تقارير وحوارات

في ظل أزمات متعددة.. كيف يستقبل أبناء الجنوب عيد الأضحى..؟

كريترنيوز/ تقرير / محمود انيس

تحل علينا بعد أيام مناسبة عظيمة كمسلمين وعرب، وهي عيد الأضحى المبارك، وهذه من المناسبات المقدسة لدينا ليس لأنها مناسبة تقليدية بالعكس ، بل لأنها مناسبة دينية واجبة علينا كعرب ومسلمين.

 

 

 

وفي هذه المناسبة يبدأ حجاج بيت الحرام بأداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا، كما يقوم كل المسلمين على أداء سنة ذبح الأضحية الذي سُنها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم على كل مسلم.

 

 

 

وفي هذه المناسبة يتبادل الأهل والجيران والأحبة الزيارات فيما بينهم لمعايدة بعضهم البعض ويلبس خلالها الأطفال والكبار ملابس جديدة ويقمن النساء بإعداد الحلويات وشرائها وتوزيعها على الأطفال وتبادلها بينهم وبين الجيران والأهل.

 

 

 

فعيد عيد الأضحى والفطر وشهر رمضان أعياد إسلامية لها طقوسها وواجباتها وشعائرها الواجبة على المسلمين.

 

 

 

العيد بمفهومه الاجتماعي هو يوم الأطفالِ يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراءِ يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحامِ يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمينَ يجمعهم على التسامح والتزاور، ويومُ الأصدقاءِ يجدد فيهم أواصر الحب، ودواعي القرب. العيد يوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها؛ فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض. جديد للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء. وفيه أروعُ ما يُضْفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة. وهو يوم تذكير لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين حتى تشمل الفرحة بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمة كلَّ أسرة.

 

 

 

بالتزامن مع قدوم واقتراب حلول عيد الأضحى المبارك سائلين المولى عز وجل أن يبشرنا به بكل خير وعافية.. قامت صحيفة سمانيوز بإعداد استطلاع رأي للمواطنين بشكل عشوائي من مختلف محافظات الجنوب.

 

 

 

حيث أن استطلاعنا هذا يأتي بوقت يعيش به أبناء الجنوب أزمات متعددة.

 

 

 

حيث طرحنا سؤالا لمحور استطلاعنا وهو كيف تستقبل عيد الأضحى في ظل هذه الأزمات؟

 

 

 

وكان أول من تحدث لنا المواطن هشام خالد أحد سكان العاصمة عدن والذي قال : منذ عشر سنوات مضت كان يأتي عيد الأضحى وغيره من المناسبات الدينية مثل عيد الفطر ، وشهر رمضان مختلف عن السنة التي مضت ، وذلك بسبب الأزمات والظروف والمعاناة الذي نعيشها بعدن خاصة. إلا أن هذا العام فإن الأمر مختلف جدا عن ما سبق فالأزمات تضاعفت وأنهكت الكبار والصغار، فالأزمات التي نعيشها عكرت علينا فرحة استقبال العيد ، ولم تقتصر ارتفاع الأسعار وانهيار العملة فقط ، بل أنها وصلت إلى تردي الخدمات الأساسية وتأخر المرتبات التي لانمتلك دخلا غيرها ، ومع ذلك أصبحت لاتكفي حتى للمتطلبات الأساسية للأسرة المكونة من أربعة أشخاص.

 

 

 

وأضاف الأخ هشام قائلاً : برغم من هذه المعاناة والأزمات إلا أننا نحاول أن نستقبل العيد بما نستطيع ليس لشيء بل لكي نسعد أطفالنا واسرنا ونحاول نسعى بكل مانستطيع توفير مايحتاجون لكي لايشعروا بالنقص عن غيرهم.

 

 

 

ولكن نستطيع عمل ذلك من خلال السلف والدين من العمل أو غير ذلك، إلا أن هناك من لايستطيع عمل ذلك بسبب أنه معتمد على الدخل اليومي فكيف يمكن أن يستقبل العيد.

 

 

 

ويقول أحد الناشطين المجتمعيين بالعاصمة عدن أحمد غازي : للأسف يمر عيد الأضحى هذا العام في عدن وضواحيها بظروف صعبة على سكّانها، حيث تُثقل كاهلهم أزمة اقتصادية خانقة تتمثل بارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانهيار العملة اليمنية، وتردي الخدمات الأساسية. ولكن على الرغم من هذه الظروف القاسية، يسعى أهالي عدن جاهدين للحفاظ على روحانية العيد وتقاليده، فهم يحرصون على شراء الأضحية قدر الإمكان، وإعداد الولائم البسيطة، وتبادل الزيارات وصلة الرحم، وارتداء الملابس الجديدة، كلّ ذلك إيمانًا منهم بمعنى العيد وقيمه السامية.

 

وتتجلى مشاعر التكافل والتضامن بين أهالي عدن بشكل خاص في هذه الأوقات العصيبة، حيث ينظمون حملات لتوزيع الأضاحي على المحتاجين والفقراء، وإعانة بعضهم البعض لتجاوز هذه الظروف الصعبة.

 

وعلى الرغم من قسوة الواقع، إلا أن أهالي عدن يتمسكون بالأمل ويُؤمنون بأن الغد سيكون أفضل، وأن هذه الأزمة ستنتهي عما قريب.

 

وأخيرًا، من المهم أن نتذكر أن عيد الأضحى هو عيد فرح وبهجة، وأن روحه تكمن في التضحية والعطاء والتقوى، ولذلك يجب علينا أن نسعى جاهدين لنشر هذه القيم بين أفراد المجتمع، وأن نُساعد بعضنا البعض على تجاوز هذه الظروف الصعبة.

 

 

 

فيما تتحدث إحدى الناشطات المجتمعيات من محافظة لحج أمل البان قائلة : عن أي عيد نتحدث ونحن نعيش أزمات ومعاناة لا أول لها ولا آخر منذ سنوات ، وكل سنة تتضافف عن العام الذي قبله.

 

فنحن في لحج لنا طقوس وعادات مختلفة نستقبل بها العيد عن الآخرين والاغلبية يعرفها ويعرف مدى استعدادنا لمثل هكذا مناسبات، ولكن أصبحنا كل عام ننسى ونتخلى عن واحدة تلو الأخرى من هذه العادات والسبب الظروف والأزمات التي نعيش بها.

 

فعن أي عيد نتحدث وحال لحج أصبح بهذا الحال، بعد أن كنت بالأعياد والمناسبات الدينية والعامة نذهب للاحتفال وقضاء الأوقات بالبساتين والمزارع بصحبة الاهل والاحبة والأصدقاء فالآن لا نستطيع ولأسباب عدة.

 

فأين الخدمات وأين المزارع والبساتين والحدائق التي ممكن نقضي بها العيد فقد أصحبت الحدائق والمزارع صحاري ومباني.

 

 

 

ومن المهرة تحدث لنا الأخ عبد الرحمن باعيسى قائلاً :

 

 

 

في هذا الوقت من العام يتجدّد العيد وتتجدّد آمالنا في الخير والرحمة ، غير أن الواقع يعكس تناقضا بين فرحة العيد وحرب الخدمات. محافظة المهرة كغيرها من محافظات الجنوب تجابه تلك الحروب المفروضة عليها لا لقلة الموارد والإيرادات بل لأنها جنوبية الأرض والإنسان .

 

فصرخات الفقر تتعالى في الأوقات الصعبة ، والعيد ليس استثناء ، فالكثير يعاني من نقص الموارد والفقر المدقع ، فقد وصل عند بعضهم إلى أن يكون العيد مصدرًا للألم والحزن بدلاً من الفرح ، لكثرة الالتزامات التي أثقلت كاهل المواطن في محافظة المهرة ، فبين أجور متدنية للموظفين وصياد اهلكه مصروف الاصطياد ناهيك عن العبث الذي طال مصدر رزقه واستنزاف خيراته ، وعامل يحلم بتوفير قوت يومه ومزارع جف رمقه قبل أن تجف أرضه.

 

فجميعم يعانون من موجة الغلاء غير المسبوقة وارتفاع أسعار السلع والمتطلبات بفعل انهيار العملة وتكالب أعداء الجنوب بأن يعيش المواطن بهذا الحال بهدف التنازل عن مطالبهم وأهدافهم من حكم أرضهم ونيل دولتهم الجنوبية ،

 

بالرغم من كل ذلك إلا أن المواطنين في الجنوب لا يمكن أن يتخلوا عن شبر من ترابهم الطاهر ، وسيتحقق منالهم بعزيمتهم وصبرهم والوقوف مع قيادتهم الصادقة .

 

في هذا السياق يجب أن نتذكر أهمية التكافل والتضامن في مجتمعنا ، فيجب علينا جميعاً أن نساهم في تخفيف معاناة الفقراء من خلال التكافل الاجتماعي ، كما يمكن للجميع أن يبادروا بزيارة المحتاجين ومشاركتهم فرحة العيد .

 

العيد ليس فقط الأكل والهدايا، بل في العطاء والرحمة والتواصل مع الآخرين لنجعل من هذا العيد فرصة للتفكير في الآخرين ومساعدتهم بما نستطيع.

 

 

 

فيما قال الشاب عماد باحميش وهو من المهرة : نستقبل عيد الأضحى المبارك والبلاد تشهد تدهورا في الوضع الاقتصادي واستمرار الانهيار المتسارع للعملة المحلية ، مما أثر بشكل سلبي على الحياة المعيشية للمواطن، واستقبال العيد في هذا العام سيكون مختلفاً عن الأعوام الماضية، حيث تشهد الأسواق المحلية ارتفاعاً جنونياً في أسعار الملابس والمواد الغذائية واللحوم وغيرها من الكماليات المنزلية في ظل الوضع الراهن ، أصبح المواطن اليوم غير قادر على شراء أبسط مستلزماته الأساسية ، اليوم المواطن يعاني وسط غياب الحكومة المركزية عن معاناة المواطنين ، لاشك أن الوضع أصبح مزريا للغاية هناك من حالهم ميسور ، ولديهم القدرة لشراء بعض متطلبات العيد، بينما هناك من ليس لديهم القدرة لذلك ، ربما يستقبلون العيد بوضع وحال مختلف تماماً بخلاف غيرهم ، وتتحمل الحكومة التي تجردت من مسؤوليتها تبعات ذلك الوضع المأساوي والإنساني التي بات صعبا للغاية أمام المواطنين.

 

 

 

وأما الحاج رشاد الحسني وهو أحد أهالي محافظة أبين والذي قال : أصبحنا لا نفكر بالعيد مثلما كنا بالسابق فقد اختصر تفكيرنا بأداء فريضة الصلاة فقط لاغير.

 

 

 

في السابق كنا نتجهز لأداء ذبح الأضحية والتجهيز لأشياء عديدة ، ولكن انتهى كل ذلك بعد أن أصبحنا نعيش أزمات ومعاناة لا أول ولا آخر لها.

 

ولكن الأن بعد أن وصل سعر الأضحية إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف راتبي أنا المتقاعد الذي راتبي عبارة عن ٦٥ ألف ريال فقد توقفنا عن الأضحية فالحال لايسمح للأسف.

 

راتبي إضافه إلى ما اتحصل عليه من إيجار لمنزل والدي ٥٠ ألفا بأن استطيع توفير احتياجات العيد من ملابس وأضحية وغيرها من الأشياء.

 

وبسبب ارتفاع الأسعار وانهيار العملة قد وصلت أسعار ملابس الأطفال سنوات إلى مايقارب ١٧ ألفا دون حذاء وملابس داخلية، فما بالك بمن عنده أطفال كثير، إضافة بأن نحن في أبين أصبحنا لا نستطيع حتى الخروج بالعيد وتغيير جو نحن واهلينا وأسرنا بسبب عدم تواجد منتزهات او حدائق بالمحافطة ومن تتوفر له الإمكانيات ، فإنه أبسط الاشياء التي يقوم بها هو السفر إلى بلاده مسقط رأسه خارج المدينة.

 

 

 

ومن حضرموت في غيل باوزير تحدث الأخ محفوظ بامطرف وقال : عيدنا الأضحى هذا العام غير يا ابني ماذا أقول وأقول ترى أي فرحة نفرحها في وضعنا هذا المزري لا كهرباء، تنطفي صباحا ومساء في اليوم أكثر من عشر ساعات ، لا غاز للطبخ، لا بترول ،لا ديزل، أسعار جنونية مشتعلة المعنيين والجهات المسؤولة غافلة عن كل هذا. واختتم حديثه بالقول : يا ابني العيد عيد العافية والناس اختلفت وأصبح الجميع يبحث عن مصالحه الخاصة لكن ثق يا ابني ربنا في السماء وهو على كل شيء قدير، مؤكدا بقوله يا ويل من يعذب شعبه بالقصد وبالعمد ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

 

فيما قالت الأخت وداد المحمدي :

 

في البداية نحمد الله ونشكره على أننا في اتم صحة وعافية ونتهيأ لاستقبال عيد الأضحى المبارك لهذا العام. فاستقبالي للعيد كأي مواطنة تعاني من هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من حيث الغلاء الفاحش في الأسواق الخاصة بالملابس والمستلزمات الأخرى .

 

فنحن للأسف نستقبل العيد بعد أن انتهت العادات والتقاليد بعد العام ١٩٩٠م ولم تستمر تلك العادات التي كان يحييها أجدادنا آنذاك لأسباب كثيرة ومنها زرع التفرقة عبر بوابة الثأر بين أبناء المجتمع الواحد من قبل سلطات نظام صنعاء .

 

 

 

ختاماً ..

 

 

 

يعيش الشعب الجنوبي قاطبة حالة معيشية صعبة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد من صراع وأزمات نتيجة لتكالب الأعداء على أبناء الجنوب العربي الذي يطالب باستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة والقانون.

زر الذهاب إلى الأعلى