تقارير وحوارات

فيما ثورة ال26 سبتمبر تحتضر في صنعاء .. “القوى اليمنية المشردة” والبحث عن وطن (بدل فاقد) في الجنوب..!

كريترنيوز / تقرير

حسرة وألم على ضياع ثورة ال26 من سبتمبر ونظامها الجمهوري الذي قدم في سبيله الشعب اليمني الشقيق قوافل من الشهداء والجرحى، في العام 2014م وبتواطؤ من علي عفاش اغُتصبت صنعاء وبقية محافظات اليمن الشقيق من قبل مليشيات الحوثي وفي العام 2017م قتل الحوثيون حليفهم عفاش واكتملت سيطرتهم على جميع محافظات اليمن، تغيرت المناهج التعليمية بأخرى مستوردة من جمهورية إيران الإسلامية، طمست ثورة 26 سبتمبر ومعها ثورة ربيع الشباب اليمني 11 فبراير التي قادتها من محافظة تعز توكل كرمان ، وتم استبدالهما بثورة 21 سبتمبر ثورة الحوثيين التي قامت ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي بذريعة التصدي لجرعة المشتقات النفطية،

ففي ال21 من سبتمبر 2014، اقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر الذي بدوره هرب بملابس نسائية. وجامعة الإيمان الإصلاحية، سيطروا على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات حكومية في العاصمة اليمنية صنعاء دون مقاومة من الأمن والجيش، نجح المخطط الفارسي في إعادة اليمن إلى حضن ولاية الفقيه إلى آل البيت الهاشمي (نظام ملكي سلالي) ارتسمت ملامحه، اقتصر تبادل الحكم على الحوثيين، عبد الملك الحوثي وأحفاده وسلالته. تبخرت ثورة 26 سبتمبر ومعها تبخر القوميون وحتى الانتماء العربي والإسلامي السُّني لليمن تبخر ، باتت صنعاء إحدى الولايات التابعة لإيران. كما أن الديمقراطية والاحتكام إلى صندوق الاقتراع التي كان يتشدق بها عفاش وحزبه المؤتمر الشعبي العام على الجنوبيين أصبحت من (المحرمات) فلاصوت يعلو فوق صوت الحوثي الفارسي. باتت اليمن فارسية الهواء والهوية.

14 أكتوبر توحدت مع 26 سبتمبر نظامين جمهوريين :

إلى ذلك قال محللون سياسيون إنه من العيب أن يتحدث الحوثي عن شيء اسمه الوحدة اليمنية أو إجبار الجنوبيين أو الدخول معهم في حروب لأجل إعادة الروح إلى الوحدة اليمنية. لافتين إلى أن الوحدة اليمنية المزعومة تحولت عقب العام 1994م إلى احتلال حيث سفكت الدماء وتم اغتصاب الأرض الجنوبية بالقوة ، ولكن عقب مقتل علي عفاش في العام 2017م وعقب هزيمة الغزو الحوثي عفاشي للجنوب قبل ذلك في العام 2015م وعقب التحول الدراماتيكي في نظام الحكم في اليمن من جمهوري إلى ملكي ومن قومي عربي إلى ملالي إيراني ومن مذهب سُني إلى شيعي وما رافق ذلك من تغيير جذري في المناهج التعليمية من يمنية عربية إلى فارسية ، كل ذلك جعل فك ارتباط الجنوب عن اليمن أمرا حتميا (تلقائيا) محسوما ، طالما تبخرت مواثيق الوحدة التي تم التوقيع عليها في العام 1990 ، لاسيما وأن توحدت ثورة 14 اكتوبر مع ثورة 26 سبتمبر كنظامين جمهوريين.

هل طمع القوى اليمنية (عفاشية إخوانية) في الهيمنة على الجنوب أنساهم ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري؟

تساءل ناشطون هل تبخرت ثورة 26 سبتمبر 1962م بالفعل؟ توشك اليمن الشقيق أن تعود إلى عصور التخلف والظلام إلى عصور الكهنوت والعبودبة واستفراد شرذمة بزمام الحكم (سلالي أبدي) مع تقييد الحريات وقمع وتهميش طبقة المتعلمين ودعم فئة الجهاديين، ويرى مراقبون أن ذلك قد يتحقق في ظل انشغال القوى اليمنية (عفاشية مؤتمرية إخوانية) في الهيمنة على (الجنوب) ولانوايا لديهم في استعادة أمجاد ثورتهم السبتمبرية، ولانوايا صادقة لديهم في استعادة عاصمتهم صنعاء ، واكتفوا بالمكوث في الجنوب للاستمرار في نهب ثرواته والتآمر والسعي للسيطرة عليه عسكرياً وأمنيًا بقيادة رشاد العليمي وغيره من رموز المؤتمر والإصلاح المباشرين وغير المباشرين وصولاً إلى إعادة مساره صوب باب اليمن.

ختامًا ..

يرى مراقبون أن ثورة 26 سبتمبر في صنعاء (تحتضر) وأن القوى اليمنية (عفاشية إخوانية) تبحث لها عن وطن (بدل فاقد) في الجنوب. متسائلين هل ذلك استسلام للحوثي أم طمع في الجنوب؟ يرى ناشطون جنوبيون أن ذلك يندرج في إطار الطمع الأزلي اليمني في ثروات الجنوب لاسيما مليشيات الحوثي ترتبط بتلك القوى عرقياً ومن أبناء جلدة واحدة ويجمعها بهم هدف مشترك واحد ألا وهو الهيمنة على الجنوب وتقاسم ثرواته ، وخلاصة القول إن تلك القوى مستعدة للتنازل عن ثورة 26 سبتمبر مقابل إبقاء الجنوب داخل الحظيرة اليمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى