في ذكراها الـ 19.. جنوبيون: «التسامح والتصالح».. قيمة اخلاقية وسياج متين في وجوه الأعداء والمتربصين بالجنوب

كريترنيوز /تقرير
رغم حدوث نزاعات مسلحة مؤلمة أكثر منها بكثير إلا أن الأحداث التي شهدتها الجنوب في ثمانينيات القرن الماضي باتت مادة دسمة يراهن عليها أعداء الجنوب، يضخمونها، يفتحون ملفاتها ويعيدون التذكير بها تزامناً مع كل انتصار أو تقارب جنوبي جنوبي، نراهم يسارعون إلى الضرب على أوتارها يحركون آلتهم الإعلامية، يسعون، يبذلون ملايين الدولارات في سبيل شق الصف الجنوبي وتمزيق نسيج أبنائه السياسي والاجتماعي لإشعال فتيل الصراعات والنعرات المناطقية لإبقاء الجنوب في حالة توتر مستمر حبيس دائرة الأزمات الداخلية المتجددة، ليتسنى لهم الاستمرار في السيطرة على ثرواته والتحرك بأرجائه بكل أريحية، تلك هي القوى الشمالية مجتمعة من بقايا عفاش والإخوان المسلمين (حزب التجمع اليمني للإصلاح) ومليشيات الحوثي، رغم اختلافها السياسي والعقائدي إلا أن الجنوب وشعبه وجميع قواه أهداف مشروعه لهم إلى جانب الأموال والأبواق القطرية والعمانية المساندة، ولكن جميع مخططاتهم الإجرامية المكشوفة فشلت ارتطمت بسياج التسامح والتصالح الجنوبي المتين، كما لعبت وسائل الإعلام الجنوبية دوراً كبيرا في التصدي لتلك الحملات المسعورة وفي تنوير وإحاطة شعب الجنوب بكل ما يدور من حوله.
وفي ذكراها الـ 19 التي تصادف يوم ال13 من يناير 2025م، شدد جنوبيون على أن وثيقة التسامح والتصالح قيمة أخلاقية نبيلة مكتسبة وسياج الجنوبيين المتين في وجوه الأعداء والمتربصين يجب الحفاظ عليها والإصرار على استدامتها كمرجعية لكل الجنوبيين.
وثيقة التسامح والتصالح الجنوبي فوتت على الأعداء فرصة تعكير مياه الجنوب :
يوم ال13 من يناير من العام 2006م احتضنت جمعية أبناء ردفان في العاصمة عدن لقاءً جنوبيًا تاريخيًا جمع كل القوى الجنوبية من مختلف محافظات الجنوب رسموا لوحة اصطفاف أخوي جنوبي أكثر من رائع
جسّدوا خلالها روح التصالح والتسامح والتلاحم واقعاً ملموساً، طووا ملفات الماضي إلى غير رجعة.
تعاهدوا على أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام. وأن لا عودة إلى ملفات الماضي السحيق مهما حصل.
لملم أبناء الجنوب جراح الماضي متطلعين إلى مستقبل أفضل إلى وطن جنوبي فيدرالي يحتضن كل أبنائه مبني على أسس التعايش والسلام الداخلي ومد جسور التواصل الأخوي وأن لايفسد الاختلاف للود قضية مهما كان حجمه.
ويرى مراقبون أن شعب الجنوب فوت على الأعداء فرصة تعكير مياه الجنوب أو إعادته الى مربع النزاعات المناطقية السخيفة البائدة.
قيمة أخلاقية نبيلة يجب عدم التفريط فيها :
تفصلنا أيام معدودات عن تلك القيمة الأخلاقية النبيلة التي باتت حدثةا تاريخيا ووطنيا ومناسبة عظيمة في تاريخ شعب الجنوب، لايصنعها إلا الرجال العظماء وكان جدير بالأجيال المتعاقبة الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها ، بل الرجوع إليها في جميع نقاط الاختلاف إن وجدت.
تتصافح الأيدي وتتآلف القلوب وتتساقط الأحقاد والضغائن كتساقط أوراق الخريف.
هي الأساس المتين للدولة الجنوبية القادمة، وأحد روافد ثورة شعب الجنوب التحررية وأنه يحق لشعب الجنوب الافتخار والاعتزاز والاحتفاء بها ليس في كل عام فحسب ، وإنما في كل مناسبة وفعالية.
ختامًا ..
لابد للنزاعات مهما بلغت شدتها أن تحط أوزارها وكانت وثيقة التسامح والتصالح الجنوبي نتاجا طبيعيا للرغبة الشعبية في وضع حد للعداوة والتباعد ولرأب الصدع ومد جسور التقارب الاخوي والتعايش في خير وسلام كون الأطراف المتنافرة تعيش في وطن واحد يستحال تبديله بوطن آخر، كما أن الوثيقة أتت على وقع الحملات المسعورة التي تشنها قوى صنعاء ضد الجنوبيين ، لاسيما صنعاء وقواها كانت ولاتزال تضرب الجنوبيين بعصا واحدة دون تمييز وكان لزاماً على الجنوبيين توحيد صفوفهم والتصدي لتلك الهجمة وما رافقها من تحريض ودعم فصيل ضد الآخر.