مقالات وآراء

ثورة أكتوبر والجزئية القاتلة «اليمننة»

كتب / د. طارق بن دحمان

لاشك إن ثورة 14 أكتوبر 1963 ،ثورة شعب وكفاح مسلح دام أربع سنوات خاض فيه الشعب نضالا عنيدا على المستعمر البريطاني، توج بالاستقلال الوطني الأول في 30 نوفمبر 1967.

ولكن في ظل المد القومي التحرري قادت الثورة التنظيمات القومية واليسارية وخاصة جبهتي التحرير والقومية لتحرير
(جنوب اليمن ) المحتل.

وبالنتيجة اتجهت بوصلة الثورة في إتجاه اليمن واليمننة، وابتعدت عن محيطها الفكري والجغرافي (هوية وأرض الجنوب العربي) ، وأمتدت الى اليمن، وأرادت تحرير عمان وأثيوبيا ونيكارجوا ضمن
الامتداد القومي والأممي للنظام
آنذاك.

ولكن الجزئية القاتلة هنا هي(اليمننة) التي انتهجتها الثورة الى الاستقلال ، وقيام
جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ثم فيما بعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

وتم غسيل الدماغ وترسيخ الفكر
اليمني في عقول الناشئة والشباب من أبناء الجنوب العربي، وأمتد فكر اليمننة بتأسيس الحزب الاشتراكي اليمني عام1979 ، وتوحيده مع فرعه في اليمن(حزب الوحدة الشعبية)، وتوغل الفكر اليمني.داخل أروقة النظام ومؤسساته والمجتمع ، وكل مناحي الحياة، وبالنتيجة الذهاب الى الوحدة اليمنية، كهدف استراتيجي للحزب
الاشتراكي اليمني، والذي كان شعاره (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية) وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق
الوحدة اليمنية).

وبناء على ماتقدم، علينا تصحيح
هذه الجزئية القاتلة التي أضرت
بالثورة وبالجنوب العربي، بإعتبارها ثورة تحرير شعب من الاحتلال البريطاني، وعودة الثورة الى حضن أبناءها ، أبناء الجنوب العربي، ونفض غبار اليمننة
منها.

14 أكتور ثورة تتجدد

أ.د.طارق بن دحمان
باحث وأكاديمي

زر الذهاب إلى الأعلى