مقالات وآراء

الأول من سبتمبر عيد الجيش الجنوبي.

بقلم:

عبدالحكيم الدهشلي.

يحتفل منتسبي الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر من كل عام بعيدهم الغالي على قلوبهم.
ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٧١ تم تأسيس أول وحدات عسكرية نظامية في الجيش الجنوبي واتخذ من ذلك التاريخ عيد رسمي للجيش الجنوبي.
ومنذ ذلك التاريخ وأبناء القوات المسلحة الجنوبية كانوا يحتفلون بهذا التاريخ رسمياً في كل عام بعروض عسكرية رسمية وحفل تخرج الدفع العسكرية من الكليات المختلفة والمعاهد والمدارس العسكرية الجنوبية، وتمنح فيه الترقيات الاستحقاقية لمختلف الدفع بما فيهم خريجي الخارج الذين تعتمد ترقياتهم منذ الاول من سبتمبر من عام تخرجهم، وكذا تمنح علاوات الخدمة السنوية لجميع منتسبي الجيش، وميداليات الخدمة العسكرية ما بعد عشرات سنوات، ميدالية خدمة عشر سنوات، و١٥ سنة، و٢٠ سنة وووالخ وكذا ميداليات التفوق القتالي للوحدات العسكرية المبرزة، وللضباط والأفراد المبرزين والمتفوقين في تأدية مهامهم وواجباتهم الوطنية.
ولكن بعد عام النكبة والكارثة التي حلت على الجنوب وشعبه في عام ٩٠ لم يتم الغاء الاحتفال بهذا اليوم فحسب بل بدأ تدمير المؤسستين العسكرية والأمنية الجنوبيتين واستهداف منتسبيهما بالتصفيات الجسدية والمضايقات والحرمان من حقوقهم المختلفة،كتهيئة لغزو الجنوب في ٩٤ م التي تم بعدها تدميرهما كاملاً وإبعاد منتسبيهما من أعمالهم وتهميشهم وحرمانهم من كافة حقوقهم، وهو الأمر الذي دفع بهم للقيام بإنشاء الجمعيات العسكرية لتنظيم صفوفهم للقيام بالثورة السلمية في 200‪7 والتي كانت انطلاقة شرارة الثورة الجنوبية التي لازالت مستمرة حتى اللحظة، ولن تنطف جذوتها الا بتحقيق هدفها المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية على كامل ترابها الوطني.
ورغم دورهم هذا، وكذا الدور العظيم الذي لعبه هؤلاء الابطال في المرحلة المسلحة الا انه وللأسف نفس الاستهداف والإقصاء والتهميش مستمر من قبل عصابات الاحتلال المسماة بالشرعية وداعميها ليظل الحرمان والاستهتاربمكانتهم وبحقوقهم وقدراتهم مستمر حتى في أصعب الظروف والأوضاع التي تتطلب مشاركتهم، وذلك لسبب تمسكهم بعقيدتهم الوطنية والعسكرية الجنوبية، وتم الاستعانة بالمواطنين كبديل لهذه الكفاءات الوطنية لقيادة الجبهات القتالية والوحدات العسكرية، وهو الأمر الذي ادئ إلى فقداننا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى بطرق عبثية نتيجة تقصير وأخطاء القادة المدنيين في إدارة المعارك.
ورغم هذا التعسف والابعاد القسري المتواصل لهم، الا أن أولئك الابطال ثابتون على مبادئهم الوطنية ويحتفلون بعيدهم بطرقهم الخاصة رغم أبعادهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم بما فيها الرواتب.
تحية لأولئك الابطال في عيدهم هذا ونسأل الله أن يعيده علينا وعليهم وعلى شعبنا الجنوبي العظيم ووطننا الحبيب حر مستقل يمتلك مؤسسة عسكرية عالية الكفاءة والإمكانات العسكرية المتطورة.
عبدالحكيم الدهشلي
الأول من سبتمبر 2021م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى