تقارير وحوارات

مسمار الإخوان المسلمين في جزيرة العرب «حزب الإصلاح اليمني».. خطر يتجدد في هيكل السلطة اليمنية.

كريترنيوز / تقرير

لا يوجد للإخوان المسلمين حاضنة شعبية في الجنوب وعاصمته عدن، ولا توجد للإخوان بصمات في تاريخ الجنوب القديم أو المعاصر ولم يسجل لهم التاريخ أي دور في النضال ضد المستعمر البريطاني ولا في بناء الدولة بعد الاستقلال.

 

إلا أنه بعد الوحدة اليمنية المشؤومة تم غرس ذاك التنظيم عنوةً في محافظات الجنوب من قبل المخلوع عفاش كوريث للحزب الإشتراكي اليمني الذي تم إزاحته عن المشهد بحرب صيف 1994م.

 

أنشأ مقرات له بعموم محافظات الجنوب ونجح في استقطاب الكثير من الشباب مستخدما الدين الإسلامي (سنارة صيد لاصطياد وغسل أدمغة المراهقين) كما أنشأ معسكرات للتنظيمات الإرهابية (القاعدة) جناحه المسلح وأدخل الجنوب في أتون دوامة اغتيالات طالت قادة الحزب الاشتراكي اليمني وجميع القيادات الجنوبية التي تعارض سلطة صنعاء أو تعارض فكره المتطرف ، وكذا المطالبين باستعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، جميعهم كانوا أهدافا مشروعه لذاك الحزب الإرهابي الذي أصدر فتاوى دينية تبيح دماء وممتلكات الجنوبيين خصوصًا المطالبين بفك ارتباط عدن عن صنعاء.

 

 

 

جذور الإخوان في اليمن الشمالي منذ ستينات القرن الماضي :

 

 

 

فيما تتحدث مدونات تاريخية وتقارير مؤكدة عن نشاط للإخوان المسلمين في اليمن الشمالي في فترة الستينيات التي كانت لا تسمح بقيام الأحزاب السياسية وكانت الأحزاب في اليمن الشمالي تمارس أنشطتها في تنظيمات سرية، تعيش حالة من النضال ضد سلطة الإمام، مارس الإخوان أيضاً أنشطتهم السياسية ضمن تنظيم جماعة الإخوان وكانت لهم حاضنة بأوساط القبائل اليمنية.

 

 

 

الإخوان المسلمون في اليمن حالياً هم ما يعرف بالتجمع اليمني للإصلاح، الذي أنشئ كامتداد لحركة الإخوان آنفة الذكر.

 

تأسس وظهر إلى العلن بعد الوحدة المشؤومة بين اليمن والجنوب، يوم 13 سبتمبر 1990 على يد الشيخ القبلي عبدالله بن حسين الأحمر شيخ قبائل حاشد بصفته تجمعاً سياسياً قبلياً ذا خلفية إسلامية، وامتداداً لفكر الإخوان المسلمين، وتم افتتاح مقره الرئيسي في 3 يناير 1991م وتحدثت تقارير عن اتفاق بين المخلوع عفاش والشيخ القبلي عبدالله الأحمر لإنشاء ذاك الحزب (الإصلاح) وكان الهدف منه إحداث توازن سياسي ديني في الجنوب عقب إبرام الوحدة اليمنية مع الحزب الاشتراكي ذا الفكر الماركسي الشيوعي وتخوفاً من المد الشيوعي شمالاً استعان المخلوع عفاش بحزب (الإصلاح) للتخلص من قيادات الاشتراكي ولإضعاف حضوره في الجنوب واليمن الشمالي ، ولكي يتنصل عن اتفاقات الوحدة ليستفرد عفاش بالسلطة لاحقاً ،وضع (حزب الإصلاح) كـ بديل سياسي عن الاشتراكي في الجنوب. وبالفعل نجحت خطة عفاش (الشيطانية) عقب انتصاره على الجنوبيين في حرب صيف 1994م.

 

 

 

الإصلاح يتمرد على المخلوع صالح وينقلب ضده :

 

 

 

ولكن عقب الإطاحة بالحزب الاشتراكي اليمني تمرد حزب الإصلاح على حليفه ومؤسسه المخلوع صالح (عفاش) واتجه صوب تحالفات أخرى غريبة. تحديداً في العام 2003م عندما انخرط ضمن تكتل أحزاب اللقاء المشترك، انخرط في تحالف غير منطقي وغير متجانس مع الحزب الاشتراكي اليمني حيث يقف الطرفان على طرفي نقيض ، ولايزال ذاك التحالف الهش قائماً حتى اللحظة.

 

وتعد صحيفة الصحوة وقناة سهيل الفضائية لسان حال حزب الإصلاح.

 

وفي العام 2006م قدمت أحزاب اللقاء المشترك ومن ضمنها التجمع اليمني للإصلاح المهندس فيصل بن شملان مرشحًا منافسًا للرئيس علي عبدالله صالح، وازدادت فجوة الخلاف بين الحزبين (الإصلاح والمؤتمر) مع انطلاقة الثورة الشبابية اليمنية في فبراير 2011 ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح حيث دعى حزب الإصلاح جميع أنصاره إلى المشاركة في الاعتصامات حتى إسقاط نظام صالح (عفاش).

 

 

 

الأزمات البوابة التي يتسلل عبرها إلى مفاصل الدولة :

 

 

 

يترصد يستغل الأزمات أو المناسبات كالانتخابات أو الانقلابات أو الثورات الشعبية أو الاضطرابات ليحرك خلاياه ورموزه السياسية المقنعة بقناع مقدس ديني إسلامي لتعتلي المنابر و تتسلق على ظهور البسطاء.

 

 

 

استخدام الإخوان والحوثيين الشارع وسيلة ضغط لإسقاط نظام المخلوع صالح من خلال تبنّي مطالب اقتصادية وسياسية، قبل الانتقال إلى مربعات العنف بانضمام قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الأحمر للاحتجاجات وهو قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، وما تلا ذلك من تفجير مسجد النهدين بقصر الرئاسة ونجاة عفاش من محاولة اغتيال.

 

وبحسب موقع (العرب) نقلاً عن تقرير أعدته (العين الإخبارية) فإنّ الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح اليمني) تحت شعار وهتافات (حيا بهم حيا بهم) في إشارة إلى الترحيب بالمجاميع الحوثية التي توافدت إلى العاصمة اليمنية صنعاء.

 

قادوا مجاميع مليشيات الحوثي من كهوف وجبال صعدة إلى ساحات التغيير في قلب صنعاء، وهو ما منح وكلاء إيران فرصة لتفكيك الدولة اليمنية من داخلها.

 

 

 

طموح التوسع والسيطرة (الدين جسر عبوره إلى السلطة) :

 

 

 

الفتاوى الدينية وغسل أدمغة الشباب سلاح (الإسلام السياسي) حزب الإصلاح اليمني للوصول إلى السلطة.

 

وبحسب مقال للأستاذ هاني مسهور قال فيه :

 

السؤال الأهم الآن : هل يستطيع حزب الإصلاح اليمني الاستمرار في المراوغة، واللعب على التناقضات، أم أن المتغيرات الإقليمية والدولية ستجبره على مواجهة واقعه الجديد؟

 

وتابع مسهور قائلاً :

 

في ظل التحولات التي يشهدها الإقليم، والتراجع المستمر لمشاريع الإسلام السياسي، يبدو أن الحزب بات أمام معادلة معقدة، فهو لم يعد يمتلك الغطاء الإقليمي الذي وفر له الحماية لعقود، كما أن سياساته في الداخل أصبحت مكشوفة للشارع اليمني، الذي يدرك أن مشروع الإصلاح لا يختلف في جوهره عن المشاريع الأيديولوجية الأخرى التي سعت إلى اختطاف الدولة لصالح أجندات حزبية.

 

وأضاف مسهور : لا شك أن القوى الوطنية في اليمن (الشمالي) تتحمل مسؤولية كبرى في كبح جماح هذا النفوذ، ومنع أي محاولات جديدة لإعادة تشكيل الدولة وفق رؤية إخوانية تتعارض مع المصلحة الوطنية. وإذا كان اليمن بحاجة إلى مشروع جامع، فإن المؤسسة العسكرية لا يمكن أن تبقى رهينة لتيارات آيديولوجية، بل يجب أن تُعاد هيكلتها بما يضمن ولاءها للوطن لا للحزب.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

يظل حزب الإصلاح اليمني مسمار الإخوان المسلمين في جزيرة العرب في ظل التعاطي المحلي والإقليمي معه، ويظل إشراكه في الرئاسي والحكومة اليمنية عامل تشجيع له، يجذر وجوده في الجنوب واليمن، ويجدد آماله وطموحه وأطماعه العابرة للحدود مستخدماً الدين جسر عبوره إلى السلطة وإلى نشر أفكاره المتطرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى