أهالي مناطق اللحوم والرباط يجددون المناشدة..«حُفر الصرف الصحي» خطر يهدد المخزون المالي شمال العاصمة عدن

كريترنيوز/ تقرير
جدد أهالي مناطق اللحوم والرباط الواقعة شمال العاصمة عدن مناشدة الجهات المختصة بالعاصمة عدن ولحج إلى سرعة التدخل لإنقاذ الحوض المائي العذب القابع أسفل تلك المناطق من التلوث نتيجة التوسع العمراني وانتشار آبار الصرف الصحي وتزايد المخاوف من تسرب واختلاط القاذورات الموجودة بتلك الآبار بمياه حوض المخزون المائي الممتد من منطقة اللحوم شمال العاصمة عدن، حتى بئر ناصر بمحافظة لحج، الذي يقوم بتزويد العاصمة عدن بمياه الشرب وتبعاته الكارثية.
مشيرين إلى انعدام شبكة الصرف الصحي بتلك المناطق الأمر الذي دفع الأهالي إلى حفر آبار عميقة لتصريف الفضلات يصل عمق بعضها إلى 20 مترا وقطرها متران، وقدر مواطنون محليون عدد تلك الآبار بأكثر من 3500 حفرة قابلة للزيادة في ظل التوسع العمراني.
خطورتها تزداد في موسم الأمطار حيث ينهار البعض منها وتحدث تشققات وفجوات كبيرة في باطن الأرض تشكل خطراً وشيكاً على حياة السكان خصوصًا الأطفال.
وروى الأهالي قصصاً مؤسفة لغرق بعض الأطفال بتلك البيارات إلى جانب ما تسببه من أمراض لاسيما بعض البيارات مكشوفة وبعضها وضعت في شوارع ضيقة يصعب على سيارات الصرف الصحي الوصول إليها لشفطها ما يؤدي إلى طفح المجاري وإغلاق الطرقات وانتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض إلى جانب الخطورة التي تشكلها على أساسات المباني والشاحنات المارة. بسببها أصبحت الأرض رخوة بالأسفل قابلة لانزلاق المباني لوجود أكثر من بيارة أسفل العمارة الواحدة ولقد سقطت عدة سيارات بتلك الحفر الرخوة.
سكان يعيشون فوق 3500 بيارة قاذورات :
وأوضح عدد من المتحدثين أن عدد السكان بتلك المناطق يتجاوز 5 آلاف نسمة، يعيشون فوق بحيرة من قاذورات حفر بيارات الصرف الصحي التي تجاوز عددها 3500 حفرة قابلة للزيادة استعان بها السكان مجبرين كبديل مؤقت عن شبكة الصرف الصحي، وتحولت مع مرور الوقت إلى كابوس دائم يؤرق مضاجعهم ويوشك أن يبتلع مدينتهم بعد أن أصبحت أساساتها رخوة حد قولهم.
وكانت صحيفة « سمانیوز » قد تواصلت في وقت سابق مع الأستاذ عبود ناجي حسين مدير عام مديرية دار سعد الذي تجاوب معنا مشكوراً وأكد صحة ما أوردناه آنفًا وأضاف : أن
هذه واحدة من المشكلات التي نعاني منها ليس بمنطقة اللحوم فقط، ولكن كذلك في بئر فضل ومدينة السلام ومدينة العماد ومنطقة مصعبين.
وقال : منذُ تولينا أمور المديرية عقدنا سلسلة من اللقاءات مع المؤسسة العامة للمياه والصرف اللصحي كجهة مسؤولة عن هذه المشكلة، وكذلك مع الأخوة في الصندوق الاجتماعي للتنمية وهناك وعود ، ولكن المشكلة كبيرة وبحاجة إلى تمويل كبير ومع ذلك سنسعى جاهدين لإيجاد حل لهذه المشكلة.
واستطرد قائلاً : كما تواجهنا مشكلة في منطقة اللحوم وهي قضية تداخل الصلاحيات مع مديرية تبن بمحافظة لحج، حيث أننا نقوم بتوفير جميع الخدمات للمنطقة ، بينما مواردها المالية وهي كبيرة جداً تذهب إلى محافظة لحج وهذه إشكالية كبيرة يتوجب حلها للمساعدة في تحمل التكاليف والإسهام في إنشاء شبكة الصرف الصحي لمنطقة اللحوم وغيرها من الاحتياجات.
وأضاف عبود : كما لا نستطيع ربط منطقة اللحوم ذات الكثافة السكانية الكبيرة بشبكة الصرف الصحي التابعة لمديرية دار سعد كون شبكة الصرف التابعة لمديرية دار سعد قديمة ومتهالكة وتتعرض للانسداد والطفح بين الحين والآخر لتحملها أكثر من طاقتها نظراً للتوسع العمراني الكبير الذي تشهده المنطقة وعمليات النزوح غير المسبوق القادمة من المحافظات اليمنية.
المواطن لا يزال يعاني ويريد حلولا لا وعود : ٠
قال أحد الوجهاء بالمنطقة “الوضع سيء والصورة شاهد عيان والخافي أعظم من الظاهر ألا وهو حفر بيارات الصرف الصحي الموجودة أسفلنا بباطن الأرض ومن حولنا، فهي أشبه بشبكة ألغام مزروعة تحتنا وتوشك أن تبتلع الأهالي في أي لحظة، ونطالب الجهات المختصة إسعافنا بشبكة صرف صحي كون البيارات لن تصمد طويلاً فعمرها الافتراضي شارف على الانتهاء.
وقال آخر : حفر بيارات الصرف الصحي منتشرة على طول وعرض المدينة اللحوم الشرقية والغربية إلى جانب منطقة الرباط والدواجن ومدينة السلام والعماد وصولا إلى بئر فضل جميعها شبكة واحدة حوض مائي متصل إلى محافظة لحج يغذي العاصمة عدن بمياه الشرب ولا ندري أسباب إهمال جهات الاختصاص لهذه القضية الحساسة.
وختم قائلاً : لا ننكر أن المشكلة قديمة نتيجة الفساد التراكمي المتعاقب ولكن المواطن لا يزال يعاني ويريد حلولا لا وعود.
ختامًا ..
المشكلة قديمة تتجدد ومع مرور الوقت تزداد خطورتها طالما البيارات تستقبل يوميا آلاف اللترات من القاذورات وتسير صوب الأعماق ، وقد تلامس الحوض المائي ذات يوم لا سمح الله وتحدث كارثة لاتُحمد عقباها.