تقارير وحوارات

البحر بحرنا وأسماكه لغيرنا .. “المواطن والصياد والبائع” مواجهة غير متكافئة وتدخل حكومي غير مجد.

كريترنيوز / تقرير / محمود أنيس

تعيش العاصمة الجنوبية هذه الأيام ارتفاعاً جنونيا في أسعار الأسماك التي تعتبر وجبة رئيسية لدى المواطنين وخاصة أبناء العاصمة عدن والجنوب عامة.

ومن المعروف بأن الأسماك تعتبر من الحاجة الأساسية للمواطن في العاصمة عدن، كما يستفيد من اصطيادها وبيعها الكثير من سكان المدينة، ويعتبر اصطياد الأسماك مصدر دخل أساسي لكثير من أبناء العاصمة عدن والجنوب. إلا أن ارتفاع أسعار الأسماك في الفترة الأخيرة قد تفاقمت رغم أن الجنوب يمتلك شريطا ساحليا كبيرا جداً.

حيث وصل سعر سمك الثمد الكيلو خلال هذه الأيام إلى 18 ألف، كما وصل سعر الكيلو الديرك إلى 18 الف، بينما وصل سمك القد الحوت الحجم الصغير مابين 10 إلى 12 ألف ريال، كما ارتفع سمك الباغة ، والذي تعتبر أرخص أنواع الأسماك والتي وصلت سعر الحبة إلى 1000 ريال، لاسيما الأسماك الأخرى مثل الشروخ والجمبري التي لا يستطيع المواطن البسيط شراءها.

يقول مروان سعيد وهو أحد سكان العاصمة عدن : أسعار الأسماك وصلت إلى تنافس مع أسعار اللحم.

فهل معقول أن يصل سعر الكيلو الثمد إلى 14 أو 18 ألف للنوع الجيد و 10 ألف للنوع الغير جيد في مدينة يحيط بها البحر من كل مكان. ونحن لا نستغرب من ارتفاع سعر الثمد الذي معظم أهل عدن يقوم بشرائه ، بل حتى الباغة وصل سعر الحبة إلى ٧٠٠ للحجم الوسط ريال و ألف ريال للكبير والصغير ٥٠٠ ريال وهذا شي غير معقول . ومثلي أنا كنت أقوم بشراء كيلو ثمد واستخدمه يومين أو ثلاثة أنا وأولادي وزوجتي عندما كان سعره 8 ألاف ، أما الآن عند الذهاب للشراء فإنك تحتاج إلى أموال حتى تكتفي بالشيء المطلوب والكافي للأسرة وقد أصبحت الثلاثة آلاف لا تفي بالغرض. والغريب في الأمر ومع ارتفاع أسعار الأسماك لم تتحرك وزارة الثروة السمكية أو تقوم بواجبها لمعالجة هذه المشكلة، ومنع تصدير الأسماك إلى الخارج.

فيما تقول الأخت سعاد العبسي : أصبحنا نواجه مشكلة كبيرة في شراء السمك في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني، واستغرب كيف يكون أسعار السمك في عدن والمحافظات الساحلية بهكذا السعر ، بينما في المناطق الشمالية أقل بكثير. وأنا كنت في صنعاء بزيارة لأسرتي ، لاحظت بأن هناك انواعا من سمك السخلة والديرك وبأسعار معقولة مقارنة بالأسعار المتواجدة بالعاصمة عدن ، وهناك في صنعاء جابوا لي شروخ لأول مرة أشوفها وما أشوفها في عدن، بالله عليك فين البحر عندنا ولا عندهم.

وفي نفس السياق تحدث العم معروف باظروس قائلاً : أسعار السمك أصبحت بعدن مثل الدولار طالعة بالارتفاع من غير نزول. وقبل أسبوعين نزلت لشراء نص كيلو سمك وكان وقتها الكيلو سعره ١٢ ألف ، وفجأة لاحظت لجنة وطقما عسكريا نزلوا على البائع يمنعوهم من البيع بالسعر المطروح ويحددوا لهم سعر معين مثل يعني الثمد حددوا سعره ب 10 ألف، بالمقابل رفض البائع وأخذوه للشرطة والمصيبة بعد أقل من ساعة أو ساعتين وجد الرجل الذي تم أخذه على الطقم وسألته وقال دفعت غرامة وخرجت ، النتيجة أننا نشجع مثل هؤلاء المتلاعبين بالأسعار.

ردود أفعال الصيادين :

يقول الصياد جميل بحيبح : الكثير يلومنا لماذا نبيع الأسماك بسعر غال مما يجعل بائع التجزئة يبيعون السمك بأسعار مرتفعة. وأريد أن أقول لهم أنا صياد أباً عن جد ولهذا الكثير لا يعلم بأن عملية الاصطياد أصبحت مكلفة جدا وصعبة للغاية. ونحن كصيادين عندما نخرج للبحر نقوم بتقسيم الفائدة لثلاثة أقسام بترول والقارب والصيادين ،وأقل ذهاب للبحر من بترول وزيت وأكل ومستلزمات تكلف أقل شيء ١٥٠ ألف ريال، واحيانا نخرج ونعود بلا فائدة وأحيانا نطلع حق البترول فقط إن كان القارب ملك لأحد الصيادين.

وأضاف بحبيح قائلاً :

كان أول الاصطياد يتم في مناطق قريبة لكن الآن أصبحنا ندخل البحر القريب من الصومال. ونحن من يأتي إلينا يطلب أكل يومه نعطيه ونحن معروف عنا بأننا من أكرم أصحاب المهن في الدنيا، ولكن للأسف الظروف صعبة مثلما هي صعبة عليكم فهي علينا أيضا.

وأردف بحيبح : نحن لانمانع ولا نعترض بأن نبيع بالسعر المعقول والمناسب ولكن مش بالخسارة علينا ،والمفروض يكون هناك سعر خاص لبيع البترول أو الديزل لنا، مما يسهم في تخفيف من معاناتنا، والمفروض أيضاً أن تكون هناك تسهيلات ومساعدات من الجهات المعنية والمختصة في صيانة قواربنا التي نقوم لإصلاحها وصيانتها وحدنا ، وهذا أمر مكلف. وصدقونا لم يأت الخير دون وجود تعاون من الجميع وقبل كل ذلك قيام المعنيين بواجبهم .

وعند سؤال أحد البائعين ، يقول صامد أحمد : أي أحد منكم يستطيع الذهاب لسوق الحراج ويشوف الأسعار كيف، لا داعي أن يلومنا ولا نلوم غيرنا، المواطن متضرر والصياد متضرر والبائع متضرر.

وأضاف صامد قائلاً : استغرب عندما نسمع أو نشاهد حملة رقابة وضبط أسعار للأسماك أقول لهم خطوة حلوة ولكن اضبطوا الدولار ، وحددوا الأسعار بشكل عقلاني لكي يلتزم الجميع بذلك. وأنا كبائع مطالب بتسديد أشياء لا أول ولا آخر لها، بالمقابل لا أحصل على شيء من فائدة مما أقوم به ، وأنا استأجرت مفرش بالشارع،والرياح التي ضربت عدن أضرته، مايعلم بحالي إلا الله، فأين دور المعنيين من توفير أماكن صالحة لنا للبيع فيها.

ختاماً ..

أرض الجنوب مليئة بالثروات لاسيما ثروة الأسماك التي تعتبر مصدر دخل أساسي يعود بالفائدة على الحكومة، إلاّ أن الحكومة لم تقم بمسؤوليتها تجاه معاناة المواطنين الذين أصبحت حياتهم عبارة عن كابوس نتيجة للظروف المعيشية الصعبة. ولهذا يجب على وزارة الثروة السمكية أن تجد الحلول السريعة وإجراء قيود لمنع تصدير وتهريب الأسماك إلى الخارج التي تسببت في ارتفاع الأسعار في محافظات الجنوب وخاصة العاصمة عدن.

زر الذهاب إلى الأعلى