تقارير وحوارات

حقائق تتكشف وجماعات تُفضح .. تنظيم القاعدة في أبين (متحوث علناً)..! 

كريترنيوز/ تقرير

رغم التضارب العقائدي المذهبي بين تنظيمي القاعدة الجناح المسلح لتنظيم الإخوان اليمني في الجنوب وجماعة الحوثي ،

 

إلا أن الجانبين على تواصل شبه مستمر وكان ملف الأسرى والمعتقلين من الجانبين أول نقطة تقارب بينهما. نظراً لوقوع سجون صنعاء اليمنية التي تضم مئات المعتقلين من عناصر تنظيم القاعدة في يد الحوثيين عام 2014م.

 

كانت البيئة مؤاتية لتطور العلاقة بين تنظيم القاعدة والحوثيين، ولعبت إيران دوراً كبيراً في تهجين هذه العلاقة على ضوء خبرتها الطويلة في التعامل مع تنظيم القاعدة، حيث تأوي إيران قيادات تنظيم القاعدة وتسمح لهم باستخدام أراضيها كممر ، والتنقل من وإلى أفغانستان واليمن.

 

 

 

ظهرت أولى بوادر التعاون بين الجانبين مع إطلاق سراح عدد من عناصر تنظيم القاعدة من سجون صنعاء اليمنية مقابل إفراج جماعة الحوثي عن الملحق الإداري بالسفارة الإيرانية في صنعاء نور أحمد نيكبخت والذي اختطفه تنظيم القاعدة في صنعاء عام 2013.

 

ووفقا لمصادر إعلامية فقد تم ترتيب الصفقة بدعم من الحكومة الإيرانية وسيف العدل زعيم القاعدة المقيم في إيران. ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقة بين الطرفين. وكان الاستحواذ على الجنوب ومهاجمة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي قاسما مشتركا يجمعهما في الوقت الراهن.

 

وبحسب مصدر إعلامي جنوبي نقلا عن «إرم نيوز» تُغلف العلاقة بين ميليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم القاعدة في اليمن، مؤشرات حول تحالفهما معا ، وذلك بالرغم من الاختلاف المذهبي والآيديولوجي بينهما.

 

 

 

ومن بين تلك المؤشرات، ما أُعلن عنه من قبل الطرفين شهر فبراير من العام الماضي 2023م عن إطلاق سراح سجناء ينتمون لكل طرف تحت مسمى عملية (تبادل الأسرى).

 

وكان تقرير صحفي نشرته صحيفة “تليغراف” البريطانية، الأسبوع الماضي، كشف عن تطور لافت في العلاقة بين الحوثيين المدعومين من إيران مع ما يُعرف بتنظيم (القاعدة في شبه الجزيرة العربية)، تمثّل ذلك في إجراء عملية تبادل للمعتقلين بينهما، فضلاً عن منح ذراع إيران طائرات مسيّرة من دون طيار لتنظيم القاعدة.

 

 

 

ويرى مختصون أن تنظيم القاعدة بمحافظة أبين تخلى عن الفكر الجهادي السُني وارتمى في أحضان جماعة الحوثي ومارسها نفس اسلوبها، بات يمتلك ألغامًا ومسيرات ويهاجم القبائل وأصبح (متحوثا علنا) ومدعوما علناً من جماعة الحوثي.

 

 

 

مسيّرات إيرانية في قبضة تنظيم القاعدة في أبين :

 

 

 

في تطور لافت استخدم تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة أبين طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لمهاجمة القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وكذا النقاط الأمنية التابعة للقبائل بمنطقة جنن بوادي عومران بمديرية مودية في محافظة أبين.

 

 

 

ووفق مصادر إعلامية جنوبية

 

شن التنظيم الإرهابي منتصف مايو 2024م هجوما بالمسيّرات الحوثية الإيرانية على تجمعات ونقاط القبائل في وادي جنن شرق وادي عومران بمديرية مودية في محافظة أبين.

