تقارير وحوارات

لاقت إشادة وتأييداً واسعاً في الشارع الجنوبي.. ناشطون جنوبيون: بعثة تمثيل الانتقالي في واشنطن خطوة تصحيح نحو استعادة الدولة

كريترنيوز / تقرير / حنان فضل

لاقت بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي لتمثيل الجنوب وقضيته العادلة في واشنطن إشادة وتأييداً واسعاً في الشارع الجنوبي، واعتبرها ناشطون ومهتمون بالشأن الجنوبي بأنها أولى من نوعها وخطوة متقدمة في الطريق لاستعادة دولة الجنوب.

رغم الاحتكار… إلا أنها خطوة استباقية

قال المحلل السياسي طارق عبدالرحمن المفلحي: إن تدشين عمل بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، خطوة مهمة جدا للتعريف بالمشروع الوطني الجنوبي وأحقية شعبنا في إستعادة دولته بحدودها المعروفة دولياً منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني 1967، إلى 21 مايو 1990 المعروفة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وإستعادة موقعها في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، وكل المنظمات الدولية.

وأضاف: هذا التدشين تم في أكبر دول العالم وعاصمة القرار الدولي، واللاعب الأساسي على الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وعلاقاتها الواسعة بدول الشرق الأوسط والخليج العربي، وارتباط مصالحها الاقتصادية والسياسية بهذه المنطقة الحساسة، وبما تحتله بلادنا من موقع إستراتيجي وكشريك في محاربة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، بما فيه إرهاب مليشيات الحوثي وخطره على الملاحة الدولية ودول الجوار.. وبهذه المناسبة التي أتت بعد ثمان سنوات على إعلان عدن التاريخي، ما يعني استمرار جهود المجلس السياسية خارجياً، رغم احتكار الأحزاب اليمنية للتمثيل الدبلوماسي في كل السفارات حول العالم.

وتابع المفلحي قائلاً: وأنا كمواطن لن أكون راضياً تماما إلا عندما يمنح الجنوب حصته في التمثيل الدبلوماسي، لترجمة معنى الشراكة الحالية في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، وهذا حق أصيل ومهم جداً للحفاظ على حقوقنا ومشروعية نضالنا، ولإنهاء حالة التجاهل المتعمد لكل ما يتصل بحقوق شعبنا وإيصال رسالته للعالم أجمع.

مختتماً حديثه بالقول: أحيي دور الجالية الجنوبية الكبير في كل المراحل السابقة، والنشاطات المتعددة في الولايات المتحدة الداعمة لنضال شعبنا، والداعمة لمواقف قيادتنا السياسية المفوضة، والمتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة.

استراتيجية جديدة:

من جانبها قالت المهندسة بشرى عباس، استشارية مجال السدود والقنوات: تدشين عمل بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي لتمثيل الجنوب وقضيته العادلة في واشنطن، تأتي هذه الخطوة الأولى من نوعها لتمثل استراتيجية جديدة للتعامل مع صناع القرار الدوليين، والموضوع بحاجة لدبلوماسية شديدة الحذر، وفهم بالمتطلبات الممكنة والمتاحة لبلوغ أقصى درجات الاستفادة، واللعب مع الكبار مثلما يقولون..

وأردفت عباس قائلة : يتطلب الموضوع لملمة كافة الخيوط والقنوات للعب بطريقة واسعة وذكية، ويظل الأمل الأكبر بما تمثله عدن من موقع جغرافي بحاجة إلى استمرار الملاحة بشكلها الآمن، وكذلك بقوانين الأمم المتحدة التي ترفض الحروب وفرض الوحدة بقوة السلاح، كما حدث إبان الحرب الغاشمة على الجنوب صيف ١٩٩٤م، وإصدار مجلس الأمن القرار رقم (٩٣١)، الذي ينم على رفض العالم لفرض الوحدة بقوة السلاح.
ناهيك أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت تتمتع بسيادة كاملة على أراضيها، ومقعد في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بالإضافة إلى المفتاح الدولي للاتصالات (969)، والذي لازال موجوداً إلى هذه اللحظة. ونحن في انتظار اللحظة الفاصلة لاستعادة مكاننا بين العالم، إذا ما لاقت الموجهين لها في قنواتها الصحيحة وتحريك البوصلة باتجاه ما يخدم قضيتنا، لأن هناك طمس للحقائق وتزوير للتاريخ والأحداث، دأب عليها الجانب الشمالي لإلغاء هوية شعب طالما كان وجوده مؤثراً في الخارطة، ومحل أطماع منذ الغزو البرتغالي لمدينة عدن في بداية الاكتشافات الجغرافية وما قبل.

مرحلة سياسية جديدة

وأشار الدكتور وليد ناصر الماس، باحث وكاتب صحفي، من خلال حديثه إلى أن: افتتاح بعثة دبلوماسية لتمثيل الجنوب في واشنطن، يعد عملاً ضرورياً ومطلباً طال انتظاره، لما لذلك الفعل السياسي من أهمية قصوى في تسريع ودفع القضية الجنوبية إلى آفاق رحبة، وذلك لما للولايات المتحدة الأمريكية من دور فاعل على الصعيد السياسي، باعتبارها اللاعب الأبرز على الساحة الدولية، وقوة سياسية واقتصادية كبرى، لها حضورها على مختلف القضايا الدولية.

واستطرد الماس قائلاً: تدشين عمل بعثة الجنوب في واشنطن يشكل مرحلة سياسية جديدة، ويفتح آفاقاً جديدة أمام مستقبل وتطلعات الجنوبيين المحقة، مما يمنح أبناء الجنوب فرصة مهمة في التفاوض حول استعادة دولتهم المسلوبة.

وأضاف: نتمنى أن تصل القضية الجنوبية وبقوة إلى أروقة المحافل الدولية، باعتبارها قضية عادلة تم تغييبها لسنوات طوال بشكل متعمد من قبل القوى اليمنية، وتمكن شعبنا بعد نضال مستميت وصبر وإصرار من بلورتها، وإيصال صوت المظلومين في الجنوب إلى العالم الخارجي.

واختتم الباحث والكاتب الصحفي وليد الماس قائلاً: الأهم ما في الأمر أن يتم التركيز في اختيار أعضاء البعثة الجنوبية في واشنطن، من العناصر الفاعلة والقادرة على العمل والتواصل والتأثير، والابتعاد قدر الإمكان عن الأبعاد الضيقة والحسابات غير الموضوعية عند اختيار فريق العمل، كما حدث ذلك مع عدد من البعثات الدبلوماسية في عدد من البلدان، والنتيجة تردي أداء هذه البعثات، وقلة فاعليتها.

زر الذهاب إلى الأعلى