تقارير وحوارات

انسحاب بايدن وخلافة هاريس.. هل يحيي آمال الديمقراطيين في الفوز بفترة رئاسية ثانية؟

كريترنيوز / تقرير

على وقع انتقادات أنصاره لأدائه الضعيف أثناء المناظرات التي جمعته بمنافسه دونالد ترامب بالإضافة إلى مايعانيه من مشاكل صحية وبدنية وتقدمه في السن متجاوزا الـ80 عاما، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من غمار المنافسة على البيت الأبيض المقررة في نوفمبر القادم من العام الحالي.

ويتفق مراقبون أمريكيون على أن أداء بايدن كان ضعيفا في المناظرة الأولى مع سلفه دونالد ترامب، التي جرت في أتلانتا حيث تلعثم وتوقف بكثرة ، ولم يكن دائما يصوغ أفكاره بوضوح.

واصفين أداء الرئيس جو بايدن بـ(الكارثي) في مناظرته أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب ما أثار دعوات من الديمقراطيين لانسحابه من السباق الرئاسي.

من جهته قال بايدن في بيان له : بينما كنت أعتزم السعي لإعادة انتخابي أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى ، وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي.

جاء ذلك في بيان نشره على صفحته على منصة إكس قال فيه جاء الإعلان بعد تقييم الوضع مع كبار المسؤولين في إدارته، معرباً عن فخره بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، وإلى قوة الاقتصاد الأمريكي والاستثمارات التاريخية في إعادة بناء الأمة وتحسين الرعاية الصحية وتعزيز الديمقراطية.

وأكد بايدن أن قرار الانسحاب جاء في مصلحة حزبه والبلد.

كما أعرب بايدن عن امتنانه العميق لجميع الذين عملوا على إعادة انتخابه، وقدم شكره الخاص لنائب الرئيس كامالا هاريس على شراكتها الاستثنائية في العمل.

وقال بايدن في ختام بيانه : لا يوجد شيء لا تستطيع أمريكا فعله عندما نعمل معًا. علينا فقط أن نتذكر أننا الولايات المتحدة الأمريكية.

ووعد بايدن بتقديم مزيد من التفاصيل حول قراره في خطاب يلقيه للأمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وعقب بيان انسحابه من سباق الرئاسة أعلن بايدن ترشيحه ودعمه لنائبته كامالا هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية.

وقال السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش إنه واثق من قدرة الديمقراطيين على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، مؤكدا أن لدى الحزب الديمقراطي قادة قادرين بينهم كامالا هاريس.

من جهته قال جيمس زغبي وهو عضو اللجنة الديمقراطية الوطنية السابق: لا يزال هناك وقت للديمقراطيين من أجل اختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية.

خطوات مابعد الانسحاب :

ووفقا لوسائل إعلام ومختصين بعد قرار الانسحاب من المفترض أن يجتمع مندوبو الحزب الديمقراطي الذين يزيد عددهم على 3900 ويدلون بأول اقتراع لهم، وقد يفوز أحد المرشحين بأغلبية أصوات المندوبين، وفي حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية في الاقتراع الأول يُسمح لمن يزيد عددهم على 700 من المندوبين الكبار بالتصويت.

آنذاك يجتمع رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية مع قادة الكونغرس الديمقراطيين وقادة رابطة الحكام الديمقراطيين لاقتراح بديل، وتصوت اللجنة الوطنية الديمقراطية بكامل هيئتها على هذا البديل.

وتم طرح اسم ديمقراطيين بارزين آخرين، مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وحاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر، كبدائل محتملة أقوى لهاريس. لكن كل هؤلاء الديمقراطيين تقريبا قالوا بالفعل إنهم لن يترشحوا للرئاسة فى عام 2024.

ومن المقرر عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس 2024م، وذلك في شيكاغو.

ترامب يعلق على قرار بايدن :

إلى ذلك علق الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الانتخابات المقبلة.

وقال ترامب في تصريحات تلفزيونية إن بايدن أسوأ رئيس على الإطلاق في تاريخ البلاد، مؤكدا أن هزيمة نائبته كامالا هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن في الانتخابات المقبلة.

واردف ترامب في منشور له على موقع “Truth Social” معلقا على استقالة بايدن قائلاً :

المحتال جو بايدن لم يكن مؤهلا للترشح للرئاسة ومن المؤكد أنه غير مناسب للخدمة. ولم يكن كذلك أبدا.

وقال ترامب : لم يصل بايدن إلى منصب الرئيس إلا بالكذب والأخبار الكاذبة وعدم الخروج من قبو منزله.

وأضاف ترامب : كل من حوله بما في ذلك طبيبه ووسائل الإعلام، كانوا يعلمون أنه غير قادر على أن يكون رئيسا، ولم يكن كذلك. والآن، انظروا إلى ما فعله ببلدنا، مع ملايين الأشخاص الذين يأتون عبر حدودنا دون رادع أو فحص، والعديد منهم من السجون ومختلون عقليا بالإضافة إلى أعداد قياسية من الإرهابيين، حد وصفه مضيفاً : سوف نعاني كثيرا بسبب رئاسته لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة وسنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

خطوة تاريخية وهاريس الأوفر حظًا :

وبحسب وكالات عربية وأمريكية وصف محللون وخبراء انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة بالخطوة التاريخية ، ورجحوا أن تكون نائبته كامالا هاريس الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي رغم صعوبة مهمتها في هزيمة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.

