هل منتجات التخسيس تجعلك تفقدين الوزن حقا؟

كريترنيوز / تقرير /دنيا حسين فرحان
تعج الصيدليات ومحلات المنتجات الصحية بعقاقير ومستحضرات لحرق الدهون أو سد الشهية تعدنا بفقدان الوزن والتخلص من الدهون خلال زمن قصير. فهل هناك فعلا أدوية سحرية قادرة على تحقيق هذه الوعود؟…
مع تطور العلم وزيادة عيادات ومراكز التخسيس أصبحت النساء لا تبحث سوى عن اكمال النقص فيها فمن تعاني من سمن أو وزن زائد أصبحت تبحث الأدوية والعقاقير التي تتسبب في تنقيص الوزن دون معرفة أضرارها الجانبية أو كيف يمكن أن تأثر على حياتها وصحتها.
في عدن أصبح هناك عيادات وأطباء متخصصين وصيدليات تختص في بيع الأدوية والحبوب التي تؤدي لنقس الوزن أو وصفات طبية تساعد حصول النساء على جسم مثالي والإقبال أصبح عليها كبير ولكن يبقى السؤال هل منتجات التخسيس تجعلك تفقد الوزن حقا؟؟
الطريق الخطر نحو الوزن المثالي:
وفي الوقت الذي يعاني فيه حوالي نصف الشعب العربي من الوزن الزائد، فإن هذه الدعايات التجارية تجذب أعدادا مهولة من الزبائن. وبحسب البيانات الرسمية، فقد تم بيع منتجات تخسيس بقيمة 84.4 مليون يورو خلال عام 2019م فكيف سيكون الوضع اليوم ونحن على مشارف ال2025م.
ويبقى السؤال المطروح هو: هل يمكننا فعلا إنقاص وزننا بتناول بعض العقاقير والكبسولات؟ وما الذي يوجد في هذه المنتجات؟ وما تأثيرها الحقيقي على الجسم؟ وما مدى فاعليتها؟
حبوب سد الشهية:
هذه الحبوب تجعلك تشعر دائما بالتخمة والشبع، فهي تحتوي على مواد غير مغذية، وفي الوقت نفسه، تعطي إشارات للمخ بأن المعدة ممتلئة. وهذه المواد مستخرجة من الطحالب وقشر بعض أنواع الفواكه والحبوب.
وتوضح أخصائية تغذية هذه المواد عندما تختلط مع الماء تنتفخ وتشكل ما يشبه كتلة الجيلاتين، وهي مفيدة لمن يعانون شراهة تناول الطعام، كما أنها لا تشكل خطرا على الصحة، إلا أنها قد تسبب أحيانا الانتفاخ والإسهال”.
ومن بين كل المواد المستخدمة في هذه العقاقير، فإن الأبرز هي نبتة الكونجاك التي تأتي من القارة الآسيوية، التي حصلت على ترخيص من السلطات الصحية في فرنسا وأوروبا، نظرا لثبوت فاعليتها في إحداث شعور بالشبع، لأنها تمتص كمية كبيرة من الماء وتملأ المعدة.
حرق الدهون والسعرات الحرارية:
يوضح طبيب تغذية أن “فكرة هذه المواد هي أنها ترفع مستوى الأيض في الجسم، أي أنها تكثف استهلاك الطاقة عندما يكون الإنسان في حالة استرخاء”.
وتعتمد هذه المستحضرات -في الأساس- على النباتات التي تحتوي على الكافيين والشاي الأخضر والكولا، والمتة التي نشأت في أمريكا الجنوبية.
وينبه أن شرب هذا الشاي أو تناول كبسولة ثم الجلوس في السرير وانتظار ذوبان الدهون هي فكرة ساذجة وبعيدة عن الواقع، إذ إن الكافيين يزيد من استهلاك السعرات الحرارية في الجسم، ولكن هذا ليس له تأثير كبير على الوزن.
ويضيف أن إحداث تأثير حقيقي على الجسم يتطلب استهلاك ما بين 100 و400 ملليغرام من الكافيين يوميا، وهي كمية كبيرة جدا، وأغلب مستحضرات التخسيس التي تباع الآن في المحلات تحتوي ما بين 25 و91 ملليغراما من الكافيين.
منتجات التجفيف:
هنالك بعض المشروبات -على غرار الشاي الأخضر وأعواد الكرز ونبتة البتولا- التي ليس لها تأثير مباشر على عملية الأيض، ولكنها تؤدي إلى إدرار البول وبالتالي التخلص من المياه والشعور بالعطش بسرعة وشرب المزيد من المياه. ولكن هذه العملية أيضا تأثيرها محدود، ولا تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل ملموس.
ويؤكد بوريس هانسل أن فكرة التخلص من المواد السامة والدهون عبر كثرة التبول مغلوطة، وهذا الوهم صنعته حملات الدعاية وترويج هذه المستحضرات.
ما مدى فاعلية هذه المستحضرات؟
هذه العقاقير والكبسولات -التي تباع في الصيدليات ومحلات المنتجات الحيوية وعبر الإنترنت- لا تصنف بشكل رسمي على أنها أدوية، وبالتالي، فهي لا تخضع لنفس القيود والرقابة المشددة، ولذلك فإن المصنع ليس ملزما بإجراء تجارب إكلينيكية لإثبات الفعالية، على عكس ما هو مطلوب من الأدوية.
هذه المستحضرات لا تخضع أيضا لاختبارات السمية، وغالبا ما تعتمد في عملية الدعاية والترويج على أفكار قديمة أو استخدامات شائعة في الطب التقليدي، لنبتة كانت رائجة في العصور السابقة، رغم أن هذه الفاعلية غير مثبتة بشكل علمي.
ماذا تقول الدراسات العلمية؟
مؤخرا، قامت مجموعة من الأطباء الجامعيين بمراجعة شاملة لكل الدراسات الجادة والمستقلة حول منتجات التخسيس. وهذا العمل، الذي تم نشر نتائجه عام 2021 في مجلة “السمنة”، شمل 315 تجربة إكلينيكية نُفذت من طرف الباحثين.
إلا أن أغلب هذه التجارب كانت تشوبها بعض العيوب التي تمس مصداقية النتائج، مثل قلة عدد من خضعوا للتجربة، أو قصر المدة، أو خطأ المنهجية، أو الانحياز لأفكار مسبقة، وهو ما أدى بالباحثين إلى الخروج بخلاصة مفادها عدم وجود دراسات تثبت بشكل قطعي فاعلية منتجات التخسيس المتوفرة في الأسواق.
كذلك أصدر المؤتمر الأوروبي لأبحاث السمنة خلال العام الجاري نتائج دراسة جديدة، تؤيد هذه الخلاصة؛ إذ إن المكملات الغذائية الموجودة الآن في الأسواق لا تسمح بتحقيق خسارة ملموسة في الوزن، مع العلم بأن هذا الفقدان الملوس للوزن يجب أن لا يقل عن 2.5 كيلوغرام.
“هذا لا يعني عدم وجود مكملات غذائية مفيدة، ولكن حتى لو كانت هذه الفائدة موجودة فهي قليلة جدا. وعلى كل حال، يمكن لهذه المستحضرات أن يكون لها تأثير وهمي، بمعنى أنها توهم الشخص بفائدتها، وبالتالي فهي تشجعه وتحسن حالته النفسية”.