلا: بعض العوام يرى شخص ينم ويوقع بين شخصين فيأتي لينصحه فيقرأ عليه قول الله تعالى: وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ .! وهو بهذا يكون قد أخرج الآية عن سياقها واستخدمها في غير مكانها لأ الآية تتحدث عن الفتنة في الدين أي الكفر وليرجع لسبب نزول الآية وبيان تفصيلها عند أئمة التفسير فليس هذا حديثنا وما هذا إلا مثال لا يقف عنده المقال. فتغيرت معاني كثير من الأحاديث واستخدمت الآيات للاستدلال بها بغير الوجه المشروع الصحيح وذلك بسبب قلة فهم باللغة العربية وبهذا الأصل وعدم دراية بمسألة تطور اللفظ بالدلالة.

فالقرءان أنزل باللغة العربية لغة البيان والتعبير والبلاغة، وهي لغة مفرداتها تحمل أكثر من معنى في الغالب وكذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عربي مبين فهو أفصح الناس لسان وأبلغهم قولا، فلا ينبغي التسرع في اطلاق الأحكام وفقا للأفهام الخاص وإنما ينبغي التثبت والعودة لأهل العلم ومنهجيتهم في الاستدلال وذلك اتباعا لقول الله تعالى: ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ… وقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

وفي الختام ننبه ونذكر القارئين وأنفسنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: أجرئكم على الفتية أجرئكم على النار. والحمد لله الذي وفقنا للخير ونشره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زر الذهاب إلى الأعلى