مقالات وآراء

دروس من لقاء “الوطاة “…ما العمل !!!؟

كتب/صالح علي الدويل

نجاح لقاء ” الوطاه ” كان في توافد القبائل من اسابيع اما ماجرى امس فهو تتويج لتلك الوفود لكن بسبب نجاح اللقاء تحاول ردة الفعل الاعلامية لاعدائه تفكيك نجاحه وامتصاصه اما ببعث خطاب مناطقي او ان الزمن والوعي المجتمعي تغير او ان شخصيات غابت او بتحويل بعض تفاصيله الى الغام ضد المشروع الجنوبي وتوظيفه ضده

لم يدعُ الانتقالي للقاء “الوطاة” حتى يصاب بخيبة امل كما تمنوا ؛بل ؛ دعا للمشاركة فيه ، اللقاء فعالية مجتمعية قبلية وليست انتقالية والدعوة ماجاءت باسم المؤتمر الشعبي العام حتى تكون محسوبة عليه فتكون حملة اعدائه مقبولة بانه سيحمل القضية الى باب اليمن بل جاءت باسم قبلي وعرفه العالم والاقليم بانه لقاء قبلي وكلنا يعرف ان الشخصيات القبلية النوعية المؤثرة في اليمن تحتاجها الاحزاب اكثر مما تحتاج هي الاحزاب حتى تكون ادوات تنظيمية لها

القبيلة بلا علم لان داخلها اعلام متنوعه لكن اللقاء جاء تتويج لحراك مجتمعي ايضا بلا علم وليس حراك انتقالي ، حراك مجتمعي تجمعه والانتقالي قواسم مشتركة ترفض الوضع الراهن بكل مايعتمل فيه وتكشف قبحه وتفنّد اكاذيبه تسعى لازالته ، هذه القواسم لابد من العمل معها او تركها وكان خيار الانتقالي العمل فيها ومعها

الهدف من اللقاء ليس بعث رسالة من الانتقالي بل رسالة من حراك مجتمعي وقبلي موازي للانتقالي ويتفق معه اما رسائل الانتقالي فقد ابلغها للعالم والاقليم قمع مليشيات التمكين الاخواني للفعاليات السلمية واقتحام ساحاتها عدا انتهاكات موثقة خلال العامين باكثر من(1200) حالة انتهاك :مابين عملية اغتيال وإصابة،واعتقال تعسفي وتعذيب ، وانتهاكات ضد الإعلاميين ،واطفال تم اعتقالهم ، وقرى قصفت بالمدفعية ، ومنازل تم مداهمتها، وجنود نخبة اعتقلوا ، قرارات إقصاء وظيفي…الخ

لما احتل عفاش الجنوب اداره بالاشتراكيين الذين انظموا لمؤتمره وبموجب المنطق السياسي فان اي جنوبي مهما كان انتماؤه فالمعيار بينه وبين الانتقالي وثائق الانتقالي فان توافق معها فهو جزء من مشروعها سواء كان مؤتمري ناصري بعثي رابطي اشتراكي اخواني سلفي ..الخ وعلينا قبوله مثلما تقبّلنا التحاق حراكيين بركب اليمننة منهم رموز كبيرة ومنهم شعراء ظلت قصائدهم معلقات رددتها الجماهير في ساحاتها ثم نكصوا

فهل نكصت القضية بنكوصهم ؟ طبعا ، لا ،

وعليه فان اي جنوبي من تلك الاحزاب او من اي فئة قبلية او مجتمعية سيلتحق بركب مشروع الاستقلال فهو جزء منه فما جدوى ان نجعل حزبية اي جنوبي مع اليمننة لعنة تطارده وتمنعه ان يلتحق بالجنوب !!!؟ ولمصلحة من !!؟

لكن في الاتجاه الاخر ستظل قوى نخبوية جنوبية لا نستطيع ان نمنعها فان اعتزلناها فهل ذلك لمصلحة مشروعنا فالمقاطعة ستعزلنا عن سياق المجتمع وعلينا ان نعي اننا لسنا في زمن ثورات وطنية واحزابها كانت لها قوى ترعاها وتدعمها ؛ بل ؛ في سياق صراعات حرب تيارات اسلامية وكيف يمكن لنا ان نصل بمشروعنا الى افاقه عبر تلك الصراعات لذا فمن الضرورة انن نخترق تلك القوى النخبوية ونجعلها منبرا ورافد لمشروعنا لان لها اتباع ومصالح وعلاقات تجمعنا واياها قواسم مشتركة على قاعدة “عدو عدوي حليفي” يجب ان نخترقها لصالحنا ما لم سيخترقها اعدؤنا لصالحهم فلا نلزمهم بكل رموز وتفاصيل مشروعنا وشعاراته وشاراته بل نوسع بقدر الامكان تلك القواسم معهم ونمتلك ادوات تحليل لقوى المرحلة ومن الاشد عداوة على مشروعنا فنتفق عليه والاقل ضررا عليها فنحالفه فثوابت قضيتنا لن ينال منها احد وفي العمل السياسي يكون العمل بمناورة ومكايدة ودهاء تسلب خصمنا حجته السياسية

زر الذهاب إلى الأعلى