مقالات وآراء

التاريخ يعيد نفسه.. يريدون من شعب الجنوب أن يحرر اليمن الشقيق.

كتب /

نايف المدوري

لقد شكلت ثورة 26 سبتمبر عبئا كبيرا على شعب الجنوب العربي ، فما كان لها أن تنجح لولاء تقاطر القبائل الجنوبية لفك الحصار عن صنعاء ، والذي عرف بحصار سبعين يوم .

هذا التقاطر لا يعني أن القبائل اليمنية كانت تعاني من المخزون البشري قلة في الرجال ، ولكن عوامل أخرى اضعفتها وجعلتها غثاء كغثاء السيل لا فائدة فيها ، أبرزها الجهل ، والمرض ، والتخلف ، والحرية التي لم يتشربها بعد رجال القبائل اليمنية ، وهذا ما أكده محسن العيني أول وزير خارجية لليمن الشقيق في حديثه لإحدى القنوات اليمنية قبل وفاته عن نظرة الشعب اليمني للإمام بالقول : كان الشعب اليمني ينظر إلى الأمام يحيى نظرة القداسة المطلقة ، ولم يكن مستعدا أن يعيش يوما واحدا بدون الإمام يحيى ، وكان يتقبل الشعب فكرة أن تغيب عنه الشمس تماما ، ولا يتقبل أن يغيب عنه الإمام .

لكن الغريب بعد نجاح ثورة 26 سبتمبر طل علينا الأفاكون ، والمتمشدقون ، وحاملو المباخر ، يحدثوننا عن ثورة 26 سبتمبر والادعاء ظلما وجورا بأنها الأم ، وما قدمته للجنوب العربي في تعسف واضح وفاضح للأحداث وللتاريخ ، فكيف لثورة عمياء كسحاء أن تقدم خيرها للآخرين ، وما كان لها أن تنتقل إلى الضفة الأخرى ، ضفة الحرية إلا بسواعد وعزيمة الرجال القادمين من ورآء الحدود من الأراضي الجنوبية .

التاريخ يعيد نفسه مجددا من يريد أن ينظر إلى الأحداث التي حدثت في ستينيات القرن الماضي ، يشاهد ما يجري اليوم على الساحة اليمنية والجنوبية أبناء الجنوب العربي يقاتلون في الساحل الغربي ، والحد الجنوبي في صعدة ، ومأرب بينما أبناء اليمن الشقيق يتنافسون على النزوح إلى الجنوب العربي إلى لحج ، وعدن ، وأبين ، وشبوة ، وحضرموت ، والمهرة للبحث عن العمل في الأراضي المحررة ، وكأن أرضهم لا تعنيهم ، وعملية تحريرها ليس في سلم أولوياتهم .

الجانب الآخر بربكم هل شاهدتم قوة عسكرية قدمت من اليمن الشقيق تقاتل مع أبناء الجنوب العربي لتحرير الأراضي الجنوبية ، لا وألف لا ما شاهدناهم إلا عزاة بغاة .

ومع ذلك إذا افترضنا أن اليمن تحررت كما تحرر الجنوب العربي سيطل علينا محسن خصروف يحدثنا عن الجيش الوطني والنواة الأولى لتأسيسه المتمثلة في محمد المقدشي ، وصغير بن عزيز ، وقوات طارق عفاش المشتركة ، وآخرين دون حياء أو خجل يكذبون ثم يكذبون ثم يصدقون أنفسهم .

اليوم رجال الرجال أبناء الجنوب العربي يتقدمون الصفوف لتحرير محافظة الحديدة اليمنية ، وخلال يومين سقط ٢٤ شهيد ، ومئات الجرحى من أبناء الجنوب في أرض غير أرضهم ، بينما قوات طارق عفاش يتطاحنون على موخرة الجيش ، وعلي محسن الأحمر ، ومحمد المقدشي يرسلون التعزيزات إلى محافظة شبوة الجنوبية لقتال شعب الجنوب ، والمثل يقول : من خدعني مرة واحدة الله لا رحمه ، ومن خدعني مرتين الله يرحمه ، ويغفر له ، لأنني ما تعلمت من اخطائي السابقة .

زر الذهاب إلى الأعلى