الرئيسيةتقارير وحوارات

قبيل استهداف القوة السعودية الخاصة في العسكرية اليمنية الأولى بحضرموت .. «نوايا مبيتة وتحريض مسبق» ماالذي حدث بالضبط في سيئون؟

كريترنيوز / تقرير

المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون محافظة حضرموت يراها خبراء عسكريون ترسانة عسكرية يمنية “متحوثة” قابلة للانفجار وقلب الطاولة لصالح الحوثي والتنظيمات الإرهابية في أية لحظة، وتشكل خطرًا حقيقيًا على محافظة حضرموت الغنية بالنفط وعلى قوات التحالف العربي وعلى الجنوب بشكل عام، ومع كل مناسبة تتصاعد أصوات الجنوبيين عامة والحضارم خاصة محذرين من شرها ومطالبين بضرورة تسليم مواقعها لقوات النخبة الحضرمية وتسليم الملف الأمني بالمحافظة بشكل عام لأبناء المحافظة، فأهل مكة أدرى بشعابها حد وصفهم.

 

 

 

ولقد لاقى الحادث الغادر الذي استهدف جنودا وضباطا سعوديين بالمنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون محافظة حضرموت مساء يوم الجمعة 8 نوفمبر 2024م إدانات واستنكارًا واسعًا داخليا وخارجيا ومعه تجددت الأصوات المنادية بضرورة إخراج عناصر المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت وتسليم الملف الأمني لأبناء المحافظة..

 

 

 

أصيب الشارع الجنوبي بصدمة، ودارت تساؤلات لمحللين سياسيين وعسكريين على خلفية حادث الاغتيال تمحورت بين النوايا الخبيثة المبيتة والتحريض الإعلامي الإخونجي المسبق و الاختراق الأمني والحادث العرضي.

 

مالذي حدث بالضبط، أعدت سمانيوز تقريرًا صحفياً بهذا الخصوص وخرجت بالآتي ؛

 

 

 

جنود اللواء 135 منقسمين بين الحوثي والاخوان :

 

 

 

العميد خالد النسي يرى في منشور إعلامي أن العمل الإرهابي الذي قام به أحد منتسبي اللواء ١٣٥ واستهدف الجنود السعوديين لا يتحمل مسؤوليته هو فقط ، بل تتحمله قيادة اللواء بصورة مباشرة وقيادة المنطقة بشكل عام، وتابع اللواء النسي حديثه قائلاً : أنا كنت من منتسبي اللواء ١٣٥ مشاة المتمركز حالياً في سيئون وأعرف تركيبته الخاطئة حيث أن قادته وأكثر ضباطه من منطقة واحدة وهم غير مؤهلين وأكثر من ٩٠٪ من جنوده من “محافظتي حجة وعمران” اليمنيتين ومنقسمين في ولاءاتهم بين الإخوان والحوثيين ، وأصبح اللواء عبارة عن غطاء ووكر للجماعات الإرهابية وساهم بشكل كبير في تهريب الأسلحة والوقود إلى الحوثيين إلى جانب تهريب المخدرات والأسلحة للقاعدة في محافظات الجنوب.

 

وأضاف النسي : سبق لجنود هذا اللواء أن اغتالوا الطفل صديق صالح قاسم الردفاني وهو عائد في حافلة ركاب من حوطة لحج إلى الحبيلين برفقة شقيقه الأصغر ، وذلك عندما كان اللواء يتمركز في منطقة الملاح في ردفان وحتى اليوم لم يتم تسليم القاتل لأن اللواء عبارة عن مجموعة من القتلة ، وعندما ينفذ أحدهم عملية إرهابية يختفي بتواطؤ من جميع منتسبي اللواء.

 

 

 

التخادم بين الشرعية اليمنية والحوثيين سبّب اختراقا أمنيا :

 

 

 

ويعتقد القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ هشام الجاروني خلال حديثه لسمانيوز أن ماحدث كان نتيجة التحريض المستمر واتهام التحالف العربي بدعم أطراف على حساب الشرعية هذا من جانب ومن جانب آخر هناك التخادم بين الشرعية اليمنية والحوثيين أدى إلى حدوث اختراق أمني ، وهذا واضح جدًا من انضمام قيادات كبيرة مع الحوثيين ، ونتذكر ماحدث مع وزير الدفاع الأسبق المقدشي وغيرهم كثيرين من قيادات عسكرية وسياسية ودينية وقبلية، هذا بالإضافة إلى وجود عناصر كثيرة ضمن قوام القوات التابعة لما يسمى بالشرعية وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالحوثيين قبليا وطائفيا حد قوله.

 

وأضاف : كما اعتقد أيضاً أن ماحدث كان نتيجة لكل ذلك رغم أني لا أستطيع أن أؤكد أنه نفد بمؤامرة ، لكنه جاء نتيجة ذلك التحريض الذي خلق كل هذة التداعيات.

