قذيفة حوثية دمَّرت أحلام أميرة..!
كريترنيوز/ فيتشر
هذا هو واقع حال البلد في ظل الحرب، قذائف حوثية تتساقط على منازل الجنوبيين الواقعة بالمناطق الحدودية بين اليمن والجنوب العربي، تحصد ارواحًا بريئة.
أميرة 10 أعوام (معوقة) لاتستطيع المشي على قدميها، تتلقى تعليمها الأساسي في المدرسة الحكومية الكائنة وسط القرية، بالصف الرابع، تبعد المدرسة عن منزل أميرة 2 كيلو متر تقريباً ، أميرة طالبة ذكية بشهادة زملائها والمعلمين، احتلت المركز الأول بجميع مراحلها الدراسية، تطمح في أن تصبح دكتورة في المستقبل لعلها تجد لعلتها دواء، تحلم في فتح عيادة ومركز صحي في القرية لتخدم وتساعد الأهالي الفقراء وتغنيهم مشقة السفر إلى العاصمة عدن للحصول على علاج. طموحاتها كبيرة تجاوزت حدود الإعاقة. أميرة طفلة جميلة بشوشة لاتفارق الابتسامة شفتيها، على ضوء الفانوس تنكب ليليًا تراجع دروسها. مجتهدة مثابرة حريصة على التحصيل العلمي.
مستقبل لايطمئن :
لاتعلم أميرة عن كيفية المستقبل الذي ينتظرها كونها في مجتمع لايتقبل الفتاة المعوقة وهي لاتعلم ذلك.
لا أحد يتزوج من الفتاة المعوقة.
كشفت تقارير أن الفتيات والنساء المعوقات ذوي الاحتياجات الخاصة معرضات بشكل خاص لخطر (العقم) القسري، في حين أن الأمهات ذوات الإعاقة معرضات على الأغلب لحرمانهن من الإنجاب لسبب لاذنب لهن فيه. كما يواجهن قيودًا في الحصول على الوظيفة العامة والتعليم والترفيه عن النفس، لا أحد يتفرغ لخدمة الفتاة المعوقة، ولا يأبه أحد لمستقبلها.
وبحسب تقرير أممي هناك أكثر من مليار شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، يُقيم حوالي 80% منهم في البلدان النامية. في حين أن هناك العديد من النماذج لقياس الإعاقة، إلا أن بعض الحقائق تشير إلى أن الإعاقة أكثر انتشارًا بين النساء (19٪) منها بين الرجال (12٪)؛ ويواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة حواجز كبيرة أمام التعليم والتوظيف، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر مدى الحياة والنتائج بالنسبة للنساء ذوات الإعاقة أسوأ من تلك الخاصة بنظرائهن من الرجال. وكيف هو حال مستقبل أميرة يا ترى؟.
وضع اقتصادي هش ومعوقات في طريق أميرة :
هل تستطيع أميرة إكمال تعليمها الثانوي والجامعي في ظل الأوضاع الاقتصادية الهشة التي يمر بها الجنوب؟. حيث تجاوز الريال السعودي عتبة الـ 500 ريال يمني وارتفعت معه الأسعار بشكل جنوني. كما أن البلد في حالة حرب شبه مستمرة وفساد ينهش جميع مفاصلها.
تتكون أسرة أميرة من (الأم وشقيقها ثابت 18 عاما)، الأب قتل في الحرب. ترك خلفه راتبا عسكريا زهيدا لايصرف شهرياً بانتظام، لايفي لتوفير مصاريف أسبوع واحد. يقع المنزل في قرية حدودية تتعرض بين الحين والآخر إلى مقذوفات حوثية عشوائية.
تجددت الاشتباكات الحدودية ، حياة أميرة في خطر :
تجددت الاشتباكات مطلع سبتمبر 2024م، دوي أصوات المدافع والرشاشات تسمع في منزل أميرة. أخبار تفيد أن مليشيات الحوثي شنت هجومًا مباغتًا على وحدات للقوات المسلحة الجنوبية، توغلت في عدد من مناطق مديرية المسيمير في محافظة لحج. أدى الهجوم بحسب مصادر إلى نزوح الأهالي من منازلهم من قرى شوكان والقرين وعهامة، حولت المليشيات منازل النازحين والمهجرين بالقوة إلى دروع بشرية، وشيّدت متارس دفاعية لعناصرها وسط القرى الآهلة بالسكان.
تدخلت قوات العمالقة الجنوبية على خط المواجهة إلى جانب وحدات قتالية من المقاومة الجنوبية ونجحت في طرد مليشيات الحوثي من القرى والجبال والتلال الحدودية آنفة الذكر.
كما تمكنت قوات الحزام الأمني بمشاركة القوات المشتركة، من السيطرة على الجبال المطلة على منطقة عهامة، وأحكمت سيطرتها على مواقع جديدة كانت تسيطر عليها المليشيات الحوثية خلف الخط الحدودي.
ورداً على سقوط مواقعها بأيدي رجال القوات المسلحة الجنوبية قامت مليشيات الحوثي بقصف عشوائي على القرى والتجمعات السكانية.
متى تضع الحرب أوزارها لينعم الجميع بسلام مستدام؟
أصيب منزل أميرة بمقذوف حوثي. للأسف لن تستطيع أميرة بعد اليوم الذهاب إلى المدرسة، لقد قتلت تلك القذيفة الحوثية شقيق أميرة (ثابت) الذي كان يذهب بها كل صباح إلى المدرسة ولم يتبق غير أمها الأرملة التي أصيبت هي الأخرى بشظية في قدمها أدت إلى بتر رجلها اليسرى وأصبحت معاقة.
ختامًا ..
هل يعلم الحوثي حجم المأساة التي تسبب بها؟ هل يعلم أن قذائفه كانت سبباً في تدمير كثير من الأسر وفي تدمير أحلام ومستقبل كثير من الأطفال والشباب، أليس لديه أطفال يتمنى لهم مستقبلا زاهرا؟