ووفقا لـ شبكة الجزيرة قال المستشار السابق بالبيت الأبيض ليو فريسكو إن الأيام الـ30 المقبلة ستكون حافلة بالأحداث مشيرا إلى أهمية دعم بايدن نائبته في السباق الانتخابي بدلا من الذهاب لمؤتمر مفتوح لتحديد هوية المرشح الرئاسي واصفا هذا السيناريو بالسقوط الحر.

وتوقع فريسكو أن تركز استطلاعات الرأي بالأيام المقبلة على حظوظ هاريس أمام ترامب، إذ يعتقد عدد من داعمي الحزب الديمقراطي أن تنحيتها يمثل إساءة لهم ، مرجحا أن تفتح استطلاعات الرأي المجال أمام مرشحين آخرين.

ونبه إلى أن دعم بايدن قرب هاريس بنسبة 50% من المسافة التي تحتاجها، متوقعا أنها ستحظى بدعم المجمع الانتخابي للديمقراطيين إذا أثبتت قدرتها في الأيام المقبلة، حيث سيكون من الصعب على أي مرشح ديمقراطي وقتها التغلب عليها.

وتوقع فريسكو أن تبدأ هاريس بداية سلبية مطالبا إياها بإظهار جزء من شخصيتها لم تظهره سابقا، إضافة إلى ضرورة أن تكون أكثر إقداما من قبل.

كما طالبها بتحدي ترامب في مناظرة تلفزيونية.

لكن عليها وفق فريسكو أن تؤدي أداء مقنعا كمرشحة رئاسية في حال قبل ترامب مناظرتها، إضافة إلى تقديم سياسات مختلفة عن بايدن تعطي للأميركيين نقيضا لأقوال ترامب لكي تجلب الناخبين إليها.

سقوط حر متوقع :

وبحسب المصدر قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور خليل العناني إن انسحاب بايدن كان متوقعا ليس بسبب صحته فحسب ، بل بعدما أضحى في عزلة سياسية وذهنية وفكرية عن الحزب الديمقراطي وكبار قادته مثل نانسي بيلوسي وتشاك شومر.

ويضيف العناني أن بايدن كان في عزلة مع كثير من المانحين إذ جمد بعضهم تبرعات انتخابية ووضعوا خططا بديلة في حال رفض الرئيس الأمريكي التنحي من خلال التركيز على انتخابات الكونغرس.

وإضافة إلى ذلك كان بايدن في عزلة مع استطلاعات الرأي خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان وغيرها ، لذلك كانت الضغوطات عليه شديدة فبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه باعتباره أنقذ الديمقراطيين من هزيمة محققة بالانتخابات المقبلة.

ومع ذلك، يؤكد العناني أن خطوة بايدن تاريخية بعدما قضى معظم حياته في المعترك السياسي وله وزن كبير، لافتا إلى أنه يحسب له تقديم مصلحة الحزب والبلد على مصلحته الشخصية.

وفي هذا السياق أكد استاذ العلوم السياسية (العناني) أن الوقت عامل مهم إذ تقف الولايات المتحدة على بعد أقل من 4 شهور على الانتخابات معتبرا انسحاب بايدن الآن أفضل من الانسحاب لاحقا مع تشديده على أن التحدي الأكبر يكمن في وقوف الديمقراطيين خلف كامالا هاريس.

انسحاب تلقائي حتمي مكتمل الدوافع :

بدوره وصف أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة ميامي غريغري كوكر انسحاب بايدن بالأمر المنطقي بعدما أصبح الديمقراطيون بحالة يائسة وأدركوا أنهم لن يفوزوا معه.

كما طالب كوكر الديمقراطيين بضرورة إعادة النظر في سرديتهم وتذكير ناخبيهم ماذا حققوا في حقبة بايدن إلى جانب ترشيح هاريس ومنحها الوقت لإدارة حملة انتخابية وترتيب الأموال التي تحتاجها.

ورجح كوكر سيناريو ترشيح هاريس في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي رغم أنها ليست الورقة الأقوى ، ولكن قصر المدة الزمنية يجعلها الأوفر حظا لنيل الترشيح.

ختامًا ..

لقد اختار الرئيس بايدن التوقيت الصحيح للانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية المقرر في نوفمبر القادم سيما جميع الدلائل تشير إلى فشله. وإلى مساعدة الكيان الصهيوني الإسرائيلي على ارتكاب المجازر الجماعية بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ويبقى السؤال الذي ستجيب عليه صناديق الاقتراع، هل يفلح انسحاب بايدن في فوز الحزب الديمقراطي بفترة رئاسية ثانية؟

زر الذهاب إلى الأعلى