على خلفية استئناف العملية التعليمية بالعاصمة عدن..ارتياح بأوساط أولياء أمور الطلاب.. والسقاف يشيد بدور المحافظ لملس والجنود المجهولين

كريترنيوز/ تقرير
عبر عدد كبير من أولياء أمور الطلاب بالعاصمة عدن، عن ارتياحهم لقرار نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين رفع الإضراب واستئناف العملية التعليمية، معربين عن أملهم في أن تسهم الخطوة في استقرار واستدامة الوضع التعليمي خلال العام الدراسي الجديد 2025/ 2026م، وكذا إنصاف الكادر التربوي والتعليمي بالاستجابة السريعة لمطالبه المشروعة.
مؤكدين أن رفع الإضراب نابع من ضمير حي تتمتع به نفوس المعلمين الطيبة، لإثبات حسن النوايا والتعاطي بإيجابية مع الإصلاحات الاقتصادية الصادقة الأخيرة، التي تقودها الحكومة ومركزي عدن، والمساعدة في إنجاحها، ولإنقاذ أجيال الجنوب من الضياع، رغم الرواتب الشهرية الزهيدة التي يتراوح متوسطها ما بين 100 إلى 150 ريالاً سعودياً، لا تفي بتغطية مصروف أسبوع واحد، ولا تصرف شهرياً بصورة منتظمة. وضع كارثي يعانيه المعلمون، مطالبين الجهات المختصة بمبادلة المعلم الجنوبي نفس الشعور الطيب والوفاء بتعهداتها تجاهه، والإسراع في صرف مستحقاته المالية ليستطيع إعالة أسرته، وتوفير الحد المتوسط لأطفاله من متطلبات الحياة الكريمة، وتشجيعه على تقديم أفضل ما لديه للطلاب في بيئة مناسبة دون مماطلة أو تسويف.
نوايا حسنة تجاه الحكومة والأجيال وذويهم:
ولإثبات النوايا الحسنة تجاه الطلاب والتعاطي الإيجابي مع الاصلاحات الاقتصادية، التي تتبناها الحكومة، وتقديراً لظروف أولياء الأمور، عقد المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بالعاصمة عدن، اجتماعاً استثنائياً يوم الإثنين قبل الماضي الموافق 25 أغسطس 2025، لمناقشة التطورات الأخيرة المتعلقة ببدء العام الدراسي 2026/2025.
وأشار المجتمعون إلى أنه تماشياً مع الإصلاحات الاقتصادية التي أقرها مجلس الوزراء والبنك المركزي بالعاصمة عدن، وانطلاقاً من حرص النقابة على مصلحة أبنائنا الطلاب، وتقديرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها أولياء الأمور، فقد تم اتخاذ القرارات الآتية:
استجابة للمبادرة المقدمة من معالي وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، وبناءً على المحضر الموقع من قبل رئيس النقابة ورئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في العاصمة عدن الأستاذ مؤمن السقاف، الذي تضمن ما يلي:
1. صرف حافز شهري قدره خمسون ألف ريال لكل معلم ومعلمة.
2. اعتماد عشرين حالة علاج شهريًا للكوادر التعليمية.
3. تشكيل لجنة من النقابة لمتابعة القضايا التعليمية والتربوية الأخرى.
وبناءً عليه، تم التصويت بالأغلبية على تعليق الإضراب، وتدعو النقابة جميع المعلمين والمعلمات للعودة إلى المدارس، والقيام بمهامهم التعليمية والتربوية على أكمل وجه. نؤكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار المسؤولية الوطنية والمهنية التي نتحملها جميعًا، وحرصاً على استقرار العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة.
السقاف يشيد بجهود المحافظ وشيخ والزامكي وشوبه والمحضار وجار الله والحربي:
الأستاذ مؤمن السقاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي – رئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن، من جهته، خط منشوراً أشاد خلاله بجهود المحافظ لملس وشيخ والزامكي وشوبه والمحضار وجار الله والحربي، وأكد قائلاً: إن عودة التعليم هي ما نحتاجه لبناء جيل واعٍ، نغرس فيه المبادئ ونمحو به الجهل لبناء الأخلاق والوطن.
وأضاف: لقد كانت عدن كعادتها سبّاقة بالعلم والتعليم، بفضل ما تمتلكه من كوادر وكفاءات. ويسعدنا أن عدن أيضاً كانت في طليعة من أعاد عجلة التعليم إلى مسارها الصحيح، ورفعت نقابتها الإضراب، لتلحق بها بقية المحافظات تباعاً بعد ذلك.
