خطر الحوثي يهدد أجيال اليمن.. تغيير المناهج الدراسية وتفخيخ العقول..!

كريترنيوز/ تقرير
تعمل مليشيات الحوثي منذ بداية الانقلاب وفرض سيطرتها على المناطق الخاضعة لها منذ ذلك الوقت حتى الآن على تدمير كل شيء جميل، حيث عمدت مليشيات الحوثي على تغيير مناهج التعليم في اليمن، وسط رضوخ وصمت من قبل اليمنييين الذين يعيشون تحت حكم تلك المليشيات الإرهابية.
مليشيات الحوثي دمّرت المباني الخاصة والعامة لاسيما المعالم التاريخية والمنشآت الحيوية وكل شي له علاقة في بناء المجتمع ونهضته، إلى جانب القتل والتشريد وزراعة الألغام. ولم يكتف الحوثي بكل هذه الجرائم والانتهاكات بالعكس بل مارس أبشع الانتهاكات بحق قطاع التعليم الذي أصبح مصدر خطر وتهديد على الأجيال بشكل عام. ومن أبرز الطرق التي مارستها مليشيات الحوثي بحق التعليم، هو تجهيل الطلاب وكل من يريد أن يتعلم بالإضافة لتفخيخ أفكار الطلاب بالأفكار الطائفية.
حيث برزت في السنوات الماضية تغييرات خلال سنوات الحرب في مناهج التعليم، والتي تضمنت شعارات ومصطلحات تستهدف الطلاب وتفخخ عقولهم عبر إقامة الدورات والفعاليات المدرسية الداعية إلى العنف والميول لأفكار طائفية والتشدد بها إلى جانب تدمير عدد كبير من المدارس والمؤسسات التعليمية.
ولذلك عملت المليشيات منذ اجتياح صنعاء اليمنية على فرض خطة انشطة طائفية في المدارس وإلزام حضور الدورات الثقافية حتى تمكنت من تغيير المناهج التعليمية، وتحولت المدارس في ظل المليشيات الإرهابية من مشاعل تنوير إلى أماكن تعبئة طائفية ومراكز تفخيخ العقول وإحياء جذور الفتنة ودوامة الصراع الذي عانت منه البلاد لأكثر من ألف عام في مناطق سيطرتهم .
خطر تغيير المناهج التعليمية :
ما تعرضت له وتشهده المناهج الدراسية من تغييرات وتحريف يعد أخطر مما أقدمت عليه مليشيا الحوثي من بين كل جرائمها بحق الشعب في مناطق سيطرتها منذ الانقلاب.
فما قامت به جريمة تستهدف البنية المجتمعية والنسيج الاجتماعي والفكر المستقبلي لدى الطلاب، فالمناهج التعليمية في أي بلد هي دستور وطني ثابت، أهم من الدستور السياسي لأنها تنظم التفكير للمجتمع، وتغرس القيم ، وتبني الثقافة العامة، وإقدام المليشيات الحوثية على تغيير المناهج التعليمية يُعد تعدياً على ثوابت الشعب وحقوقهم وثوابثهم ، وإحياء للعنصرية والطائفية، وتنتج جيلاً مفخخاً بالأفكار المتطرفة، بعدما ظلت المناهج الدراسية تعبر عن الهوية الإسلامية والانتماء العربي الأصيل للشعب .
كما أنه من خلال تغيير المناهج قامت مليشيات الحوثي على تأسيس فكر متطرف عنصري طائفي لأجيال من أبناء الشعب في مناطق سيطرتهم وهذا ما يعد خطرا حقيقيا لأجيال المستقبل. حيث أنه هناك أكثر من 3 مليون ونص مليون طالب وطالبة يواجهون ويتعرضون لهذا التحريف والتغيير في مدارس خاضعة لمناطق سيطرة الحوثيين.
وقال الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور عبدالله القيسي حول تغيير مليشيا الحوثي للمناهج التعليمية : لو حصرنا الجرائم التي قام بها الحوثي منذ الانقلاب سيكون تغيير المناهج أخطر تلك الجرائم. حيث أن تغيير المناهج تعني أن الجرائم تستمر لأجيال وأجيال، ودفع فاتورة أكبر عندما نحاول تغيير هذه السلطة الطائفية،مشيراً بأن المناهج التعليمية في أي بلد هي دستور أهم من الدستور السياسي لأنها تنظم التفكير في المجتمع. مستدركاً : ولكن عندما تتبنى المناهج أفكار متطرفة وتشيطن الآخر وترفضه وتقصيه وتحاربه نحن أمام جريمة متكاملة تتحول مع الوقت إلى انتقام.
وأوضح القيسي أن فرض المليشيا للمناهج والأفكار بالقوة ، اليوم بالقوة هم يقطعون كل السُبل في المستقبل حينما تدور الدوائر عليهم، فالأيام هذه ، حسب وصفه ولن يدوموا ولكن بهذه الطريقة التي يتعاملوا بها ستكون ردة الفعل الانتقامية مبالغ فيها وكبيرة. كما أنه قد اتهم مدير مكتب حقوق الإنسان في العاصمة اليمنية صنعاء ، فهمي الزبيري وقت سابق المليشيات الحوثية برصدها مبلغ مائتي مليون ريال لتغيير وتحريف مناهج المرحلة الثانوية، بما يتوافق مع معتقداتها الإرهابية.
وأوضح الزبيري، في تغريدات سابقة على «تويتر»، أن الجماعة حولت مؤسسات التعليم من أدوات تنوير إلى أداة لتدجين المجتمع، وحولت المدارس من أداة لتربية النشء على العلم والوطنية والتعايش، إلى فقاسات لتفريخ المتطرفين ونشر الكراهية والعنف؛ وفق تعبيره.
وفي وقت سابق قد هاجم نائب في مجلس النواب الخاضع لمليشيا الحوثي القائمين على وزارة التربية والتعليم التابعة للحوثي على ممارساتها وأسلوبها وعملها على تغيير المناهج الدراسية ومطالبة الوزارة ميزانية لطابعة كتب دراسية.
وقال النائب حاشد إن هدف الجماعة من وراء طباعة الكتاب المدرسي أكثر من مرة في كل عام هو إدخال تعديلات طائفية جديدة عليه. متسائلاً : «لماذا أصلاً تجري طباعة الكتاب المدرسي في السنة مرتين، بإمكان الجماعة طباعته مرة واحدة كل ثلاث سنوات؟!»..
وبحسب مصادر تربوية أن الحوثي قد أدخل وأضاف أكثر من 150 تغييرا جديدا بما يتوافق مع أفكار الجماعة “الطائفية“ في المناهج الدراسية من خلال طباعة مئات الكتب الدراسية.
تدمير المدارس :
ومن جرائم الحوثي بحق التعليم هو تدمير المدارس وتحويل بعضها إلى تكنات عسكرية أو مراكز طائفية تابعة لهم.
فحسب تقارير حقوقية وإعلامية مستندة إلى مصادر تربوية ومحلية بأن مليشيات الحوثي قد قامت بتدمير أكثر من 2000 مدرسة ومنشأة تعليمية في البلاد بشكل كلي أو شبه كلي. بالإضافة لقيام مسؤولين وقيادات لدى الحوثيين في تحويل بعض المدراس الثكنات عسكرية مثلما حصل في إب وتعز اليمنيتين وغيرهما من مناطق سيطرتهم ،إلى جانب تحويل بعض المدراس والمنشآت التعليمية لمراكز تعليمية طائفية.
وبحسب مصادر محلية أن مليشيات الحوثي كانت تعمل على تخزين السلاح والذخيرة في المدراس تجنباً لأي قصف خلال الحرب وهذا ماكان يجعل المدراس عرضة للقصف والاستهداف.
ختاما ..
يتوجب على المجتمع المحلي والدولي والإقليمي أن يلزم الحوثي بأن يكف يده عن التعليم وأن يوقف انتهاكاته بحق التعليم والطلاب مما يشكل ذلك تهديدا للمستقبل وأجياله.