مقالات وآراء

الشباب هم القوة الخلاقة

كتب/هيثم سعيد بن سبعة

إن الشباب هم القوة الخلاقة والمبدعة لتغيير المجتمع نحو الأفضل، على إعتبار أن لدى الشباب طاقات قادرة على البذل والعطاء، فالشباب هم طاقة الثورة في أي زمان ومكان من العالم وعليهم الإستفادة من خبرات القدامى المخلصين الذين يتمتعون بقدرٍ كافٍ من العلم والمعارف العلمية التي تكشف للإنسان عما في الكون هذا من خيرٍ وحقٍ وجمال، ذلك إن الطاقات التي يختزنها الشباب والتي يجب أن تفجر في خدمة المجتمع والإنتقال بحياة الناس إلى مستوى أفضل؛ستظل راكدة أو نائمة بدون الإستفادة من خبرات القدامى؛ كما أن خبرات القدامى تظل ميتة بدون الإستفادة من طاقات الشباب وهنا ينبغي التأكيد على ضرورة وأهمية الموائمة بين طاقات الشباب وخبرات القدامى لتسير الأمور سيراً حسناً نحو غاياتها المرجوة. وبالمقابل فإن الشاب هم القوة التي يمكن أن تتربى و تتأثرفكراً وسلوكاً بما يتلائم مع نهج هذا المجتمع أو ذاك وهذا يتوجب على من هم من ذوي المعرفة والنباهة، أن يوجهوا الشباب بالإتجاه الصحيح
والعناية بتربيتهم تربيةً صالحة تجعل منهم بُناةٌ اكفياء لإن المستقبل هو ملكاً للشباب وكيف مايكون تعاملنا في الحاضر مع هذه الفئة العمرية التي تشكل بالنسبةِ للجنوب نسبة أكثر من ٥٠٪ من إجمالي عدد السكان، يكون مستقبلنا.
إنهُ لزاماً على المعلمين والمربين ورجال الدين، أن يلقنوا الأجيال الصاعدة فوائد الرحمة ومخافة الله بجانب فوائد الكهرباء حتى لا تكون التربية والتعليم أحادية الجانب، وإن يشرحوا لهم منافع النفس وطيب الأخلاق بجانب منافع الطاقة وسائر المواد الحية الأخرى، حتى يتم بناء الشخصية المكتملة من جميع الجوانب، إن التربية والتعليم هما اسلوبان أساسيان لتكوين الشخصية المتسلحة بالعلم في كل مناحي الحياة العامة والخاصة يتحققان هذان الاسلوبان عبر منظومة مختلف قنوات المجتمع التعليمية : الأسرة، المدرسة، المعاهد المهنية والثانوية التخصصية والعُلياء.. إن المضمون الأساسي للتربية والتعليم هو تكوين القدرات والمؤهلات الإجتماعية، ففي مجرى التعليم يحصل الناس على المعارف فيتسع افقهم المعرفي ويغدو بوسعهم الإنطلاق في الواقع المحيط والإسهام بفاعلية أكبر في مختلف ميادين الحياة العامة. فإذا كان التعليم العام يوفر المؤهلات اللازمة لتكوين الشخصية فإن التعليم المتخصص يعد الإنسان للونٍ خاص من العمل ونظراً للثورة العلمية التكنولوجية والتقدم السريع لبنية المعارف فإنها تتطور أشكال شتى من التعليم المتخصص المستمر، معاهد مهنية دورات رفع الكفاءة وإعادة التأهيل، وتتميز التربية عن التعليم بإنها لا تكون لدى الأجيال القدرة على القيام بهذا العمل اوذاك بل تنمي لديهم الخصال الباطنية العميقة مثل القيم والمبادئ الأخلاقية والقناعات والنزعات والبواعث وسمات الطبع؛ ولكم أن تلقون نظرةً فاحصةً وواعية واقعية لمخرجات التعليم في الجنوب خاصة؛ لإن نظام الإحتلال الشمالي للجنوب قد جعل التجهيل اتجاهاً مركزياً لنشاطة وشجع ظاهرة الغش وعدم إعطاء المعلم مايستحقه من الحقوق المشروعة التي تساعدهُ على الإبداع والابتكار وتنقيح المعلومات إلى اذهان التلاميذ والطلاب بشكل أفضل، واصبح المعلم يعاني من ضراوة غلاء الأسعار وتدهور العملة والضائقة الإقتصادية؛ وعلى الرغم من كل المعاناة للمعلمين والمعلمات إلأ إن ادراكهم العميق والثابت لأهداف الإحتلال التدميرية جعلهم وبحكم إنهم يتعاملون مع أبنائهم يجتازون العقبات والصعوبات وفعلاً يؤدون رسالةً ثقافيةً تاريخية وهي رسالة التغيير نحو الجديد الإجتماعي المتطور مهما بلغت الصعوبات والعراقيل واصبح رجال المال والأعمال والمغتربين وأهل الخير في الجنوب والشباب يقومون ببناء المدارس وشق الطرقات وترميم وبناء المستشفيات ادراكاً منهم بإننا نعيش ليس وضع إللأ دولة وحسب بل إن العصابات الإرهابية لحكومة إللأ شرعية أصبحت تنهب ثروات الجنوب المختلفة وتحارب شعبنا في الخدمات والمرتبات وتجهيل المجتمع.
لأ تفوتنا هنا الإشادة بدور شباب يهر في بناء السكن الجامعي لأبناء يافع في محافظة عدن ليتمكن الشباب من مواصلة تعليمهم. وهنا ندعو كل المخلصين إلى ضرورة الإهتمام بالشباب وتوجيههم الوجهة السليمة لإن الشباب هم القوة التي يمكن أن تتربى و تتأثرفكراً وسلوكاً بما يتلائم مع نهج هذا المجتمع أو ذاك وحتى لأ ينحو الشباب منحى آخر فالعدو يراهن على ذلك ويعمل جاهداً على نشر المخدرات بين أوساط الشباب ويدعم كل الأساليب التي من شأنها أن تعمل على تسطيح العقول وقتل الأفكار الناضجة والواعية.

زر الذهاب إلى الأعلى