سقوط مدوٍ في أول تحدي ..«إيران بين النفي والنأي» هل خذلت أدواتها في المنطقة؟

كريترنيوز/ تقرير
إذا ما توجهت إليها أصابع الاتهام وإذا ما ضاق الحبل حول عنقها بادرت جمهورية إيران الإسلامية إلى (نفي) صلتها بما يحدث في المنطقة من طوفان الأقصى وتبعاته ومن قرصنة وإطلاق صواريخ على القوات الأمريكية المرابطة في المنطقة العربية وعلى إسرائيل وباتت تمارس سياسة (النأي) بالنفس واتخاذ الحياد، وأحياناً تتأرجح.
وطرح سلوك وتصرف إيران (الجبان) حد وصف مراقبين عدة تساؤلات حول موقفها من الشياطين الذين زرعتهم ببعض الأقطار العربية أو من أطلقت عليهم محور المقاومة أو الممانعة تحديدًا في العراق وسوريا (الحشد الشعبي والشبيحة) واليمن (الحوثيين) وجنوب لبنان (حزب الله) وحركة حماس في قطاع غزة بفلسطين إلى جانب تنظيمات الإخوان والقاعدة وداعش.
وللعلم محور المقاومة هو تحالف صنعته ودعمته جمهورية إيران الإسلامية بالمال والسلاح ولوجستيا وعسكريا وحتى تصنيع حربي واستخباراتي وشحنته عقائديا ومذهبيا ضد الاقطار العربية (سُنية المذهب) في مقدمتها المملكة العربية السعودية وكذا ضد النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
فهل تخلت إيران عنهم وخذلتهم في وقت الشدة في وقت هم بأمس الحاجة إليها.
فعقب أن شنّت حركة حماس هجومها المباغت على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023م اطل برأسه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وأشاد بما سماه الزلزال المدمر لإسرائيل، وقال : نحن نقبل أيادي أولئك الذين خططوا للهجوم.
ولكن المرشد الأعلى سارع أيضاً إلى نفي تورط إيران في الهجوم آنف الذكر. وبحسب محللين قالوا إذا أخذنا بعين الاعتبار نفي وإنكار إيران تورطها بما حدث يوم 7 أكتوبر ، يطرح السؤال نفسه لماذا تذكر وسائل الإعلام باستمرار إيران إلى جانب حماس عند الحديث عن الهجوم؟
ربما يكون السبب المنطقي وراء ذلك واضحاً ومباشراً وهو : دعم إيران الثابت لما يسمى بمحور المقاومة الذي يشمل أيضاً حركة حماس في غزة.
ونقلًا عن مصادر إعلامية قالت إن ثلاثة مسؤولين كبار قالوا إن المرشد الأعلى لإيران وجه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما التقيا في طهران مطلع نوفمبر 2023م قائلا إن حماس لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل ومن ثم فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها.
وأفصح آية الله علي خامنئي لإسماعيل هنية أن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة، لكن دون التدخل بشكل مباشر حسبما أفاد المسؤولون وهم من إيران وحماس ومطلعون على المناقشات وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم .
ووفق المصدر ذكر مسؤول من حماس لرويترز أن الزعيم الأعلى الإيراني حث إسماعيل هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية التي تدعو علنًا إيران وذراعها اللبناني حزب الله إلى الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل . فإيران تؤيد وتدعم ولاتحبذ المشاركة المباشرة ولاتحبذ أن ينكشف أمرها علنا.
محور المقاومة الإيرانية مشحون عقائديًا ضد الأنظمة العربية فقط :
الحرب على غزة والتحالف الدولي في البحر الأحمر وضع محور المقاومة المزعوم أمام تحد كبير ، بل وكشف عوراته.
وقال مراقبون للشأن الإيراني إن محور المقاومة المزعوم سقط أمام أول تحد وإن النظام الإيراني يسعى عطفا للحصول على هدن وتهدئة وإلى إيقاف الحرب في قطاع غزة ليس حبًا بالسلام أو رحمة بأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف والدمار ليل نهار وإنما لينهي (حالة الإحراج والشفقة) التي تمر بها إيران وما يسمى بمحور المقاومة التابع لها لاسيما أن النظام الإيراني وأذرعه قد تقزموا وذابوا بل وتبخرت قواتهم التي يتشدقون ويستعرضون بها أمام وسائل الإعلام ليل نهار وانطبقت عليهم المقولة :
(أسدٌ عليّ وفي الحروب دَجاجة).
وقال مراقبون عرب إنه ليس لإيران وأذرعها أعداء غير (العرب) وإن الهدف من تشكيل إيران لذلك التحالف المليشاوي هو إشاعة الفوضى والحروب بالأقطار العربية فقط ولقد شاهد المواطن العربي عجز المحور المزعوم عن مواجهة إسرائيل واحتفاظه بقواته وجنده وعتاده لتوجيهها لاحقًا ضد الأقطار العربية ، وبات من المعلوم أن إسرائيل وإيران وجهان لعملة تدميرية واحدة يجمعهما هدفا مشتركا واحدا ألا وهو تدمير وتمزيق الوطن العربي تمهيداً لإقامة دولة إسرائيل الكبرى وفق مايطمح إليه اليهود، واستعادة الامبراطورية الفارسية تحت عباءة الخلافة المهدية بحسب مايطمح إليه فرس إيران.
الشعار والهنجمة ضد أمريكا وإسرائيل فيما سلاحها مصوب ضد العرب :
تتشدق جمهورية إيران الإسلامية وتستعرض عضلاتها وترفع شعارات إعلامية نارية ضد إسرائيل وأميركا والغرب بينما اسلحتها موجهة صوب الجوار العربي. فبحسب إحصائية تجاوز عدد القتلى اليمنيين الذين أزهقت أرواحهم على أيدي مليشيات الحوثي الإيرانية أكثر من 100 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمفقودين والمشردين والذين يقبعون في غياهب السجون ناهيك عن تدمير آلاف المنازل والمعاهد والمساجد وفي المقابل لم تجرؤ على قتل إسرائيلي (واحد) وبالمثل فعلت مليشياتها ضد ملايين السوريين في سوريا والعراق. وفي أكثر من مناسبة يتبناها مسؤولون إيرانيون بسيطرة دولتهم إيران على عدد من عواصم الدول العربية وقال محللون إن جمهورية إيران الإسلامية تنفق مليارات الدولارات على مليشياتها الموزعين على عدد من الأقطار العربية آنفة الذكر فيما شعبها يتضور جوعاً ويعاني ظروفا معيشية صعبة .
ختامًا .. الحرب على قطاع غزة رغم قساوتها وبشاعتها إلا أنها ازاحت الستار عن بعض المخططات الإجرامية سواء الإيرانية أو الغربية المهددة للمنطقة العربية ، وبات الوضع واضحا وضوح الشمس في كبد السماء.