انهيار اقتصادي في ظل غياب الرئاسي والحكومة.. الغلاء الفاحش وتبعاته على الحياة المعيشية في الجنوب

كريترنيوز / تقرير / محمود أنيس
تشهد العاصمة عدن ومحافظات الجنوب أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل أثرت بشكل كبير على حياة الناس وفئات المجتمع خاصة أصحاب الدخل المحدود والموظفين وأصحاب المشاريع الصغيرة والطلاب.
فقد أصبحت العملة المحلية كل يوم في سقوط وانخفاض مقابل العملات الأجنبية ، فالدولار الواحد تجاوز سقف 1000 ريال يمني والريال السعودي الواحد تجاوز سقف 500 ريال يمني ، والأمر في انهيار متواصل كل يوم عن الذي قبله.
فما يحدث لاشك بأن له تأثيرات وتبعات على فئات كثيرة في المجتمع بالعاصمة عدن وغيرها من محافظات الجنوب.
حيث أصبح راتب الموظف لا يغطي الاحتياجات الأساسية كما أصبح أصحاب المشاريع الصغيرة لايستطيعون الاستمرار بعملهم إلى جانب أصحاب الدخل اليومي والمحدود الذين أصبحوا لا يحصلون القدر الكافي في عملهم اليومي ،كما أصبح الطلاب وخاصة طلاب الجامعات لايستطيعون توفير ما يحتاجونه نظرا لارتفاع كل شيء بشكل مضاعف.
غلاء فاحش وارتفاع مضاعف :
تسبب انهيار الريال مقابل العملات الأجنبية في ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية والاحتياجات الضرورية، مثل الأرز والقمح والزيت، إلى مستويات قياسية، بالإضافة لارتفاع الأدوية والعلاجات بشكل جنوني.ولقد اصبح العديد من الأسر غير قادرة على شراء مايحتاجونه من سلع غذائية أساسية. كما أنه مايشهده الريال من انهيار أثّر بشكل سلبي على أسعار الأدوية ، وأصبح المرضى خاصة أصحاب الأمراض المزمنة يصعب عليهم شراء أدويتهم. ليس هذا فقط بل أن انهيار الريال قد أثّر أيضا على الوقود مما زاد من ارتفاع تكاليف النقل، مما أثّر بشكل انعكاسي على كل جوانب الحياة اليومية.
وانهيار الريال تسبب في ضرب القيمة الفعلية للرواتب والأجور، فقد أصبح الراتب الشهري غير كافٍ لتغطية الاحتياجات الأساسية لشهر واحد.
إلى جانب ذلك فإن الانهيار الاقتصادي قد تسبب في ارتفاع الإيجار المساكن والمحلات فهذا ضاعف معاناة المواطن البسيط وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
يقول المواطن حمزة العمودي بأن راتبه 85 ألف ريال الذي يعادل أقل من 50دولار ، وأنه لايكفي لشراء المتطلبات الأساسية والاحتياجات الرئيسية للمنزل، للأسف أصبحنا مطحونين في ظل حكومة ومجلس رئاسي عاجزين على إيجاد الحلول فما الفائدة منهم إذا لم يقدموا شيئا للمواطن.
أزمة معيشية وتحديات اجتماعية :
نتيجة ما يشهده الريال المحلي من انهيار مقابل العملات الأجنبية تسبب ذلك الأمر في ارتفاع تكاليف التعليم ، وذلك من خلال ارتفاع أسعار الملازم والرسوم الدراسية ،مما اضطر عدد من طلاب الجامعات للجوء إلى تعليق دراستهم ووقف القيد ، بل البعض من طلاب المدارس توقفوا عن الدراسة وذلك لعدم مقدرة أولياء الأمور سد احتياجاتهم من كُتب وأدوات مدرسية وغيرها من الأشياء.
يقول الطالب خالد العمري وهو طالب في كلية الحقوق سنة ثالث : هذا العام توقفت عن الدراسة وأوقفت القيد ، وذلك لعدم مقدرتي على تكاليف شراء الملازم والكُتب الخاصة بالكلية إلى جانب تكاليف النقل .
كما قالت سهام علي وهي من أصحاب المشاريع الصغيرة : قبل شهرين سلمت المحل للمالك والسبب أنني لم استطع تسديد الإيجار المطلوب تسديده بالريال السعودي بعد أن انخفضت نسبة المبيعات لعدم مقدرة الناس على الشراء مثل السابق. وللأسف أصبح شبح الجوع يحلّق بالأفق على معظم الناس بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه العاصمة عدن ومحافظات الجنوب.
غياب الحلول والجهات المعنية :
ما تمر به العاصمة عدن ومحافظات الجنوب من استمرار تردي الخدمات وانهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي في ظل غياب الحلول وغياب شبه تام لدور الجهات المعنية. فالحكومة والرئاسي عجزوا عن إيجاد حلول لإنقاد الوضع مما هو عليه ولهذا المتضرر الوحيد من ذلك هو المواطن لاغير.
ختاماً ..
الأزمات المفتعلة في الجنوب، وتدهور الخدمات وانهيار العملة المحلية وتفاقم معاناة الوضع المعيشي لدى المواطنين، هو مسؤولية تقع على عاتق مجلس القيادة الرئاسي والحكومة التي تنهب مال الشعب وتصرفه لجيوب الفاسدين من مسؤوليها.
ويرى مراقبون بأن إنقاذ الوضع الاقتصادي يحتاج لحلول عاجلة أبرزها تعزيز الموارد الاقتصادية وذلك من خلال إعادة التصدير للنفط وتقليص النفقات لدى المسؤولين ، بالإضافة
لوقف المرتبات التي تُصرف بالعملة الأجنبية الصعبة وتحويلها للريال المحلي.