 

وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب : إن لجوء تنظيم القاعدة الإرهابي إلى استهداف القبائل بالمسيّرات الحوثية الإيرانية يأتي نتيجة فقدان التنظيم القدرة على المواجهة الميدانية عقب انهزامه على يد أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية واخوانهم رجال القبائل الشجعان، كما أن استخدام تنظيم القاعدة طائرات مسيّرة إيرانية الصنع يعتبر تأكيدا صريحا بأن الجنوب أرضا وإنسانا طارد ومقاوم للإرهاب وتنظيماته وتأكيد أيضا على العلاقة الاستراتيجية العلنية بين التنظيمين الإرهابيين (القاعدة، والحوثي).

 

كما أصيب 3 جنود من القوات المسلحة الجنوبية بمحافظة أبين يوم ال17 من مايو 2024م إثر اعتداء إرهابي للقاعدة بطائرة مسيّرة إيرانية الصنع، استهدفت الجنود بوادي عومران بمديرية مودية.

 

وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب، أن الاعتداء الإرهابي يأتي في سياق تسليح مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران للتنظيم الإرهابي، انعكاسا للشراكة بينهما ضد الجنوب. وتكثف القوات الجنوبية، حملاتها لملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية ومنعها من التسلل إلى المدن والقرى الحدودية مع محافظة البيضاء اليمنية لاستهداف المدنيين والقوات الجنوبية.

 

 

 

أدلجة التنظيمين المتنافرين :

 

 

 

وأعدت صحيفة «التلجراف» تقريرا مطلع مايو 2024م قالت فيه : يعمل الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مع فرع محلي مخيف لتنظيم القاعدة في شراكة تهدد بالمزيد من زعزعة استقرار البلد الفقير الذي مزقته الصراعات.

 

وبحسب التلجراف : يقال إن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال إعطائه طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجون.

 

رغم أن المجموعتين الإرهابيتين تنتميان إلى فرعين مختلفين تماما من الإسلام (الحوثيون شيعة، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية سُنّة) يبدو أنهم ينسقون لاستعادة السيطرة على الجنوب من المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وبحسب المصدر كانت واشنطن تعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من بين أخطر فروع الشبكة الجهادية العالمية، بعد أن نفذ هجمات مميتة في الولايات المتحدة وفرنسا واليمن والمملكة العربية السعودية.

 

وبحسب المصدر رغم أن الطبيعة الدقيقة للشراكة غير المتوقعة بين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين لا تزال غير واضحة، بما في ذلك مدى ارتفاع مستوى التعاون، إلا أن هناك أدلة واضحة على التعاون.

 

جاء أهم تلك الأدلة في مايو الماضي عندما نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة.

 

 

 

تنظيم القاعدة بوابة حوثية لاستنزاف وغزو الجنوب :

 

 

 

إلى ذلك يرى مختصون في شؤون الإرهاب أن جماعة الحوثي عقب هزيمتها وطردها من الجنوب في العام 2015م لجأت في الوقت الراهن للاستعانة بتنظيم القاعدة لمهاجمة واستنزاف القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وكذا مهاجمة قوات التحالف العربي. سيما أن لتنظيم القاعدة ثأر وعداوة قديمة مع الإمارات والسعودية ووجد في تحالفه مع الحوثي قاسما مشتركا.

 

وطالب مختصون قبائل الجنوب بتوخي الحذر سيما أن قواعد اللعبة قد تغيرت ولم يعد هناك شي اسمه (سُني أو شيعي) في ظل تحوث عناصر تنظيم القاعدة وتحركهم في الجنوب تحت أمر الحوثي الذي يمدهم بالمال والسلاح بهدف إلصاق تهمة الإرهاب بالجنوبيين ونقل صورة مغلوطة للإقليم والعالم ، ليتسنى له غزو الجنوب مجددا بذريعة محاربة الإرهاب، محذرين من أن الإرهاب أصبح مسيّسا وليس عقائديا وإن على قبائل محافظة أبين تشكيل جبهة داخلية لمحاربته ونبذه.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

تزداد المخاوف المحلية والإقليمية والدولية في ظل الدعم الحوثي السخي لتنظيم القاعدة الإرهابي من أن تصبح الهجمات الإرهابية عابرة للحدود.

 

وعليه وفي ظل هكذا وضع متأزم قابل لاتساع رقعته يتعين على دول التحالف العربي والدولي دعم ومساندة القوات المسلحة الجنوبية لضمان هزيمة الإرهاب بكافة أشكاله ومنع خروجه عن السيطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى