خطر المخدرات يعود إلى صدارة المشهد مجدداً.. عناصر حوثية ضالعة في عمليات التهريب، من يوقفها؟

كريترنيوز / تقرير
عاودت وسائل إعلام جنوبية دق ناقوس الخطر مجدداً محذرة من عودة انتشار تعاطي المخدرات والاتجار بها والترويج لها بأوساط الشباب ببعض محافظات الجنوب.
وأفادت مصادر أمنية جنوبية بضبط الأجهزة الأمنية في بعض محافظات الجنوب كميات متفاوتة من الحشيش والشبو والحبوب المخدرة وغيرها، كما تم اعتقال عدد من المروجين لها، مؤكدة أن خطر تلك الآفة لايزال قائما ، مشيرة إلى تورط مليشيات الحوثي في تهريبها ، وأن ذاك يأتي ضمن الحرب متعددة الأوجه التي تشنها مليشيات الحوثي على الجنوبيين.
محذرة في السياق الشباب من مغبة الانجرار والسقوط في مستنقعها، مطالبة المجتمع الجنوبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه فيها. موضحة أن خطر المخدرات يهدد الجميع دون استثناء ، وبانها أحد أسباب تفكك الأسر وخطر يهدد النسيج الاجتماعي ويفتح الباب على مصراعيه لانتشار الظواهر السلبية من الانحراف والرذيلة والسرقة والقتل والاغتصاب والانخراط ضمن العصابات الإجرامية المنظمة أو الذئاب المنفردة أو التنظيمات الإرهابية وغيرها من العصابات الإجرامية التي تستغل حاجة الناس إلى المال في ظل الانهيار الاقتصادي التي تمر به الجنوب وما رافقه من تفشي البطالة والفقر.
الحوثي متورط بتهريب أطنان من المخدرات :
إلى ذلك ذكرت الشرق الأوسط في تقرير لها أعدّته في وقت سابق قيام قادة بارزين في الميليشيات الحوثية بتهريب ما يزيد عن خمسة أطنان من مادة الحشيش المخدرة إلى جانب ست شاحنات محملة بالمبيدات، كان قد تم تحريزها من قبل جهات الضبط الخاضعة لها في صنعاء، في إطار استمرار الجماعة في تجارة الممنوعات لتمويل مجهودها الحربي.
ومع اتساع ظاهرة تعاطي المخدرات وتحويل الجماعة الانقلابية اليمن إلى إحدى أكبر مستودعات ومحطات عبور الممنوعات في المنطقة.
وعلى مدى الأشهر الماضية ضبطت الأجهزة الأمنية والعسكرية أطناناً من المخدرات كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وسط معلومات استخباراتية عن تورط النظام الإيراني في ذلك.
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة اليمنية أن قوات خفر السواحل في محافظة المهرة ضبطت سفينة تهريب على متنها 6 بحارة إيرانيين وباكستاني وبداخلها كميات كبيرة من المواد المخدرة.
وبحسب مصدر حكومي أسفرت عملية التفتيش عن احتواء تلك السفينة على 730 كيلوغراماً من مادة الحشيش الخارجي من نوع «رايتنغ» إلى جانب 216 كيلوغراماً من الحبوب المخدرة من نوع «كريستال» مختلفة الأنواع. وقالت إن القيمة الإجمالية للمضبوطات قدرت بنحو 6 ملايين دولار.
كما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط كميات كبيرة من الحشيش المخدر وغيره من الممنوعات في عدد من المحافظات المحررة ، كانت في طريقها إلى مناطق الميليشيات، وكذا ضبط عدد من المهربين الذين اعترفوا حينها بعلاقتهم بقيادات انقلابية في العاصمة اليمنية صنعاء.
وطبقاً لتقرير أمني أصدرته وزارة الداخلية اليمنية في وقت سابق ، فإن هناك «ارتباطاً وثيقاً» بين الميليشيات وبين عصابات ومافيا تهريب وتجارة المخدرات المرتبطة بإيران و«حزب الله» اللبناني، إذ تعتمد المليشيات على المخدرات كمصدر دخل رئيسي في تمويل أنشطتها وبقائها.
وكان «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط» كشف في دراسة بحثية سابقة أعدها استناداً إلى معلومات من عناصر استخباراتية أمريكية، عن طريقة جديدة تتبعها إيران لتهريب الأسلحة وأجزاء تصنيع الصواريخ والمدربين والمخدرات إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، عبر تعاونها مع تجار المخدرات في كولومبيا. وقالت الدراسة إن مليشيات «الحرس الثوري» الإيراني تعاونت مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج مراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والمخدرات إلى الحوثيين.
ووفقاً لتقديرات اقتصادية محلية صدرت في نهاية العام قبل الماضي، فإن حجم الأموال المتدفقة على خزائن الانقلابيين من المخدرات تصل إلى عشرات المليارات من الريالات.
جهود تبذل للحد منها :
في سياق متصل عقدت إدارة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بأمن العاصمة عدن أواخر يونيو 2024م مؤتمرا صحفياً حول مخاطر المخدرات على المجتمع والوقاية منها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في خور مكسر بالعاصمة عدن.
وفي المؤتمر طالب العميد فيصل مثنى مساعد مدير أمن العاصمة عدن لشؤون الشرطة أولياء الأمور ومدراء المدارس وخطباء المساجد بزيادة الوعي المجتمعي بمخاطر المخدرات، وإلحاحها الدائم على التوعية بآفة المخدرات التي تهدد كافة المجتمعات.
وأشاد بالمؤتمر الذي حمل شعار (الأدلة واضحة لنستثمر في الوقاية)، بالجهود المبذولة تجاه جهود محاربة المخدرات في العاصمة عدن، مشيرا إلى أن وعي المواطن عامل مساعد في محاربة المخدرات بالإبلاغ السريع عن مروجي المخدرات.
من جهته كشف العميد علي الزميلي مدير مكافحة المخدرات في إدارة أمن العاصمة عدن عن تلقي إدارته 22 بلاغا بين يناير ويونيو وضبط 36 متهما في قضايا حيازة المخدرات وتعاطيها وضبط أكثر من 3350 جرام مخدرات و86 حبة مخدرات.
وأفاد بإحالة 17 قضية للنيابة بخلاف 5 حالات لاتزال تحت المتابعة إضافة لضبط العديد من مروجي ومتعاطي المخدرات في نقاط الأحزمة الأمنية، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول إدارة مكافحة المخدرات بأمن العاصمة عدن لمحاربة الظاهرة وإبعاد الشباب عن الخطر.
من جهته الأستاذ عبدالرؤوف السقاف وكيل السلطة المحلية في العاصمة عدن ثمّن الجهود المبذولة من قبل أمن العاصمة عدن في محاربة هذه الآفة، مؤكداً أن الجميع كسلطة محلية وقطاع الشباب يبذلون جهودا كبيرة للتصدي لخطر انتشارها.
ختامًا ..
إن الحرب على المخدرات بكافة أنواعها لاتقل شأنا عن الحرب الدائرة رحاها على خطوط التماس الحدودية وعن الحرب على الإرهاب. بل أن حرب المخدرات التي تشنها مليشيات الحوثي والعصابات الإجرامية ضد الجنوب هي أخطر وأشد فتكًا طالما أنها تضرب المجتمع الجنوبي في عقر داره، تدمر الشباب وتشرد أسر وتفكك مجتمعات وتنشر الرذيلة، ويتعين على المجتمع الجنوبي توحيد الصف والوقوف بحزم ضد هذه الآفة الخطيرة.
كما يتعين تزويد النقاط الأمنية الداخلية والمرابط على المنافذ الحدودية بأجهزة حديثة لكشف المخدرات وكذا رفدها بكلاب بوليسية مدربة.