أحمد علي عفاش.. من أين ينطلق وإلى أين ؟ وما الذي يستطيع فعله..؟
كريترنيوز / تقرير
خذلوا المخلوع علي عبدالله صالح في حياته وفي مماته رشاد العليمي والبركاني وطارق عفاش ومقولة وضبعان ، وغيرهم من القيادات العسكرية والسياسية اليمنية التي وضع المخلوع صالح ثقته فيهم، رباهم ودلعهم وأكرمهم بالمناصب العسكرية والأمنية والسياسية حتى باتوا من الأثرياء، وعند سقوطه تخلوا عنه تركوه يواجه مصيره لنفسه.
اليوم عاد ولده (أحمد) إلى صدارة المشهد السياسي عقب رفع العقوبات الأممية عنه، التقى السفير الأمريكي، سلطت الأضواء عليه بدأ يتحرك.
تساءل ناشطون : هل يثأر لدم أبيه من جماعة الحوثي أم يخذله مثل سابقيه ، ويلهث خلف ثروات الجنوب بذريعة استعادة الوحدة اليمنية؟
قال في بيانه الأخير بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إنه سيعمل مع (الشرفاء والأحرار) وفق رؤية لانتشال الشعب من المعاناة واستعادة الدولة والجمهورية و(الوحدة).
وتساءل مراقبون عن أي وحدة يتحدث (أحمد عفاش) أم يقصد منع فك ارتباط الجنوب عن صنعاء! هل صنعاء الحوثية؟ أم صنعاء التي يطمح أحمد عفاش لاستعادتها من قبضة الحوثي؟ اليس الأحرى به أن يحرر دياره وعاصمته صنعاء من قبضة الحوثي قبل أن يتحدث عن الوحدة اليمنية؟ اليس الأحرى به يكفر عن الجرائم التي ارتكبها أبوه في حق شعب الجنوب؟ أم أنه مستعدا لوضع يده في يد الحوثي في سبيل منع انفصال الجنوب؟ لا أحد يعلم تفاصيل ما يدور في خلد (أحمد عفاش) ولكن القاعدة المتعارف عليها في الجنوب أنه مهما اختلف خصوم صنعاء يبقى الجنوب وثرواته قاسمهم المشترك.
الحوثي يمزق المؤتمر الشعبي :
وبحسب (الشرق الأوسط)،
أتت الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس حزب «المؤتمر الشعبي العام» اليمني في ظل انقسام كبير يعيشه الحزب بين جناحين، أحدهما قادته وأعضاؤه في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية ويخضع لها، والآخر ينشط في المناطق المحررة ويوجد الكثير من قادته خارج البلاد ويؤيد الحكومة الشرعية.
وتواصل الجماعة الحوثية فرض سيطرتها على شؤون جناح الحزب وقراراته في مناطق سيطرتها، وسعت أخيراً إلى إجباره على إقالة أحمد علي صالح، الابن الأكبر للرئيس الأسبق للبلاد ومؤسس الحزب، والذي يشغل منصب نائب الأمين العام للحزب بعد اختياره قبل خمسة أعوام في هذا المنصب من داخل صنعاء بعد عامين من مقتل والده.
وتأتي هذه المساعي الحوثية بعد عودة أحمد علي صالح إلى واجهة الحضور السياسي إثر إسقاط العقوبات الأممية المفروضة عليه وعلى والده. ما يعني امتلاكه الحق في مزاولة أنشطته ومهامه السياسية. وشنّت الجماعة الحوثية عبر قادتها ونشطائها هجوماً على أحمد بمجرد الإعلان عن إسقاط العقوبات بحقه، وعمدت إلى اتهامه بالخيانة والعمالة، واتهام والده بالفساد؛ بهدف الضغط على جناح صنعاء ودفعه إلى إعلان إقالته.
الإخوان يغازلون (عزيز قوم ذل) :
في المقابل وفي سياق التقاط الفرص وضرب الحديد وهو ساخن تسعى جماعة الإخوان المسلمين اليمنية لاحتضان (عزيز قوم ذل) (أحمد عفاش) اذ تمتلك الجماعة ترسانة كبيرة من العدة والعتاد العسكري بمحافظة مأرب وخزائن مليئة بملايين الدولارات، ولم يستبعد مراقبون ان تقوم جماعة الإخوان بدور الوسيط بينه وبين جماعة الحوثي لتوحيد الصف والتوجه صوب إعادة احتلال (الجنوب) تحت شعار الوحدة أو الموت.
وتحدث النائب البرلماني الإخواني والقيادي في حزب الإصلاح محمد ناصر الحزمي الإدريسي عن الخلاف الأخير لحزب التجمع اليمني للإصلاح ذراع الإخوان في اليمن مع حزب المؤتمر الشعبي العام قائلاً عبر منشور له على منصة إكس : ظل خلاف الإصلاح مع المؤتمر خلافا سياسيا ، وهذا طبيعي في ظل نظام التعددية السياسية التي منحها النظام السابق.
وأردف : لاشك أن هذه العلاقة تأرجحت بين الصعود والهبوط بين التحالف والتخالف ، لكن ما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما، وجمع الكلمة اليوم هي مصلحة معتبرة لصالح البلاد والعباد.
خاصة وقد ذاق الجميع مرارة الخلاف الأخير وأظن أن الكل قد استوعب الدرس وحان أخذ العبرة.
وحث الإدريسي جميع المتحدثين عبر منصات التواصل أن يتقوا الله ويسعوا إلى نبذ كل ما يثير الشحناء والعداوة ، فالزمن قد تجاوز ماكان والكارثة التي نحن فيها قد غطت على ما مضى. نسأل الله أن يجمعنا على خير ويوحد الصف ويلم الشمل.
هل يحظى بدعم إقليمي؟
وما الذي يستطيع فعله؟
في وقت سابق ومع عودة طارق عفاش استبشر أنصار المخلوع، هللوا وكبروا ورفعوا شعار قادمون يا صنعاء ولكن منذ ذاك الحين 2017م حتى اللحظة 2024م وهو قابع في الساحل الغربي لم يحرك ساكنا رغم الدعم الإقليمي الضخم الذي يتلقاه. فيما ظن البعض أنه أبرم اتفاق سلام سري مع جماعة الحوثي.
في المقابل هل يحظى (أحمد عفاش) بدعم إقليمي؟
وما الذي يستطيع فعله؟ ومن أين ينطلق وإلى أين؟ أم تتلاشى زوبعته تدريجيًا ويركن إلى زاوية السكون بجانب ابن عمه (طارق)؟
قال الباحث الاستراتيجي السعودي الدكتور (عواض القرني) في تغريدة منسوبة له على منصة إكس : إن حزب المؤتمر الشعبي العام سيعود أقوى من ذي قبل. الحزب القوي الذي قاده الزعيم المغدور علي عبدالله صالح ،إلى آخر لحظة مع رفيق دربه عارف الزوكا (رحمهما الله)، قبل أن يُستشهدا على أيدي السلالة الخبيثة من أذناب المجوس الذين شيمتهم الغدر والخيانة مع القريب والجار قبل غيرهما ، حد قوله
وأضاف القرني : سيعود بقوة ذلك الحزب القوي ليتصدر المشهد متعاضداً مع أبناء الجنوب ورفقاء الدرب من الأحزاب المؤمنة بعودة الجمهورية التي تعني قوة الدولة، وقوة القانون والعلاقات الدولية والمصالح المشتركة مع العالم حيث لا وجود للمليشيات المتآمرة على اليمن، ويكفي نهباً لأموال اليمنيين وقتلاً لأبنائهم وإذلالاً لمشائخهم وتشريداً لأُسرهم.
وأردف : سيعود ابن الزعيم ليكمل المسيرة مع المخلصين من اليمنيين الشُرفاء ليعيدوا اليمن المُختطف من ثلة قليلة أتت من الكهوف لتركب موجة مظاهرات الجُرعة ثم تُسلط السلاح الإيراني على رقاب اليمنيبن.
وختم تغريدته قائلاً : إنها الفُرصة العظيمة ليتوحد الجميع حول الهدف المشترك لخلاصهم جميعاً من الحوثي الخائن الذي هو العدو الوحيد والخطر المؤكد بظلامه الدامس على مستقبل أبناء اليمن والعقبة أمام استقراره ورخائه والسلام الذي ينشده الشعب اليمني المُحب للخير والحياة والأمن والإزدهار.
ختامًا ..
يمر المؤتمر الشعبي العام بحالة (انفصام) فقياداته القابعون في صنعاء تحت الإقامة الجبرية ، فيما البعض الآخر أصبحوا مشردين مبعثرين في الخارج والبعض الآخر قابعين في الجنوب بقيادة العليمي يسعون لاختطاف الجنوب وسرقة ثرواته ، ليكونوا لهم دويلة يمنية مصغرة في حضرموت والمهرة تستوعب كل من شرده الحوثي من دياره في اليمن الشقيق ، ولكن مخططهم مكشوف فاشل. ووسط كل هذه الزحلقات، ما الذي يستطيع أحمد عفاش فعله؟
أم ينطبق عليه قول الشاعر:
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه.