المخدرات وخطرها على الشباب والمراهقين.. أمهات يُشدن بدور الأجهزة الأمنية الجنوبية ومكافحتها.

كريترنيوز /صحيفة شقائق/ تقرير
أشاد عدد كبير من الأمهات وأولياء الأمور الجنوبيين بالأدوار البطولية، والنجاحات المتتالية غير المسبوقة التي حققتها الأجهزة الأمنية بمختلف تشكيلاتها بالعاصمة عدن، في إحباط عمليات تهريب كبرى للمخدرات، وإفشال إدخالها إلى مدينة عدن، ومنع وصولها لأيدي الشباب والمراهقين، لاسيما في الآونة الأخيرة تصاعدت وتيرة تهريب المخدرات إلى العاصمة عدن وعدد من مدن الجنوب، والترويج لها بأوساط الشباب والمراهقين.
كميات كبيرة وعلى فترات متقاربة، حاولت العصابات الإجرامية ضخ المخدرات إلى الأسواق، وكادت أن تفتك بشباب الجنوب لولا فضل الله ثم يقظة رجال الأمن الواقفين لها بالمرصاد، حيث نجحت الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن في إحباط تمريرها، وألقت القبض على عدد كبير من المهربين والمروجين.
وبحسب وسائل إعلام، تمكنت قوات الحزام الأمني بالعاصمة عدن أواخر شهر يونيو 2025م من إحباط عملية إدخال كمية كبيرة من الحبوب المخدرة نوع “بربجالين” إلى العاصمة، في عملية نوعية تُعد من أكبر الضبطيات خلال الفترة الأخيرة، في إطار الجهود المستمرة لمكافحة تهريب وترويج المواد المخدرة.
وأكد العميد جلال الربيعي، أركان قوات الحزام الأمني، قائد القوات في العاصمة عدن، أن العملية جاءت عقب تنسيق مشترك مع أحد ضباط وحدة حماية الأراضي، حيث جرى رصد مركبة مشبوهة وتعقّبها من قبل قوات الطوارئ التابعة للقطاع السادس إلى أطراف مديرية دار سعد، حتى تم ضبطها.
وقال العميد الربيعي: “إن أمن العاصمة عدن خط أحمر، ولن نتهاون مع أي محاولة تستهدف إفساد المجتمع أو النيل من أمن المدينة واستقرارها، فخطر المخدرات لا يقل فتكاً عن الحروب والإرهاب”، مشدداً على أن العملية تأتي في إطار سلسلة من الجهود المتواصلة التي تبذلها قوات الحزام الأمني في التصدي لعمليات تهريب وترويج المواد المخدرة.
وأوضح أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن الشحنة تم تهريبها عبر البحر والسواحل، ضمن محاولات إجرامية تستهدف أمن العاصمة عدن واستقرار الجنوب، مشيراً إلى أنه تم تحديد هوية المتورط الرئيسي، ويجري حالياً العمل على ملاحقته لضبطه وتقديمه للعدالة.
وأشار العميد الربيعي، إلى أن الكمية المضبوطة جاءت على النحو التالي:
نوع المادة: برجبالين
عدد الكراتين: 12 كرتوناً
عدد الباكتات: 4,308 باكت
عدد الشرائط: 43,086 شريط
إجمالي الحبوب: 646,290 حبة
التركيز: 300 ملغ.
كما دعا العميد الربيعي، في ختام تصريحه، شرفاء عدن وأولياء الأمور، إلى ضرورة مراقبة أبنائهم ومساندة الأجهزة الأمنية من خلال الإبلاغ عن أي مشبوهين، مطالباً بتكاتف جهود المجتمع، بما في ذلك أئمة وخطباء المساجد، والمدارس ومنظمات المجتمع المدني، واللجان المجتمعية ووسائل الإعلام، وكل الفئات الاجتماعية، لتسخير جهودهم وأقلامهم لحملة التوعية ضد المخدرات، وتعزيز الوعي المجتمعي، ومواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد سلامة المجتمع وتماسكه.
أصبحت عدن وجهة مستهدفة لتجار المخدرات:
بحسب تقارير إعلامية، كشفت أن العاصمة عدن أصبحت مركزاً ووجهة مستهدفة لتجار المخدرات، عقب أن كانت في السابق مجرد محطة ترانزيت لتهريب المخدرات إلى دول الخليج العربي. وذلك في ظل الصراع المسلح وتزايد أطماع الإقليم والقوى اليمنية في السيطرة عليها..
ففي يوم السبت، 28 يونيو 2025م، ضبطت القوات المشتركة لألوية العمالقة الجنوبية ودرع الوطن، قاربًا يحمل نصف طن حشيش قبالة باب المندب. وسيطرت الحملة على القارب عقب اشتباكٍ مسلّح على بُعد 15 ميلًا بحريًا قبالة سواحل رأس العارة، جنوب غربي محافظة لحج، بحسب موقع “الشاهد”.
اعتقلت الحملة ثلاثة مهربين، وصادرت نصف طن من الحشيش والمخدرات، كانت في طريقها للتهريب إلى داخل البلاد. وتأتي هذه العملية عقب ساعاتٍ فقط من ضبط قاربٍ يحمل أدويةً مهربة.
وبحسب المصدر، في تاريخ 22 يونيو المنصرم، ضبطت قوات الحزام الأمني بمدينة عدن ما يقارب 646 ألف كبسولة من حبوب “البريجالين”، كانت عناصر التهريب تنوي إدخالها إلى عدن، بحسب مصادر أمنية.
وقال مدير الدائرة الإعلامية في قوات الحزام الأمني بعدن، المقدم رشدي العمري، في حديثه للشاهد: “تم ضبط الكثير من قضايا تهريب المخدرات مؤخرًا. شملت أنواعًا مختلفةً من المخدرات كالحشيش، حبوب “البربجالين”، الشبو، والكوكايين”.
وتابع العمري حديثه قائلاً: إنّ قوات الحزام الأمني ضبطت منذ عام 2018، وما زالت، شحناتٍ ضخمة من المخدرات.. مشيرًا إلى أن هدف تلك الشحنات إدخال المخدرات إلى داخل مدينة عدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
العمري كشف أنّ غالبية الشحنات المضبوطة تأتي من محافظة المهرة، باعتبارها قريبة من الشريط الساحلي المتاخم لباكستان والهند والمحيط الهندي، حيث تنشط عمليات التهريب، عبر تلك الدول، إلى السواحل اليمنية الشرقية، ومن ثَم تنتقل برًا أو بحرًا إلى عدن.
وأشار إلى أنّ مدينة عدن كانت في أوقاتٍ سابقة مجرد “محطة ترانزيت”، تهرّب بعدها المخدرات إلى دول الخليج. لكنّ عدن اليوم باتت هدفًا رئيسيًا لتجار ومروجي المخدرات، بحسب المقدم العمري.
وتابع: “للأسف، في الفترة الأخيرة تحولت مدينة عدن إلى مركزٍ مستهدفٍ من قبل شبكات الترويج. ويتم استهداف فئة الشباب بالتحديد، ذكورًا وإناثًا، عبر نشر الحبوب المُخدرة بشكلٍ مخيفٍ وبأسعارٍ رخيصة، وتتداول بكثافةٍ في المناطق النائية والفقيرة من عدن، التي يتم التركيز عليها من قبل مروجي المخدرات”.
جماعة الحوثي تقف خلف كل بلية:
المقدم رشدي العمري اتهم جماعة الحوثي بالإضرار بأمن واستقرار المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحكومة، واستهداف الشباب، لافتًا إلى ارتباط مروجي المخدرات ومهربيها بالجماعة.. مؤكدًا أن غالبية الشحنات المهربة تأتي عبر الشريط الساحلي لمحافظة المهرة، القريبة من سواحل باكستان والهند والمحيط الهندي، بالإضافة إلى الساحل الغربي لمحافظة لحج عبر رأس العارة، وأصابع الاتهام تشير إلى جماعة الحوثي، التي أكد تقرير أممي تورطها في تهريب المخدرات والاعتماد على تجارتها لتمويل مجهودها الحربي.
وَوفقًا لتقرير لجنة الخبراء المعنيين باليمن التابعة لمجلس الأمن الدولي، الصادر في أكتوبر 2024، فإنّ الحوثيين منخرطون، على نطاقٍ واسعٍ، في تهريب المخدرات كإحدى المصادر الرئيسية لتمويل الجماعة.
وكشف العمري أنّ ثمة طريق آخر يتم تهريب المخدرات من خلاله، عبر سواحل منطقة رأس العارة، جنوب غربي محافظة لحج. موضحًا أنّ ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني، قامت بتأمين هذه الطريق ومنع عمليات التهريب عبرها.
ختاماً..
تبذل الأجهزة الأمنية الجنوبية، بمختلف تشكيلاتها بالعاصمة عدن وما حواليها، جهوداً جبارة تستحق الشكر والثناء والدعم والمساندة، لا سيما تعد المخدرات السلاح الأقذر والأرخص والأكثر فتكاً بالشباب، استخدمه الأعداء سلاحاً لتدمير الشباب وتفكيك الأسرة وتمزيق المجتمع، وإشاعة الفوضى وإحداث اختلالات أمنية، وافقاد المدن الجنوبية استقرارها وسكينتها، حيث استغل تجار تلك الآفة الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية المتردية وتفشي الفقر والجوع والبطالة بين أوساط الشباب، الذين تضاعفت أعدادهم في الشوارع والحارات بسبب إغلاق المدارس وأصبحوا صيداً سهلاً..
وعليه، فإن جهود محاربة هذه الآفة جماعية لا تقتصر على رجال الأمن، بل على الأسرة والمجتمع والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة، وجميع مرافق العمل وحيث التجمعات والمتنزهات وغيرها. وإذا ما تشكل وعي مجتمعي وإدراك حقيقي بخطورة هذه الآفة، فسوف يتم هزيمتها والتخلص من رجسها.