 

 

 

وقال : وهنا أشير “للإخوان المسلمين” بالذات لأنهم الطرف المتسيد داخل الشرعية اليمنية شاهدنا الكثير من القيادات التي تمارس دوراً مزدوجاً في الصراع مع الحوثيين وأولهم نائب الرئيس الأسبق علي الاحمر الذي تسربت وثائق تثبت أنه كان يتحصل على أكثر من 4 مليون دولار مقابل سماحه بعمليات تهريب متنوعة من عُمان إلى الحوثيين طوال 6 سنوات الماضية.

 

 

 

وأكد الجاروني أن ماحدث أكيد مؤلم وسيؤثر على العلاقة بين قوات التحالف وقيادة المنطقة العسكرية الأولى، مضيفاً بأن مقتل اثنين من ضباط التحالف وإصابة 3 آخرين تشكل سابقة خطيرة في العلاقة بين قوات الشرعية وقوات التحالف وشاهدنا كم الفرح الذي ضجت به مواقع الإخوان ، وكأنها مواقع تتبع الحوثي وليس الشرعية وهذا يؤكد أن ماحدث ليس عملا جنائيا ، بل هو ردة فعل سياسية تجاه دور التحالف في الصراع الدائر ورفض أحد أطراف هذا الصراع تحديداً (الإخوان) للدور السعودي في الحرب، حد وصفه.

 

 

 

هناك مخطط مسبق أدى إلى نجاح العملية :

 

 

 

كما تحدث لسمانيوز الأستاذ علي الجوهري الذي يرى من وجهة نظره أن هناك مخططًا محكمًا مسبق أدى إلى نجاح العملية، مضيفاً بأنه لا يمكن أن يكون عملًا فرديًا أو عرضيًا خصوصًا بعد إعلان الحوثيين أنهم هم من يقف خلف العملية، أي لم يكن المنفد لوحده منفردا بل أن هناك خلية من وراه ساعدته في إنجاح مهمته وفي تهريبه من محافظة حضرموت حتى أوصلته إلى أسرته بمحافظة عمران اليمنية، والكل يعرف أن أي عملية اغتيال يخطط لها قبل التنفيد بفترة طويلة ، وتطرح كل الاحتمالات من أجل ضمان نجاحها وهذا ما لاحظناه في تلك العملية.

 

 

 

خيانة صنعاء للحلفاء ليست وليدة الساعة بل تاريخية :

 

 

 

وكان القيادي بانتقالي العاصمة عدن الأستاذ فيصل النجار مسك ختام تقريرنا متحدثاً لسمانيوز حيث أشار إلى أن خيانة صنعاء للحلفاء ليست وليدة الساعة بل متأصلة تاريخية.

 

وأضاف متعجبا : عشر سنوات مرت ولم يكتشف التحالف من الشريك الوفي من الخائن بالميدان.

 

وتابع قائلاً : ذاكرة أهل الجنوب ليست مثقوبة فأهل الشمال غدروا بالجميع على مرّ التاريخ ، خانوا مصر وقتلوا آلاف الثوار بعهد الثورة وخانوا الجنوب بعهد الوحدة والآن يخونوا التحالف العربي جهاراً نه‍اراً ، هل سأل التحالف عن سر بقاء المنطقة العسكرية الأولى في سيئون بمعسكر وموقع واحد منذ العام 94م حتى اليوم؟ (30 عاماً).

 

 

 

أسُندت للمنطقة الأولى مهمة خنق حضرموت وصون مصالح الفاسدين ، ونه‍ب الثروات بالقوة فـضباط وجنود المنطقة العسكرية الأولى 90 % من قبائل شمالية تنفذ مهام مزدوجة بالسر مابين جيش الشرعية وحزب الإخوان من جهة وتتخادم مع الإرهاب والحوثي من جهة أخرى، حد وصف الأستاذ فيصل مضيفاً؛

 

بالأمس عرف التحالف العربي كم كان مخدوعاً فيهم وكم أكرمهم بالمال والعتاد رغم تحذير قيادة المجلس الانتقالي وقيادات قبلية جنوبية بحضرموت للتحالف أن المنطقة الأولى ولاؤها للحوثي وتتخادم مع الإخوان والإرهاب وهي من تؤمن لهم منافذ تهريب الأسلحة والمسيرات من مصدرها إلى صنعاء، ونستغرب كيف اختفى قرار اتفاق الرياض بخروج قوات المنطقة الأولى من وادي سيئون إلى مأرب؟ لماذا لم ينفذ؟

 

لقد بانت على حقيقتها أمام التحالف العربي ، وبأنها مجرد خنجر مسموم في ظهره، فهل يتخذ قرارًا شجاعًا ضدها؟ وختم فيصل حديثه قائلا :

 

ماكان واجب أن يَمُر هذا الفعل الجبان دون عقاب، وتوقعنا أن قرارات شجاعة ينتج عنها إخراج عناصر المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت وتسليم مواقعها لقوات النخبة الحضرمية لتقوم بمهام حماية الوادي والصحراء على أقل تقدير.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

جميع المعطيات تؤكد أن الحادث كان مدبرًا ومدروسا تم التخطيط المسبق له لاسيما أن اللواء الذي وقعت فيه الجريمة يبعد عن المدينة وتحيط به مساحات صحراوية مكشوفة شاسعة ولن يستطيع الجاني الهروب إطلاقاً .. ولكنه هرب!.

Back to top button