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لنقابة المعلمين ممثلة بالأستاذ محمد شيخ الذي أبدى مرونة كبيرة في الاتفاق المبرم مع انتقالي العاصمة عدن، والذي تم توقيعه بمتابعة مباشرة من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، الذي أشرف على متابعة خطواتنا ولقاءاتنا مع النقابة. كما نشكر الأخ المحافظ الذي التزم باستمرار صرف الحافز الشهري للمعلمين، وهو موقف ليس بغريب عن دعمه الدائم للمعلم.
كما لا يفوتنا أن نتوجه بالتحية والعرفان للجنود المجهولين، الذين عملوا بإخلاص في انتقالي العاصمة عدن لمتابعة تنفيذ ما تمخض عنه المحضر، وأخص بالذكر:
– الأخ خالد الزامكي، القائم بأعمال نائب رئيس الهيئة التنفيذية.
– الأستاذ خالد شوبه، مستشار رئيس الهيئة التنفيذية.
– الأستاذ أنور المحضار، مدير إدارة التعليم بانتقالي عدن.
– الأخ محمد حسين جار الله، مدير إدارة الشؤون الاجتماعية والجماهيرية.
– الأخ ذو النورين الحربي، مدير مكتب رئيس الهيئة التنفيذية..
وتابع قائلاً: نحن إذ ندرك معاناة المعلم، فإننا نثمّن عالياً وقوف نقابة المعلمين إلى جانب المصلحة العامة، وعودتهم لأداء رسالتهم السامية رغم مطالبهم المشروعة في هيكلة الأجور. كما نهيب بالجهات المعنية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه تحسين أوضاع المعلم وضمان حقوقه كاملة..
اسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا الجيل جيلاً متسلحاً بالعلم، وأن تكون نهضة وطننا وازدهاره هي من ثمار ما يزرعونه في هذه المرحلة.
إشادة بتحركات السقاف ولملس:
إلى ذلك، أشاد أولياء أمور الطلاب بتحركات محافظ العاصمة عدن، الأستاذ احمد حامد لملس، وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن، الأستاذ مؤمن السقاف.. مؤكدين أن مساعيهما أتت بثمار إيجابية ملموسة.
وأشاروا، في أحاديث، إلى أن لقاءات الأستاذ السقاف بمدير عام مكتب التربية والتعليم عدن الدكتورة نوال جواد، وقيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين، برئاسة الأستاذ محمد شيخ، منتصف أغسطس 2025م، كلاً على حدة، عكست مدى اهتمام ودور المجلس الانتقالي في دعم العملية التعليمية، وجهود تهيئة الأجواء المناسبة لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة.
حيث شدد الأستاذ السقاف، خلال اللقاءات، على أن التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، قائلاً: نجل ونحترم المعلم، لكن الوضع أصبح كارثياً وهناك عملية تجهيل متعمد للأجيال، وإذا أردنا استعادة دولتنا فعلينا أن نبدأ من التعليم.. مشيراً إلى أن الحافز الشهري البالغ 50 ألف ريال، الذي أقره محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، سيستمر إلى أن يتم إيجاد الحلول الحكومية التي تحفظ حق المعلم.
ونوه السقاف إلى أن ذلك أتى بتوجيهات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، وبالتنسيق مع السلطة المحلية. كما أكد السقاف حرص المجلس الانتقالي على تحسين أوضاع المعلمين، وأنه سيعمل على متابعة ملف التأمين الصحي للمعلمين. داعياً قيادة نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية، والقيام بدورهم في إنقاذ الأجيال من الضياع، من خلال استئناف العملية التعليمية..
وأشاد في سياق حديثه بالدور الذي يقوم به محافظ العاصمة عدن ومكتب التربية والتعليم، في مساندة قطاع التعليم وتلبية مطالب المعلمين.
ختاماً..
جهود الناس الطيبين، بعد عون الله وتوفيقه، دائماً تأتي بالثمار الطيبة. وتبقى الدنيا بخير دام فيها ناس طيبون، يسعون لجلب الخير ويحبون الخير للجميع. وقيل في الأثر إن عمل الخير يرتد إلى صاحبه بالبركة والجزاء الحسن، ويخلد أثره الطيب في النفوس الصافية، ويساهم في بناء المجتمع من خلال مد يد العون ونشر السعادة.
وقيل أيضاً: صانع المعروف لا يقع أبداً، وإن وقع وجد متكأ. كذلك قيل: اعمل الخير في أهله وفي غير أهله، فإن وقع في أهله فهم أهله، وإن وقع في غير أهله فأنت أهله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.