الرئيسيةتقارير وحوارات

الثقب الأسود الذي لم يُحل.. الصيف يشتد ووضع كهرباء العاصمة عدن لا يطمئن

كريترنيوز/ تقرير

يشكو مواطنون محليون بالعاصمة عدن من انهيار تدريجي لإمدادات التيار الكهربائي، تزامناً مع دخول فصل الصيف. وتوقع البعض تفاقم الوضع في الأيام المقبلة، مبدين تخوفهم من تحوله إلى أزمة تدفع بالمواطنين للخروج إلى الشوارع.
وتعد أزمة الكهرباء من أخطر الأزمات التي يواجهها الجنوب في ظل حرب الخدمات المستمرة.

وأفاد الأهالي بأن الانهيار في كهرباء العاصمة عدن بدأ عقب إجازة عيد الفطر المبارك. انطفاءات تدوم لأكثر من 7 ساعات مقابل تشغيل لا يتعدى الساعتين، انعكست سلباً على جميع مناحي الحياة في المنازل والمحلات التجارية والورش والمصانع والمستشفيات، وغيرها من سبل الحياة اليومية.

معاناة أضيفت إلى جانب الأزمات الاقتصادية المتفاقمة الناجمة عن الانهيار المرعب للريال اليمني، وكذا توقف العملية التعليمية وتدني خدمة المياه، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة الأحمال الظالمة الملقاة على كاهل المواطن الجنوبي.

وقالت وسائل إعلام محلية إن منظومة الكهرباء في العاصمة عدن تواجه تحديًا جديدًا مع اقتراب فصل الصيف، حيث باتت محطة ورسيلا 2 بالمنصورة، على وشك الخروج عن الخدمة نتيجة قرب نفاد الوقود، ما قد يؤدي إلى فقدان الشبكة العامة نحو 50 ميجاوات من القدرة التوليدية خلال الأيام القليلة القادمة.

وأكدت مصادر فنية مطلعة أن المحطة، التي تضم ستة مولدات، تمتلك حالياً احتياطي وقود (ديزل ومازوت) لا يكفي سوى لأسبوع واحد فقط، وأنه إذا لم يتم تزويدها بالوقود خلال الخمسة إلى الستة الأيام القادمة، فإن المحطة ستبدأ تدريجياً في تقليص إنتاجها، وصولاً إلى التوقف الكامل.

وأوضحت المصادر ذاتها أن عملية إيقاف المحطة وإعادة تشغيلها لاحقاً، ينطوي على مخاطر فنية جسيمة قد تؤثر على كفاءتها وسلامة معداتها، مما يُحتّم الإسراع في توفير الوقود اللازم لتجنب هذه العواقب.

في السياق نفسه، أفادت معلومات فنية مطلعة بأن محطة عدن الجديدة (محطة الرئيس)، تعاني أيضاً من انخفاض حاد في مخزون الوقود، ما يهدد بتفاقم الأزمة بشكل كبير، خاصة مع بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يزيد من معدلات استهلاك الكهرباء بشكل ملحوظ.

الجدير بالذكر أن شهر أبريل يمثل بداية موسم الأحمال العالية على شبكة الكهرباء بسبب تصاعد درجات الحرارة، وخروج محطة المنصورة في هذا التوقيت الحرج قد يؤدي إلى أزمات خانقة في التوزيع وارتفاع ساعات فصل التيار إلى ما قد يصل إلى تسع ساعات يومياً في بعض المناطق.

وقالت مصادر مطلعة إن الوضع الحالي لمحطات التوليد بكهرباء عدن كالآتي:
1- توقف ضخ النفط الخام من خزان صافر.
2- نفاد مخزون المازوت (الوقود الثقيل).
3- محطة الحسوة طافية.
4- نفاد مخزون الديزل، مما زاد من حدة أزمة الكهرباء في عدن.

وأكدت المصادر أنه نظراً للظروف الاستثنائية، تم فرض نظام التقنين لتوليد الكهرباء على جميع المحطات لتوزيع الكهرباء المتبقية بشكل عادل، مع بذل الجهود الحثيثة لإيجاد حلول عاجلة مع الجهات المعنية.

توظيف سياسي وعقاب جماعي أم أزمة حقيقية؟

وتساءل ناشطون وإعلاميون جنوبيون عن سبب استمرار أزمة الكهرباء بالعاصمة عدن، هل هو فعلاً عجز حكومي عن وضع حلول جذرية؟ أم هي أزمات مفتعلة تقف خلفها إرادة سياسية؟ الهدف منها إجبار شعب الجنوب على القبول بخيارات تتعارض مع مشروعه التحرري، المطالب باستعادة دولته الجنوبية “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.

ويرى محللون أن ملف الكهرباء في الجنوب أصبح ورقة للمساومة وأداة ضغط لتمرير أجندات خاصة. فيما يرى آخرون أنه نتيجة حتمية لفشل الحكومة الذريع في إدارة هذا الملف الحساس، وأن اطرافاً معادية وظفت هذا الانهيار لصالحها وللنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي.

مسلسل الأعذار والحجج لا نهاية له:

يشهد قطاع الكهرباء في العاصمة عدن سابقة خطيرة في تاريخه، حيث تغرق المدينة العريقة، التي عرفت الكهرباء والحداثة منذ عقود ماضية، في ظلام دامس لأيام وليال وتتعطل مصالح الناس، بل وتُهدد حياة سكانها وتُشل مرافقها الحيوية.
وتتسبب الحرارة والرطوبة الشديدة في تفاقم الأمراض وحدوث وفيات بأوساط الأطفال وكبار السن.

في مقابل ذلك، تطل مؤسسة الكهرباء على الجمهور في كل مرة لتسوق إليهم كماً هائلاً من الأعذار المكررة، أشهرها نفاد كميات الوقود الخام والديزل والمازوت…الخ، يقابله غياب الاستجابة من قبل الحكومة والرئاسي.
صراع على النفوذ وتقاسم المناصب وترك الشعب تطحنه الأزمات:

بحسب ناشطين، في مقابل ذلك تعيش الجهات المسؤولة في كوكب آخر، في قصور وغرف مكيفة بالفنادق والشاليهات في الخارج، ومن شرفاتها يتصارعون على المناصب والنفوذ وعلى تقاسم الودائع البنكية وإنشاء مكونات عسكرية وسياسية وقبلية، تاركين الشعب تطحنة الأزمات.

حيث كشفت مصادر صحفية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، يبذل جهودًا مكثفة لإزاحة رئيس الوزراء أحمد بن مبارك من منصبه. وبحسب المصادر، فقد لجأ العليمي إلى عدة مسارات لإضعاف بن مبارك، بدءًا من تحميله مسؤولية الأزمات المتفاقمة، وصولًا إلى تحشيد إعلامي ودبلوماسي ضده، وضد المجلس الانتقالي الجنوبي. ولايزال صراع المسؤولين مستعراً غير مبالين بما يعانيه الشعب.

ختامًا..
ناشد عدد من أهالي العاصمة عدن الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بسرعة التدخل لإنقاذ سكان العاصمة عدن من لهيب الصيف الحارق.

زر الذهاب إلى الأعلى